3

:: منصور الرّحباني... فيلسوف الحرف والنغم ::

   
 

التاريخ : 22/02/2009

الكاتب : د. ميشال جحا   عدد القراءات : 1187

 


  

منصور الرّحباني... فيلسوف الحرف والنغم

 

د. ميشال جحا

كنت قد هاتفت الكبير منصور الرحباني، على مشارف عيدَي الميلاد ورأس السنة، قبل انتقاله إلى الأخدار السماوية، للإطمئنان إليه والمعايدة. وأبلغته قائلاً:

·       سأُقيم مأدُبةً على شرفك أنت والعائلة ومن تُحبذ!!

فأجابني:

·       انشالله.. وأنا حاضر!!

قُلتْ:

·       وسَأُكَرِّمُك بقصيدة تحمل اسمك ومؤرَّخة شِعراً!

فسألني:

·       أَبَدَأت بها أَمْ لا؟

فأجبتُهُ:

·       إسمع ما بدأته شِعْراً فيك. وهُما البيتان الأَوَّلان.

فَأَتْبَعَهُما: بالآه مرَّتين!. ولكن القدر حال دون تحقيق ما تمنّينا. فجاءت القصيدةُ تكريماً ورثاءً.

 

 

م

مَلكتَ نـاصِيَـةَ الإبـداعِ فـي شَـمـَمِ

 

 

وذُبْتَ في الفنِّ مثلَ الطِّيـبِ في النَّسَـمِ!!

 

ن

نَـذَرْتَ عُـمْـرَكَ نحّـاتـاً بِصَـوْمَـعةٍ

 

 

شعـراً  وَلحنـاً كَوَجْهِ الأرزِ في القِِمـَمِ!!

 

 

ص

صُغْـتَ الفريـدَ بِمَشْـرِقـيَّـةٍ سَطَعَـتْ

 

 

أَصــالةً.. فَرَوَتْهـا أَلْـسُـنُ النُّجُـمِ!!

 

و

وَهَمـُّـكَ الشَّعبُ  لِليَـنبـوعِ تُرجِعـُـهُ

 

 

ليَسْـتَـقي المجـدَ في راحٍ مِنَ الكَـرَمِ!!

 

ر

رَوائِـعٌ من سَـنـا الدَّيَّـانِ شُعْـلَـتـُها

 

 

كالشَّمسِ في الكَونِ، شَدْوُ الأَرْضِ وَالأُمَمِ!!

 

 

ا

أَراحـِـلٌ أَنتَ؟؟!  لا!! بــاقٍ بأُمـَّـتِنا

 

 

كما نَشيـدُ البــلادِ، عَبْـرَ كُـلِّ فَـمِ!؟!

 

ل

لا يَأْفـُلُ النَّجمُ مهما الليـلُ طـــالَ بِهِ!

 

 

فكيفَ إِنْ بــاتَ عِنْدَ خــالِقِ النـِّعَمِ؟!؟

 

ر

رَحْبِـنْ جِنـانَ السَّـما..!! فيها أَعدَّ مَدًى

 

 

يـا أَنْتَهُ!!  مثلمــا رَحْـبـَنـْتَ كُلَّ دَمِ!!

 

ح

حَمَـلْتَ بالـوَتَـرِ اللـُّبْـنـَـانَ تَزْرَعُـهُ

 

 

في النَّـاسِ..!! يا فيلسوفَ الحرفِ والنَّغَمِ!

 

ب

بَيـَّنْـتَ أَزمـِنـَةً  مَرْسَحْـتَهـا تُحَـفـاً

 

 

تَبقى على الدَّهْرِ  مَهما غُصْـتَ في القِدَمِ!!

 

ا

أَراكَ في صَوتِ فيــروز النجـومِ.. وَفي

 

 

غَدي.. أُسـامةَ.. مَـروانٍ رُؤَى القِـيـَمِ!

 

ن

نَهـْـرُ العَمــالقـةِ الأَفْـذَاذِ في وَطَنـي

 

 

شَـلاَّلُـهُ أَنْتَ!! إِنْسَــانٌ على عِـظَـمِ!

 

ي

يـا عَبْـقَرِيّاً!!  ذُرَى التـّاريخِ شُـرْفَـتُهُ

 

 

لك الخلـــود هنيـئـاً!! عـاليَ الهِمَمِ!.

 

 

تمّت في الأسبوع الثالث من كانون الثاني. أَدما – لبنان

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.