3

:: الرِّقة والروح الثوريّة والبطولة عند المرأة الرحبانية ::

   
 

التاريخ : 08/03/2009

الكاتب : د. مفيد مسُّوح   عدد القراءات : 3902

 


 

الرِّقة والروح الثوريّة والبطولة عند المرأة الرحبانية

إلى المرأة العربية في الثامن

من آذار، يوم المرأة العالمي

د. مفيد مسُّوح

 

"وُلدتما معاً وتظلان معاً.." 

                     جبران خليل جبران

 

 

منذ بداية المسيرة الرحبانية الخالدة كان عاصي ومنصور رجلين واعيين طموحين إلى تكوين شخصيتيهما بعيداً عن الثقافة الذكورية التي ضربت أطنابها في الفكر الديني وملحقاته ووسمت مجتمعاتنا العربية بالتخلف حيال حضور المرأة وواقعها والعلاقة بين المرأة والرجل من جهة وبينها والمجتمع وثقافاته من جهة ثانية.

وما من شكٍّ أن المجتمع اللبناني في أغلبه كان الأكثر انفتاحاً بالمقارنة مع المجتمعات العربية الأخرى، وقد جاء هذا الانفتاح في صالح التطور الاقتصادي والمجتمعي والمعرفي وانعكس على ثقافة الشعب اللبناني وظهر في آدابه وفنونه، وفي طليعتها المسرح الغنائي اللبناني في مثاله الأنيق الساطع: الأخوين عاصي ومنصور الرحباني.

في التراث اللبناني الأدبي والفني تحضر المرأة في أجمل الصور مرافقة الرجل في العمل، وكانت بدايات هذا الحضور في الزراعة وكافة مراحلها، وما لبث أن انتقل إلى الحرف والصناعة والخدمات الصحية والتعليمية، وكذلك في الآداب والفنون. وفوق كونها ربّة البيت الكاملة الحضور كانت المرأة اللبنانية رفيقة زوجها في الكفاح من أجل الحياة والحرية والرخاء والتقدم، وكانت الصورة المضيئة لأفراح مواسم القطاف والأعراس وأعياد المجتمع والوطن ورمز الجمال والرّقة والعذوبة ومنبع الحب ومبتغاه تكريساً للأسرة الحيوية الطموحة، ترث الأرض والمهنة والطقوس والثقافة فتطورها وتنقّيها وتكيّفها مع الشروط الجديدة وتسلمها بأمانة تقدماً ومزيدَ رخاء جيلاً بعد جيل.

وكما في ظروف الحب والفرح والمواسم والأعياد، كذلك حضرت المرأة اللبنانية في الظروف الصعبة وخاصة ما تعلق منها بالمقاومة والنضال من أجل الاستقلال وصون الحرية والكرامة.. ويحفل سجل المرأة في التاريخ اللبناني بأمثلة رصدتها أقلام الأدباء والفنانين وعلى رأسهم الأخوان رحباني اللذان تمحورت جلُّ أعمالهما على المرأة الوطنية الثورية البطلة التي حملت أدواراً تثبت من خلالها أن مجتمعاً متقدماً طموحاً مواكباً التطور العالمي لن يكون من دون امرأة مساوية للرجل في العلم والمعرفة والحقوق والحضور والفعالية ومن دون رجل مقتنع بهذه المساواة ومدافع عن هذا الحضور.

ولا يخلو الأمر بالطبع من الوقوع هنا أو هناك تحت هيمنة قوى الجهل والتخلف الساعية دوماً إلى تهميش المرأة وحصر دورها في البقاء في المنزل والخضوع للرجل خضوعاً تاماً تحت حجج واهية تستند إلى ثقافات بالية تسيطر عليها العقلية الذكورية ويكرسها أصحاب المصالح المستفيدون من الإبقاء على الرجعية والجهل والتخلف وتهميش المرأة بل وقمع تطلعاتها نحو العلم والعمل والمساواة.

وإذ حضرت المرأة في معظم مسرحيات الأخوين رحباني لبنانيةً فقد كان من السهل والمنطقي إسقاط هذا الحضور في أي مكان عربي آخر عندما يتعلق الأمر بقدرات المرأة وبأدوارها وبحقوقها وفق المفاهيم الإنسانية ومعايير المجتمعات المتحضرة فجاء الفكر الرحباني متجاوزاً محليته ومنطلقاً إلى عربيته بل إنسانيته، خاصة في الأعمال ذات البعد التاريخي.

في مرحلة ما قبل المسرح كانت المرأة حبيبة يسعى إليها الحبيب المنتظِر موسمَه أو عودته أو حلّ مشكلته، في بيئة ضيعة صُورتُها لبنانية أو من بلاد الشام، كما في "الموسم الأزرق" و"ضيعة الأغاني" و"حكاية الإسوارة" وغيرها. وفي الكثير من الأغاني بصوت السيدتين فيروز وصباح طربنا بالصوت الأنثوي الناعم لعاشقة أو حالمة أو صابرة تتغنى بالحب وأحلامه وتأتي الكلمات لتربط بشكل وثيق الحب بالعمل في الأرض وبالطبيعة والطقس والجمال بكافة أشكاله وبجمال الأنوثة خاصة وكذلك مع مواسم القطاف وغلالها وطقوسها وتحمل الكلماتِ ألحانٌ رائعةُ الجمال وفائقة القدرة التعبيرية عن حياة أهل الضيعة وأفراحهم فتأتي الدبكات الشعبية التي تتشابك في حلقاتها أيادي الشبيبة من الجنسين وتعلو أصوات المغنيات والمغنين في وصلات من الغزَل والابتهاج والاستعراض.

