3

:: هذا الكويت اللبناني... بشعبه ولبنانييه - قبس 61 ::

   
 

التاريخ : 10/06/2008

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1295

 


 

قبس من لبنان

- 61 -

هذا الكويت اللبناني... بشعبه ولبنانييه

هنري زغيب

                                                           

ما إن صدر السبت الماضي (6 الجاري) في جريدة "النهار" اللبنانية، مقالي الأُسبوعي "أزرار" رقم 550 ("حماسة وتصويت؟ نعم لِمغارة جعيتا") حتى وصلتْني رسالةٌ إلكترونية من صديقة في الكويت بدا لي منها أنّها أخذت عنوان الموقع الإلكتروني للتصويت وأرسلته الى عدد غفير من صديقاتِها وأصدقائها، في الكويت وفي العالم، تطلب منهم التصويت لِمغارة جعيتا في لبنان، الْمرشَّحة في المسابقة الدولية لـ"عجائب الدنيا الطبيعية السبع". وحين أجبتُها برسالة إلكترونية عاجلة شاكراً مبادرتها عاجلتني بجواب قصير بليغ: "لا تشكرْني. هذه سعادتي وواجبي". وما كان أبلغ كلمة "واجبي" في قلبي اللبناني الذي يعرف معنى الوفاء، ويقدّر لِهذه الصديقة الكويتية اعتبارَها من "واجبها" المبادرة الى بادرةٍ من هذا الحجم النبيل ذاتِ صلةٍ بلبنان الذي تُحبُّه وتأتي إليه أكثر من مرة في السنة.

ويصدف أن مقالي هذا صدر غداة صدور خبر في الجريدة نفسها ("النهار") عن تذكير الجالية اللبنانية في الكويت، تعاوناً مع سفارتنا اللبنانية في الكويت، بِموقعها الإلكتروني (lebaneseinkuwait.com) وشعارُهُ "جايين يا أرض السلام"، دعماً للسياحة والاصطياف في لبنان، والذي (كما قال مؤسس الموقع رالف القاعي) يَهدف الى تشجيع أبناء الجالية اللبنانية في الكويت، وتشجيع أهل الكويت (وليسوا في حاجة كثيرة الى التذكير) على "زيارة لبنان هذا الصيف والاستمتاع بالمناخ والمهرجانات، وتأكيد أن لبنان بلد الحياة مهما كبرت المصاعب وكثرت المصالِح".

وكان لافتاً صدور إعلانٍ للحملة جميلٍ (تصميم محمد شكر، أحد أبناء الجالية اللبنانية في الكويت) من حماماتٍ بيضاء شكلت خارطة لبنان، تَحتها شعار "جايين... يا أرض السلام!"، وعبارة "سِنِه عن سِنِه بيزيدو الزوار، وزوّارَك يا لبنان هالصيفيِّه كتار، ترابَك غالي يا وطني، وهواك أحلى مشوار، والسهره بْتِحلى بالليل، وشَمسَك بتقول خْبار".

وهذا الموقع الكبير (منذ تأسيسه سنة 2003) يزوّد اللبنانيين في الكويت بِموارد ووسائل تساعدهم على التواصل والتعرف وإيجاد مُجتمع لبناني مصغَّر في الكويت عبر أنشطة ومشاريع (مآدب، أيام ترفيهية، تَجمُّعات، مُخيمات، رحلات بَحرية، ...) وعبر تغطية أنشطة الجالية اللبنانية في الكويت. ويقدم الموقع أيضاً (أعضاه نحو4000 لبناني ولبنانية من أعمار مختلفة ومناطق لبنانية مختلفة) خدمات مفيدة للجالية (أخبار لبنان والكويت، فرص عمل، إعلانات مبوبة، دردشات، دليل المقيمين اللبنانيين في الكويت، الشركات اللبنانية، معلومات ضرورية مهمة يَحتاجها المقيمون والوافدون اللبنانيون الجدد الى الكويت).

وإذا كان اللبنانيون يغنمون من معلومات هذا الموقع الضروري والمهم، وهم مندفعون تلقائياً للمجيء الى لبنان، صيفاً أو زيارات، والكويت من لبنان على مسافة أغنية، فالكويتيون - بِهذا الموقع وبدونه - لَهيفون الى لبنان وزيارة لبنان والْمجيء الى لبنان والعودة الى لبنان وتذوُّق صيف لبنان. والاتصالات النبيلة التي جاءتْني - كما جاء الكثير سواها لسواي - من أصدقاء كويتيين وصديقات هناك، لا تَحتاج الى تذكير ولا تَبرير. فالوفاءُ الكويتِيُّ للبنان ثابتٌ، يَشوبه قلقٌ عند انوجاع لبنان، ويشعشعه فرحٌ عند شفاء لبنان، ويزكيه حضورُ الكويتيين الكثيفُ، ونداؤُهم "جايين الى لبنان" عند انفتاح باب لبنان الآمن الأمين.

ولعلّ الوفاء الكويتي، على المستويين الرسمي والشعبي، هو هذا الكنْزُ الذي يَتَرَسْمَلُ به لبنان من أصدقائه في الدول الصديقة والشقيقة، فيشعر أنه ليس وحيداً في مواجهة النـوّ.

ولبنانُ، في ذاته الثرية وفي صداقاته الغنية، علامةُ العلامات المضيئة على خصر هذا الْمتوسط.

 

                                 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.