3

:: شجرة وعائلة وعصفور ::

   
 

التاريخ : 27/12/2009

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1536

 


 

شجرة وعائلة وعصفور

جوزف أبي ضاهر

 

رسم الختيار شجرة عائلته، انتمى إليها. عدّ من مرّ قَبله، ومن جاء بعده. حشر صورته بينهم. خاف أن يمرّ مثلهم، ولا يأتي، بعده، مَن يُكمل رسم أغصان الشجرة، ليحطّ على غصن منها، مثل عصفور يتأهّب للرحيل.

***

الشجرة تنتمي الى غابة. الغابة قبيلة عُرفت بكثرة الإنجاب. ولا شجرة اهتمّت، أو سألت مَن مرّ، ومَن سيمرّ؟

ولدت، زوّجوها الى حطّاب، ستطيعه، رغمًا عن أنوثتها، وسيفعل بها ما يشاء، وساعة يشاء.

ملعونة ذكورة الحطّابين في غابة النساء.

***

تنتمي الناس الى شجرة مغروسة في التراب.

ولا مرّة اهتمّت شجرة بالانتماء الى أرضٍ، وبشرٍ، وزمان.

... وحتى، لم تهتمّ باستخدامهم لها، «خريطة» لوجودهم فوق التراب.

***

تتشبّه الناس بالأشجار، قامات، وتنوّع فروع... وفي غفلة، تقتلها، لمنفعة.

تكتم الأشجار وجعها، وتحمل الناس الى مثواها.

***

الأشجار لا تتشبّه بالناس.

لا تغيّر موقعًا، ولا وجهةً.

تلبس، صيفًا، أجمل ثيابها. وتقف في البرد عارية، وبلا خجل.

***

الأشجار أرحم من الناس، وأرقّ.

تضّطرب لهمس نسمة، لبوح عطر.

تَفتَحُ صَدرها لعصفور، عابر سبيل، ينام عندها، ومعها. يأكل، يغنّي، ثم يرحل، ولا يدفع أجرًا.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.