ولا يقتصر الحضور الأنثوي على بطلة قصة الحب، وإن ظهر ذلك بارزاً في مواضع عدة. فنحن نجد لوحاتٍ متكاملةً تشترك فيها الأخت والأم والجدّة والابنة والحفيدة والخالة والعمّة والجارة وابنة الأخت أيضاً. وفي جميعها عرض مسرح الأخوين "امرأة رحبانية" ذات صفاتٍ واقعية ومقوماتٍ شخصيةٍ إنسانية كاملة وقدرةٍ عالية على العيش في المجتمع إلى جانب الرجل حياةً كاملة الأبعاد وبحضور غير منقوص وبحقوق مساوية لحقوق الرجل، وإن كانت معرّضة هنا أو هناك لحيفٍ أو تهميش أو إهمال. وإذ الحياةُ تنعكس على أفرادها مسلكاً حسب المواقف، فإن الشخصية الرحبانية، لرجل كانت أم لامرأة، ظهرت في قوتها الإنسانية دون تفادي عرض ما يعكس من جوانب أخرى الضعفَ البشريَّ العائدَ في معظمه إلى الشروط الموضوعية وفي بعضه إلى الذات الثقافية.

الفتاة الحيوية القوية الممتلئة أنوثة ورقة وصاحبة الصوت الجميل والحسّ المرهف والتي تنتظر خطوبتها وتحلم بعرسها يتناغم في مواقفها وسلوكها الولاءُ للحب والولاءُ للضيعة والعمل. وهي تميل إلى التضحية بمشاعر الحب إن هي تناقضت في وقت ما أو من ناحية معينة مع مصلحة الضيعة أو العمل، ولو كان التناقض تنافساً سلمياً. هذه الصورة شاهدناها في أولى مسرحيات الأخوين رحباني "موسم العز" وفي مطلعها عندما كاد التنافس الفني بين شبيبة ضيعة البطلة "نجلا" وضيوفهم من الضيعة الجارة، أن يصل بهم إلى الانكسار نتيجة قوة صوت "شاهين" وجمال قوله. فقد أنقذت "نجلا" الموقف متحدّية شاهين الذي تحبه وقالت: (شاهين، لو صوتو بيوصل ع السما.. منسكّتو ومنسكّت رْفاقو معو) وعندما نصحها شاهين واعداً إياها بالعفو (أنا عفوي لِكي بهالعيد مانِح) أجابته بما أعاد للضيعة اعتبارها: (منردّ العفو ووحدك بترجع ياشاهين مقصوص الجوانح). هذا الموقف أثار في شاهين المزيد من مشاعر الإعجاب بالفتاة التي وصفها بعبارات الغزل. لكأن الأخوين رحباني أرادا القول بقبول مجتمع الضيعة اللبنانية لحضور الأنثى بشخصية قوية مقنعة قادرة على انتزاع الحق والدفاع عن أهلها. موقف مماثل وأشد صراحةً حملته شخصية "حلا" في مسرحية "دواليب الهوا" عندما تعلق الأمر بمصالح طبقية لأهل ضيعتها من زارعي القصب وقد وقعوا تحت رحمة الإقطاعي محتكر مزارع الزيتون والذي رفض شراء قصبهم وقاوم محاولاتهم بيعه لآخرين في محاولة منه لفرض نفسه على الفتاة القوية الجميلة "حلا" التي رفضته زوجاً وأعلنت صراحة عدم قناعتها به وعزمها على مجابهته بالتحدي وابتدعت فكرة مشغل "دواليب الهوا" استغلالاً للقصب وتحقيقاً لمردود ماديّ حرّر الناس من حاجتهم إلى الإقطاعي المتسلط. في العديد من المشاهد نرى المرأة الرحبانية في عنفوانها تقود المجتمع بجدارة وتواجه المصاعب بصلابة وعناد دافعة جانباً مشاعر الإحباط وماسكة أيادي الناس إلى خانات الكفاح والصمود والتفاؤل. ورأيناها في كثير من الأحيان وقد وضعتها الشروط الموضوعية في مواقف حرجة، رأيناها متماسكة شُجاعة جسورة تتقدم الآخرين مستبعدة مشاعر الإحباط أو خيارات الاستسلام. وهي، وإن بدت في مسرحيتي "جسر القمر" و"الليل والقنديل" طوباويّةً إلى حد ما، فقد غلب على انفعالاتها حيال المواقف الحرجة وعيٌ غريزيٌّ (كما في مسرحيتي "ناطورة المفاتيح" و"أيام فخر الدين") أو مكتسب (كما في مسرحيتي "جبال الصوّان" و"بترا").

