على حافّة الكلام
(كتاباتُ حُبّ)
إيلي مارون خليل
تقديم:
أتعرفين ما الخطيئة؟
أن تنقضي طَرفةُ عينٍ، ولا أُحِبُّكِ أكثر!
(1)
يا حلوة!
أصرخُ، إليكِ، من بحار أعماقي، بما يشبه فحيحَ الأرض. هنيهاتُ عمري، كلُّها، أضحت صراخًا إليكِ. إسمعي صوت ابتهالاتي المحمومة. أعييتُ في صراخي. بُحَّ قلبي. تعب الضّوء في عينيّ لحرقة انتظاري. وأنتِ... أين أنتِ؟
يا دافئة مثل قلب الله
برعم الوهمُ في عينيّ. في دعائي. في حلمي. في قلبي. ولا تزالين نائية. تتأكّلني أنفاسُ الغربة والقهر الصّارخ.
شلّعتْني أجنحةُ الهزيمة. بعثرَتْني رمادًا في مهبّ الرّياح، وأنتِ غائبة.
تنبت التَّأوُّهاتُ، في قلبي، أزاهرَ غربة وحسرة، وأنتِ غائبة.
تضطربُ شراييني وجعًا قلِقًا على أمل، وأنتِ غائبة.
تستوطنني النّيرانُ، وأنتِ مُغاليةٌ في البُعد...
يا امرأة!
تحملني، إليكِ، سحابات الغربة والوجع، وأنتِ تغلّين في عوالم الوهج. تغلّينَ. تغلّين. لا تلتفتينَ إليّ، أنا مَن أُحَمُّ إليكِ، مختنِقًا، محموم اللهب. أنا مَن أصبح، إليكِ، تَنَهُّدًا ضارعًا، وسفَرًا همجيَّ الرّحيل.
إرفعيني من الهاوية، أتقوَّ!
إرحميني، أيا امرأة، يا الغالية كما الحياة، كما الحُبّ،
هلّي، أربح نفسي والعالم!
يا قصيّة
شَعرُكِ أطيافُ أحلامٍ ربيعيّة. عيناي رؤًى طفوليّة. وحين، لوصفِكِ، ألتهبُ، لا أعودُ أعرفُ، لا أعودُ أعي شيئًا.
وصفُكِ أنّكِ: أنت!
وأُغامر، يا نقيّة،
كلّ آنٍ أغامرُ. حتّى وأنا أسفح هذا البثَّ المضطرب. كما الفينيقيُّ الأوّل في غياهب البحر. فأنتِ محَصَّنة. هل تصل إليكِ، يومًا، هذه "الخربشات" البسيطةُ، الدّافئة، الّتي أسلخها منّي: روحا وجسدًا وضوء عينين؟
مُغامرٌ أنا، مثل نجمة أفلتت من مدارها، وراحت تدور، تبحث، بحرقة لهفى، عن سماء جديدة، أفق جديد، مدار جديد.
أنتِ سمائي الدّائمة. وكلّ يوم. كلّ يومٍ أنتِ سماء جديدة. أفق جديد. مدار جديد.
أيا الدّافئة
بكِ... أصبح قلبي بدفء عينيكِ
أيا النّاعمة
مثلُكِ ناعةٌ أحلامُ الأطفال
أيا الهادئة
مثلكِ حميميّة مضطربة همسات العشّاق الطّالعين من الأحلام الخضراء في الليالي النّاعسات خَدَر سمر
مدّي إليّ يديكِ النّاريّتين، أيّتها العروس الآتية من بحر الأفراح والليالي، وانشليني...
وحدي؟
بلا مصيرٍ، أنا
بلا هُويّة
فانسبيني إليكِ!
ويا الحلوة
مشكلتي أنّكِ "رغبتي"
وأنّكِ لا تأتين
تشرين أوّل 1986