3

:: وليد معلوف أطلق الشرارة: أشعلوها – أزرار 535 ::

   
 

التاريخ : 23/2/2008

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1221

 


 

طالعتْنا "النهار" مطلع هذا الأسبوع (الاثنين 18 شباط الجاري) بِمقال من وليد معلوف (مدير الدّبلوماسية العامة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية) أقلُّ ما يقال فيه إنه "تأسيسيّ" يُمكن البناءُ عليه لبناء دولة تتأسّس على ركائز نَجحت نَماذجها في الدول الكبرى الناهضة القوية المنيعة.

بلى: جاء وقتُ أن نعزل عن الطاولة (طاولة الحوار، طاولة المفاوضات، ...) طقماً سياسياً أثبَت فشلَه في الوصول الى مَخرَجٍ من هذا النفق القاتل الذي سبّبه سياسيون بشخصانيّتهم وفردانيّتهم وانفعالاتهم الموتورة الشاتِمة الْمتشاتِمة الشتّامة، وآن لنا أن نأتي بلبنانيين شباب أكاديميين مثقّفين ناضجين نظيفين لامنتمين (الى أي فريق أو قطيع) بَرَرَة لم يتلوّثوا بهذا الداخل الموبوء.

وليد معلوف (غير الطامح الى أيّ منصب في الداخل) قالَها: "الاغتراب اللبناني قوة ضخمة في ولادة لبنان الثانية، وقادر أن يضخّ أكثر من 50 مليار دولار للاقتصاد اللبناني"، "ليس المغتربون عملاء لأي قوة إقليمية أو دولية"، "معظم مُمثليكم في المجلس النيابي برهنوا عن إخفاق كامل"، "توَقَّفوا عن تنصيب زعماء وطنيين يستغلّون الدين لتقسيم اللبنانيين"، "أَوقِفُوا رواتب مدى العمر للنواب السابقين واقطعوا هدر المنافع والمحسوبيات والمصاريف العامة، تُنقذوا للخزينة مليارات الدولارات كل سنة"، "مراراً أنقذ المجتمع الدولي الوجود التعدديّ في لبنان"، "ضعوا برامج جديدة للمغتربين الفاعلين فيعودوا، عوض أن تتقاتلوا فيهربوا الى الأبد"، "أَنشِئُوا برلَماناً دولياً من اللبنانيي الأصل المنتخَبين في بلدانهم وليعقدوا مؤتمراً سنوياً في لبنان يُخطّطون فيه من خبرتهم، حيثما هم، رافداً للحكومة اللبنانية يرفع شأن الشعب اللبناني"، "أَحصُوا من كبار المغتربين اللبنانيين رؤساء مَجالس الإدارة ورؤساء الشركات الكبرى في العالم وأَنشِئُوا روابط بينهم وبين مُجتمع الأعمال والتجارة في لبنان"، "إفتحوا في الوزارات فرص عمل للمتخرجين الجامعيين"، "القوة الاقتصادية الوحيدة: قوة الاغتراب اللبناني، فلا تعملوا على تَهجيرها وإبعادها واستبعادها بل اكسبوا ثقتها فتساعدكم وينتصر لبنان ويبقى لبنانياً على الدوام"! إلى كلام آخَر كثير رائع لا يتّسع له المجال هنا.

هذا الكلام، أعرف، لا يُرضي قطعان الذين نشأوا على تقبيل قَدَم الإقطاعي (الجاثم على صدرهم وارثاً إقطاعه عن أبيه) لأنه يزفّت لهم طريقاً أو يوظّف لهم ولداً، لكنه لا (ولن) يزفّت لهم مستقبل الوطن ولن يوظّف تشريعاً واحداً رؤيوياً للبنان الغد.

مقال وليد معلوف (عُودوا إليه في "النهار" واحفَظوه وأسِّسُوا عليه) خاطَبَ اللُّبنانيين الجدُد (في لبنان المقيم ووسْع لبنان الانتشار في العالم)، الشباب البَرَرة الطاهرين من كل انتماء سياسي موبوء موروث، وأطلقَ شرارة لبنان جديد مُختبِرٍ تَجربةً ديمقراطية حقيقية ناجحة أثبتَت فعاليّتها لبناء جيلها وأجيالها المقبلة. فأشعِلوا الشرارة وانطلِقُوا منها تفعيلاً وتطويراً.

لبنانيّونا في الخارج (قوّتنا الفريدةُ التي ما بعدها قوّة) فلْيتحرّكوا ولْيضعوا أفكارَهم الناضجة ذات الخبرة (في المال والأعمال والاقتصاد والتنمية والتربية وكل حقل اختبروه)، حتى نَخرج من سوس هذا الاهتراء في الداخل ينخُرنا كلّ يومٍ وينهش غدنا قبل أن تشرق علينا شمس هذا الغد.

أَشعِلُوها هذه الشرارة. نَحتاجكم اليوم أن تُشعِلوها من حيثما أنتم نظيفو التفكير لامنتَمُون، ولْيستَحِلْ رماداً هذا الحطبُ الراهن عندنا، وليكن أولُ مَن يرمّد فيه طقماً سياسياً أسهم معظمُه في تَحويل هَيبة لبنان وصُورة لبنان ومستقبل لبنان واقتصاد لبنان وصيغة لبنان وطمأنينة لبنان وفرادة لبنان... الى رماد.

هنري زغيب odyssee@cyberia.net.lb

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.