أكثر المواقف الثورية للمرأة الرحبانية سطوعاً وردت في مسرحيتي "دواليب الهوا" و"جبال الصوّان". ولا نغفل دور الملكة "شكيلا" في فانتازيا "بترا"، ولكنه جاء ليعبر عن شخصية امرأة نبيلة في مجتمع مملكة الأنباط، دون أن تغيب الإسقاطات الرحبانية.

ففي مسرحية "دواليب الهوا" – 1965 حرّضت "نجلا" أبناء حارتها الفقراء المستغَلّين ضد الإقطاعي المستغِّل الواقع في وهم قدرته عبر الضغط الاقتصادي على تطويعها كي تقبل به زوجاً. وقد نجحت المرأة الرحبانية في كسب معركتها مع الرجل الأناني وكان التحدي مستنداً إلى قناعتها بحتمية التاريخ أن النصر سيكون حليف الطبقة العاملة (الإيام عم بتْدور والدواليب عم بتْدور ومش رح فيك توقّفها يافهد العابور). وانتهت المسرحية برضوخ فهد وابتهاج الأهالي بعيد الضيعة المسمى "عيد دواليب الهوا" لأن الدواليب كانت رمز انتصارهم.

وفي مسرحية "جبال الصوان" – 1969 عادت "غربة" من غربتها القسرية المعادلة للنفي بعد أن قتل المهاجمون المسلحون بقيادة القمعي "فاتك المتسلّط" المهووس بالغزو والاحتلال، قتلوا سيد البلد وراعي أهاليها "مدلج" وشردوا الأهالي واستعبدوا من بقي منهم وحاولوا فرض ثقافة العنف والكراهية والسّواد بديلاً لما كان عليه الأهالي من سلام ومحبة وفرح وأعياد قطاف في مجتمع منفتح على الحياة. وبعودة غربة أعاد الأهالي تنظيم أنفسهم وقوات مقاومتهم وبدأت المواجهات بين الفاتكيّين والأهالي. وقد نجحت المرأة الرحبانية غربة في قيادة الثورة إلى أن كان النصر لأصحاب الأرض والهزيمة للفاتكيين وفكرهم ولعقلية الغزو الشريرة. وقد صوّرت مشاهد المسرحية الفتاة "غربة" قوية واعية بَنَت شخصيتها على المعرفة بتراث آبائها وأجدادها وأضاءت للشعب التائق إلى حريته وسلامه طريقَ النصر لافتة الانتباه إلى أن ثقافة الفرح تمنح الشعب القوة التي يحتاجها لتحقيق حريته (وْيا صبح الرِّضى عَ طَريقُن ضـَوِّي.. رَجِّعْلا الفَرَح والفَرَح قُوِّة) ولذلك فإن المحتلين كانوا وسيبقوا أعداءً للفرح وثقافته.

أما في مسرحية "جسر القمر" – 1962 فقد أعطي للمرأة دور العنصر المسحور والذي يظهر في حالات خاصة ودون تحكُّمٍ للناس في ظهوره واختفائه. فالصبية المسحورة رصدتها الجان على الحب فتحولت زهرة خجولة (الزهرة المستحيّة) تظهر عند حالات الاختلاف بين الأهالي الذين يتخاصمون على الأراضي والمياه ويقطعون أواصر الصلة فيما بينهم علماً بأنهم يشربون من نفس الماء ويتناسبون ويتصاهرون وأن غلالهم وفيرة وكنوزهم كثيرة ولكنها لن تكون لهم طالما أنهم متخاصمون، وستبقى الصبية مسحورة إلى أن تقف الحرب ويعم السلام. والمسرحية كتبت لتشير إلى الاقتتال البيني في لبنان في أواخر خمسينيات القرن العشرين.

وقد نجحت المرأة الرحبانية هنا في إقناع الأهالي بالسلام وإحلال المحبة بدل الكراهية والتعاون لبناء "جسر القمر" واستخراج كنوز الأرض بالعمل وباقتسام المياه عدلاً بين الجميع (ديرو الميّي ديرو الميّي .. خلّيه يشرب كل الحيّ/ خلاّ تشرب كل الدنيي ويعلا الزرع ويحلى الفيّ).

وإذ لم تظهر المرأة البطلة ثوريّةً في مسرحيات أخرى كـ"الليل والقنديل" و"بياع الخواتم" وغيرهما فقد حملت الصفة الثورية تبعاً للمواقف فتيات أو نساءٌ أخريات.

في مسرحيات أخرى برزت المرأة الرحبانية متواضعة وذات نفس كريمة متعففة عن الإغراءات رغم حاجتها. هاهي ترفض في "هالة والملك" أن تكون زوجة ملك نافية كونها (أميرة بنت أمير) بعد أن نشر أفراد طاقم البلاط الملكي هذه الشائعة عنها في مسعى منهم لتزويجها من الملك تحقيقاً لمآرب شخصية. وتصر الفتاة التي وصلت إلى المدينة من ضيعة فقيرة برفقة والدها كي تبيع أقنعة للأهالي في "عيد الوجه الثاني"، أنها لم تأتِ من إمارةٍ، وتكبر في عينها، أمام زيف سلوك المتملقين، ضيعتُها الصغيرة الطيبة "درج اللوز وأناسها الصادقين: (درج اللوز.. أربع خمس بيوت وشويّة شجر). وتؤكد: (مشْ رح نام إلا فيكي يا درج اللوز.. مشْ رح ضيع إلا فيكي يا درج اللوز.. مشْ رح إلْقي راسي إلا عَلى مْخَدّة أهلي بِفْراش العَتيق.. بِدرج اللوز). هنا أيضاً تنجح المرأة الرحبانية في فرض إرادتها المبنية على بساطة وصدق التربية الريفية، تنجح في تنبيه الملك إلى مغبّة الثقة العمياء بحاشيته وقد بنوا مجدهم على الكذب والنفاق.

دور المرأة الفقيرة المكافحة من أجل إعالة قصّرٍ في البيت يتكرر في مسرحية "الشخص" وقد استمرت الفتاة بالمواجهة والمطالبة بحقها على الرغم من موقفها الضعيف إذ وقعت بسبب براءتها في مطبّ التدخل غير المقصود في إطار الحكم والمسؤولين، والذي قادها إلى المحكمة فكانت لقمةً سائغةً بين أيدي المنتفعين الذين انتصروا عليها ادعاءً بسهرهم لحماية الحكم وحجزوا "عربة البندورة"، وهي وسيلة الإنتاج الوحيدة عندها، وبيعت بالمزاد العلني بمبلغ ليس بمقدورها دفعه فلم تتمكن من استعادتها، على الرغم من هذا فقد شكلت نقطة تحدٍّ غير منظّم فضح نقاط ضعف الحاكم "الشخص" عندما تتبّعته في نزهة وصارحته بالحديث حتى ظهر بحالته الحقيقية شخصاً ضعيفاً تتحكم بحياته وبمصيره المجموعة المحيطة به فانبرى يشكو حاله لـ"بياعة البندورة" التي استغربت فراحت تغني قافلة المسرحية: (جِيْنا لـَ حَلاّل الْقِصَص تـَ نْحِلّ قِصِّتْنا/ وِلْقِيْنا في عِنْدو قِصَّة يا ما احْلَى قِصِّتْنا).

عفوية المرأة الرحبانية في تعاملها مع المحيط والانفعال تجاه أحداثه لم يمنع الأخوين رحباني من إظهار الفطنة والذكاء الفطريين واللذين قادا في كثير من الأحيان إلى حلولٍ استفاد منها المتعاملون مع هذه المرأة – اللبنانية خاصة.

ففي فانتازيا "أيام فخر الدين" تمثل المرأة اللبنانية البطلة "عطر الليل" التي جاءت إلى بيروت لتستقبل الأمير العائد من منفاه، فخر الدين المعني الأول، وقد طُلب منها تسليمه سيفاً من أهالي بلدتها "أنطلياس" ولفتت انتباه الأمير، الذي عرف أنها ابنة أحد العسكريين في جيشه، بما تحلّت به من شجاعة وطيبة وولاء للوطن وأعجب بصوتها الجميل فطلب منها أن تزور الأهالي (أنا السيف وإنتي الغِنّية) شارحة لهم خطط الإمارة للنهضة العمرانية والاقتصادية (روحي بـْ هالطِّرْقات، فوتي عَ الِبْيوت/ ضَلِّي عَنُّو غَنِّي، وْغَيْرِكْ خَلِّيه يْغَنِّي) كي ترفع من معنوياتهم وتحشدهم في معركة الاستقلال والتقدم والصمود في وجه الطمع الذي جعل السلطة العثمانية تغزو أراضي لبنان مراراً وتعلن تهديدها الدائم بالقضاء على كل ما كان اللبنانيون يبنوه من صروح وما ما يحققونه من تقدم. وتطوف "عطر الليل" بين القرى والبلدات والأحياء تنقل الأخبار الطيبة وتغني للوطن وللشعب وتشحذ الهمم للمزيد من النشاط والسهر والصمود تكريساً للمقولة الرحبانية بترادف الفن والعمل في الأيام الصعبة.

في مسرحية "ناطورة المفاتيح" تقع الفتاة الفقيرة البسيطة "زاد الخير" فريسة جشع سلطة الملك الذي فرض على الناس أتاواتٍ تعادل نصف ثرواتهم، ولما كانت ممتلكاتها ضئيلة فقد طالبها الشاويش بدفع مالٍ يعادل نصف قيمة ما عندها (عنزة وخمس دجاجات) ولما لم يكن لديها (فلوس) فقد قرروا جرّها للعمل (سخرة) في قصر الملك. وإذ تحاول "زاد الخير" تحريض الناس على مقاومة الضغط الملكي على أبناء شعبها لا تجد منهم تجاوباً. فقد ارتأى الناس في الهجرة حلاً لمعاناتهم. يهاجر أهل البلد كلهم وترفض الفتاة الذهاب معهم فيسلمونها مفاتيح بيوتهم، على أمل ان يعودوا يوماً وقد تحسنت الظروف فيعيدون إليها الحياة.

بذكائها الفطري، وقد غدت الفرد الوحيد من "الشعب" أما ملك مستبد وحاشية مرتزقة، عرفت بأنها أصبحت في موقف قوي ضعف أمامه الملك الذي غدا (ملكاً بدون رعيّة) وصارت هي الوحيدة شعبه (يازاد الخير.. ياشعبي المحبوب) فراحت تساومه على مقايضة بقائها برفع الظلم عن الناس وإعلان الحرية والعدالة شرطاً يشجع الأهالي على العودة غلى بيوتهم. هانحن أمام بطلة من بيئة بسيطة وثقافة نابعة من بيوت الناس وحياتهم.. ثقافة ترفض الذل والاضهاد.. تعمل في مجتمعها المرأة مثل الرجل وتصمد أكثر من الرجل وتناضل وتقاوم وترشد وتوجه وتنقذ.

وقد نجحت الفتاة في تطويع الحاكم وإعادة الأهالي إلى بيوتهم.

في مثالٍ مشابه كانت الفتاة ذات الذكاء الفطري والثقافة المكتسبة من المجتمع المفتوح "هيفا"، في مسرحية "يعيش يعيش، كانت وراء خطةٍ أعادت الأمبراطور المخلوع إلى الحكم (إذا بدُّو يرْجَع يْدَبِّرْ شي نَهْفِة جْديدِة.. ساعِتا بيْكُونْ ضهَر مْن الباب وفات مْن الشِّبَّاكْ) وكانت قد قالت للأمبراطور (الدنيي بتمشي.. الشعب بيمشي.. وما حدا وجّو لًخلف.. كلـّن وجوهن لقِدّام.. الولاد، الناس، الأيام) وهي عبارة توحي بإيمان "هيفا" بالتطور والتقدم أقنعت الأمبراطور بنسخ حلم العودة إلى الحكم أمبراطوراً والبحث عن خطة جديدة تتلاءم مع ما سمعه لأول مرة في حياته في دكانة الفتاة. ولما سألها الأمبراطور المتخفي بشخصية "برهوم" ويعمل تحت إمرتها في الدكان: (لو كنتي مطرح الأمبراطور، شو كنتي بتعملي؟) أجابت: (بقْلُب الإسطوانِة .. بمْشي عَ المُوضَة...) وأبدت بصراحة اعتراضها على شخصية الأمبراطور (قاعِدْ عَ هالْعرْش متْل القاعدْ بالمتْحف، والدِّنيي عمْ ترْكـُض بَرَّا).. وهذا لا يمكن أن يأتي من امرأة مواصفاتها دون مواصفات الرجل.

وكم من حالة التقينا مع امرأة رحبانية تتبنى الناس وهمومهم باستبسال وغيريّة وشهامة تفوق ما قد يقدمه الرجال. في مسرحية "صح النوم" لم تكن "قرنفل"، الفتاة التي عانت من رفض الوالي التصديقَ على طلبها لترميم سطح منزلها، لم تكن أنانية فتكتفي بوضع الخاتم على أوراق معاملتها (إشعاراً بالتصديق) عندما سرقت الخاتم في مغامرة شخصية خطيرة، بل راحت تختم (معاملات الناس) بأريحية وبشعورٍ بالسعادة أنها ستحلّ للناس مشاكلهم وستكون السبب في تطوير البلد وتقدمه. وعلى الرغم من إظهارها رقيقة طيبة القلب إلا أنها لم تنس أن واحداً من هؤلاء (شاكر الكندرجي) كان ذا سلوك أنانيٍّ وانتهازيٍّ وعقليّة سيئة فاستثنته من مبادرتها بل مزّقت أوراقه ورمتها جانباً.

في هذه الحكاية البسيطة، التي حمّلها الأخوان رحباني مسالة التناقض بين الإرث الثقيل وتطلعات الناس، نجد أنفسنا أمام حالة يخرج المجتمع فيها من قمقمه بواسطة المرأة التي تستلم (الخاتم) وتصبح هي من يدير شؤون الناس. إنه نداء رحبانيّ آخر إلى جانب الحلم التقدمي في إعادة النظر في مكانة المرأة في المجتمع وإمكانية تسليمها دفّة الأمور في كثير من الأحيان.

والمرأة الرحبانية في مثالها اللبناني امرأة متعلمة واعية ذكية شجاعة قوية. في مسرحية "لولو" لم تنكسر الفتاة المظلومة التي لُفّقت بحقها تهمةٌ بالقتل فحُبست خمسة عشر سنة ولم ثبُتت براءتها إلا قبل انقضاء المدة بأيام. بعودتها إلى بيتها وحيال استغراب الناس لما حدث واستهتار السلطة والقضاء بمشاعرها وحقوقها وضعت "لولو" خطة لفضحهما ولإيقاظ الناس وتنبيههم إلى حقوقهم وإلا فستتكرر مثل هذه المظلمة. ولولا أن الفتاة متحدّرة من بيئة متعلمة لما نجحت في خطتها. هاهي تجيد التعامل مع الطبيب المتنكر بشخصية حلاق أرسلته سيدة من رأس السلطة كي يخلص بمهمته إلى تقرير يفيد بأنها مضطربة عقلياً تستخدمه السلطة في إعادتها إلى السجن، فتفشل للطبيب مهمته. كما أنها تجيد التعامل مع شخصيات منبوذة في المجتمع وهم (القبضايات) من أصحاب السوابق. و"لولو"، التي جدُّها من قرية وهو صاحب أراضٍ ومزارع له سبعة أبناء كلٌّ منهم في بلد من بلدان العالم، رافقت الطبيب في أغنيته (سانتا لوتشيا) باللغة الإيطالية مما يدل على أنها من بيئةٍ أبناؤها متعلمون. وفي الغنائيات بالعامية اللبنانية (الزجل بأنواعه) رأينا تمكّن المرأة الرحبانية من فنون الشعر وتفوقها على الرجل في كثير من الأحيان (يا شباب لوين ع الساحة ارجعو... ) و (بتقول مخمّس مردود) وكثيرٌ آخر.

وفي مسرحية "ميس الريم" رأينا الفتاة "زيون" ابنة قرية "كحلول" صاحبة محلٍ في المدينة لبيع الأدوات المنزلية وتقود سيارة وهي قادرة على مواجهة "مختار المخاتير" ومفاوضته على أمور تتعلق بأهالي "ميس الريم".

وإذا خرجنا من الساحة اللبنانية ودخلنا في التاريخ فسنرى أنفسنا في المسرح الرحباني أمام امرأة عربية كاملة الحضور في أصعب الأيام كما في أهنئها. ففي مسرحية "بترا" تدير الملكة "شكيلا" شؤون مملكة العرب الأنباط "البتراء" في غياب زوجها الملك "مالك الثاني" الذي قاد جيشه ليقاوم الغزو الروماني لبلادهم. وقد رأينا ما تعرضت له "شكيلا" من صعوبات وهي تكافح مع أبناء وطنها على جبهتين أولاهما لدعم المقاتلين بالغذاء والماء والسلاح والثانية لمقاومة المتسللين الرومان الذين اختطفوا ابنتها الصغيرة في محاولة خسيسة للضغط عليها وابتزازها كأم ووضعها أمام مقايضة ابنتها بالاستسلام على جبهة القتال.. ورفضت الملكة بشدة عرض روما وانتصرت للوطن ولو كان على حساب حياة ابنتها..

في قضايا المجتمع وهجر الوطن كان للمرأة الرحبانية ما تقول. منذ 1961 صرخت السيدة فيروز في البعلبكية: (لوين؟... وهالأرض.. لمين منتركها؟؟). وتكرر التعبير عن رفضها الهجرة في مشاهد ومواقف كثيرة فس سكيتشات ومسرحيات وأغان للسيدتين فيروز وصباح ولوديع الصافي وآخرين. وكانت روح الصبر والتحمّل والتفاؤل بالمستقبل عندها أعلى بكثير مما هي عند الرجل. ولا يخفى على أحد الفارق بين صرخة المرأة الحنونة لأبنائها وأخوانها استبعاداً للهجرة ودفع الرجال والآباء في كثير من الأحيان لأبنائهم أن يرحلوا بحثاً عن رزق أوفر. في مسرحية "جبال الصوّان" تحذير نسائيّ واضح للرجال الذين يدّعون تمسكهم بكرامتهم في الوطن وهم مهددون بفقدها ببساطة خارج أوطانهم: (بيضلو يسألوك: إنتَ شو إسمَك؟..     بتقلن إسمي فلان، ما فيك تكون بلا إسم. بيضلو يسألوك: إنتَ مِنْ وَين؟ بدَّك تقول من وَين، ما فيك تكون مش من مطرَح. إذا فيك تعيش بلا إسم فيك تعيش بلا وَطن).

للحب نصيبٌ كبيرٌ في عالم المرأة الرحبانية. والأخوان رحباني، اللذان بدءآ سيرتهما وعلى طاولة عملهما تراث الشعوب السريانية والكنعانية والسومرية والعربية وغيرها يقرآنها ويأتياننا بشعر مليء بروح ما اصطفياه من هذا التراث، أظهرا مكانة الحبّ في حياة شعوبنا كما تصورها الآداب والفنون والحكايات والأساطير. وعلى سبيل المثال لا الحصر، استلهم الرحبانيان أشعار حبّ من "نشيد الأنشاد" الكنعاني.. وكما كان للتراث الأدبي القديم مكانته عندهما كان للمعاصرين احترامهم وأيضاً نسوق على ذلك مثالاً جلياً هو جبران خليل جبران، الذي لحّن له الأخوان رحباني (أو طلبا لحناً من آخرين بقصد التنويع والإشاعة) وغنت فيروز قصائد منها "المحبة" و"أعطني الناي" و"الويل لأمة" أو نصوصاً مثل (وظلّ المصطفى). ويشير الاختيار الرحباني إلى قناعة هذا الفكر الخالد بالفلسفة الجبرانية المتعلقة بالالتصاق المرن للرجل والمرأة (وُلِدتما معاً وتظلان معاً حتى في سكون تذكارات الله..) و (..كونا فرحَين.. غنيا فرحَين.. إنما اترُكا بينكما بعض فسحات، لترقص فيها رياح السموات).

وقد امتلأت الأعمال الرحبانية بأشكال الغزل بالحبيب والحبيبة والتغني بالجمال وبالحب وتصوير مشاعر العشاق وإبراز ما يمكن للحب أن يخلقه من سعادة وسلام وقوة وفرح.. وغالباً ما كانت الكلمات والألحان تحيي تراثاً شعبياً منقولاً مما يشير إلى طبيعية التطرق للحب وللعلاقات المفتوحة بين الرجال والنساء في أدب مجتمعاتنا عبر العصور فيأتي إحياء التراث هذا ردّاً على الثقافات الرجعية التي تدعو إلى الفصل في المجتمع بين الذكور والإناث وإلى تكريس تفوق الرجال وهيمنتهم ووقوفهم عقبة أمام حرية المرأة وتعلمها وعملها ومساهمتها الجدية في حياة المجتمع وفي تطويره. وقد برز في معظم المحطات ميل المرأة الرحبانية الثورية إلى التفاؤل والثقة بالنفس وحب الفرح ومظاهره لأنه معها تحلو الحياة ويغدو الفرح قوة يحسب المعتدون لها حساب. هاهي غربة تطلب من أهلها في مسرحية "جبال الصوان" أن ينبذوا مشاعر التشاؤم والخوف (خزّقولي هالتياب السّود، خزّقُو هالْخَوْف والفَرَح يِرْجع وْرايِة العِزّ القَديم تْعُود) وتتذكر بأن حزن أهلها ومعاناتهم من المحتل هي التي دفعتها وهي في غربتها كي تهيّء نفسها إلى العودة وإطلاق شرارة الثورة من أجل الحرية وتؤكد وعدها وتفاؤلها (سبقتنا قصتنا وانشتل الورد بحارتنا) وتدفع الخوف عن الناس الذين أرهبتهم السياسة القمعية للفاتكيين الغزاة (لا تخافو.. مافي حْبوس تساع كل الناس.. بيعتقلو كتير، بيبقى كتير وباللي بيبقو رح منكمِّل).

والمرأة الرحبانية حالمةٌ شاعريّة تتقاطع في عالمها التخيلي صور الحاضر الملوّن ربيعُها بغيوم حزينة أحياناً بفضاء رحب لما يتمناه الناس من حرية وعدل ورخاء وهناء عيش. ولا يمنعها الانشغال الدائم بهموم الحياة إلى جانب الرجل من تفجير روح المغامرة بمشاريع تأخذ الرجل إليها لتريه مدى ما يمكن أن نصل إليه في أحلامنا وكيف لنا أن نحقق بإرادة قوية وبجدّ في العمل وبنقاء في التفكير الوصولَ إلى غاياتنا وإن بدت غير واقعية. فالفتاة الحالمة "وردة" حطمت بمغامرتها قيود المحدودية في التطلع والتي فرضتها علاقات الإنتاج وجشع البعض واستئثارهم بالممتلكات مقابل إحجام الآخرين عن السعي وعن المطالبة بحقوقهم. في مسرحية "المحطة" تقودنا "وردة" إلى عالم من الخيال تجعلنا مقتنعين بأن محطةً لسكة قطار ستستقبل ركاباً مسافرين باتجاه الشمال وتضعنا في فضاء المقارنة بين الجمود والحركة لنصل إلى أن هذا الحلم هو عنصر من عناصر تطوير أفكارنا والسير بها نحو تطوير وسائل التواصل مع من سبقتنا قطارات حضارته.

ليس هذا فحسب، وإنما سنجد أنفسنا في جميع الأعمال الرحبانية برفقة امرأة تتقن فن العلاقة مع البيت والدار والعمارة والعمران بناءً وتوسيعاً ورفعاً لقناطر وأعمدة وشبابيك وأبواب وحجارة.. امرأة معمارية تؤمن بأن البناء هو الحياة وبأن الحبّ الذي يرافق العمل والكدح وطقوس الاحتفال بحصاده ويرافق الكفاح من أجل الحرية وصون عزة الوطن وكرامته، هذا الحب يشترط المساواة التامة ودون أي انتقاص أو استثناء بين مكونَيّ الحياة البشرية: المرأة والرجل.

 

7 آذار 2009

 

 
   
 

التعليقات : 10

.

18-08-2012 08:5

omakarim@hotmail.com

عبد الكريم عمرين

شكراً. بحث صغير طيب عن عملاقين موسيقيَّين رائعين، توصف فيه المرأة الرحبانية، امرأة الحاضر والمستقبل. أتمنى عليك أن يصبح البحث كتاباً مستقلاً بذاته، ليكون مرجعاً توثيقياً، ودراسة مهمة عن تيار موسيقي ساد وسيستمر إن أعطيناه اهتمامنا ونشرناه هنا وهناك.

شكراً على جهدك الطيب مفيد.


.

09/03/2009

adnancorsp@hotmail.com

عدنان نقول

شكراً لك يا دكتور مفيد مسوح

 قدّمت لنا في هذا المقال لوحة بنورامية رائعة عن تاريخ لبنان وشعبه وثقافته وتراثه الشعري والغنائي بأسلوب فني وأدبي سلس وناعم يخرج من القلب  ليدخل قلوب قرّاء ومتابعي جماليا في الوطن العربي والمهجر.

  فتحية لك ولقلمك الراقي، وفعلاً ذكّرتنا باالضيعة ومواسم الحصاد والأعراس، شكراً لك مرّة ثانية ونطالبك بالمزيد

مع خالص تحيّتي ومودّتي

 


.

09/03/2009

مفيد مسوح

أهلاً بك دائماً أستاذ ندرة ومعاً إلى إضاءة القناديل الرحبانية تزول بها عتمة الليل وكآبة الطرقات المتعطِّشة إلى الجمال.

وتهنئتي للفتيات والنساء حولك باليوم العالمي للمرأة مع باقة من الورود التي غرس الرجال التقدّميون بذارها منذ مائة عام.


.

09/03/2009

مفيد مسوح

وأنا بدوري أشكرك سيدة نجاة على النضال الفكري والثقافي الذي تخوضينه من أجل بيئة نيّرة منفتحة ساعية إلى الحريّة والتطوّر والعدل والمساواة وتكريس المعرفة وتبادلها وتنشيط روح الإبداع عند الجميع..

أتمنى لك النجاح التّام في ما تبذلينه أنت وأصدقاؤك من جهود من أجل تطوير ساحات الفكر والإبداع في المغرب ومن أجل تمتين أواصر الترابط الفكري العربي والعالمي.. وأيضاً من أجل تأكيد الحضور النسوي في هذه الساحات.

منّي ومن "جماليا" تحيّة قلبيّة إلى نساء المغرب في اليوم العالمي للمرأة.

بالغ تقديري واحترامي. 


.

09/03/2009

مفيد مسوح

أخي هادي

شكراً لك على إطرائك ويسرني أن يقرأ الجميع فكر الأخوين رحباني كما أرادا له.. ففي مثل هذه القراءة اكتمالٌ للرسالة الرحبانية ببلوغها أهدافها.

تقديري لك ومحبتي.

 


.

09/03/2009

مفيد مسوح

شكراً أخي حبيب

فعلاً.. الأخوان عاصي ومنصور مرآة البيئة التي ترجمت الحياة الطبيعية الحلوة إلى فلسفة وفن وثقافة تقبّلتها أجيال معاصرة وستنقلها إلى أجيال لاحقة. بدوري أهنِّئك وأهنّىء مَن يحيط بك من فتيات وسيّدات مع أطيب تمنياتي بأن نستطيع مساعدة كل نساء العالم على حريتهنّ وقوتهنّ ففي هذا فقط صونٌ لعدالة الحياة وضمانٌ لازدهارها.

 


.

08/03/2009

ندره . ع . يازجي

أيضاً اعبِّر عن عظيم الشكر للدكتور مفيد على إتحافنا بهذا المقال العظيم الفائدة والعظيم الإمتاع.


.

08/03/2009

aphroditenajat@gmail.com

نجاة الزباير

الفاضل د. مفيد مسوح

شكرا على هذا المقال الرائع، الذي يفتح سماوات الجمال الإبداعي على رسالة الرحابنة الفنية التي أغنت التراث الإنساني بتميّزها، وشكرا على رقيّك الفكريّ وسموّ قلمك الذي يفيض مداده في نهر كتاباتك العذبة....

 


.

08/03/2009

هادي بشروئي

د. مسّوح

من أجمل ما قرأت حول موقع المرأة في مسيرة الأخوين رحباني.

إنّ قراءة دراستك القيّمة وأبحاثك المضنية التي تضمنتها "جماليات الإبداع الرحباني" لهو خير دليل على صحّة ما تفضّلت به في هذا الموضوع.

ألف شكر لك على جهودك الرّائعة لتثبيت رأي ورؤيا العملاقين عاصي ومنصور الرحباني، وألف شكر على الجهود الرّائعة التي تبذلها للحفاظ على موقع جماليا بهذا الجمال والرقيّ.

حفظك الله، وتحية لكلّ نساء الأرض في عيد المرأة

 


.

08/03/2009

حبيب حبيب

د. مفيد

حقيقة وقت نتكلّم عن شمولية فكر الرحابنة وإبداعهم كنّا ندرك ما نريد ولكن لانستطيع أنّ نعبّر.

جئت أنت شاملاً بتذكّر أعمالهم والسبر فيها، نعم إنّها ثورة في كلمة (وحدك بترجع مقصوص الجوانح) ولِمَ لا؟؟؟؟ أمثلة كثيرة في التاريخ والحاضر.

نعم المرأة عند الرحابنة ذات صفات واقعية يمكن إسقاطها بكلّ سهولة ويمكن اسقاطها في أي مكان عربي. من غرائب هذه الألفية غرائبها.. نعم إنّها البيئة التي أنتجت أخوين كانا مرآتها وكانت مرآتهم. كلّ الخوف أن لاينزل الكيس في الرأس كما في أفغانستان لا سمح الله.

من هنا خلود الرحابنة عندما أوصلوا كل ما يريدون إيصاله على مدى هذه السنين فكان قبولهم من الجميع دون توجيه التهمة لإبداعهم بالانتماء لثقافات هدّامة لأنّهم انطلقوا من هذه الأرض.

دكتور مفيد، وهذه أيضاً من الأعمال التي يجب أن توثّق وتعاد. إنّها فعلاً  إضاءة صبورة جداً ونيّرة على نصف الرحابنة الرّقة والروح الثورية.

نتمنّى أن يأتي اليوم الذي يعطي، يكرّم، ولايحّتج.

شكراً من القلب وكل عام وأنتم بخير

 


 

   
 

.