3

:: أغاني أغصان الأشجار ::

   
 

التاريخ : 08/04/2017

الكاتب : مصطفى محمد غريب   عدد القراءات : 1243

 


 

 

في كل مساءْ

تسقط أوراق الأشجارْ

وهي تغني

في فرحٍ ضد بحور الظلمات

وتساهم في بث الثاني من "اوكسيد الكربون"

لا تحجب نور الشمس على الأرض بلا معنى

أو تحجب عنا قطرات ندى الفجر البلوري..

أوراق الأشجار تخاف جفاف الجنيات الورقيةْ

وتخاف جفاف الأنهار

 كي لا تذبل وتموت

فتعاتبنا.. بمواويلٍ من لحن شعبي

امضوا عني

وتعاتبنا.. من حَرْق الأوراق

وحريق الأوراق يخادعنا كي ننسى

غيم الصيف العاقر

يتطاير من غيم الصيف رمادٌ في كل الأنحاء

وكريش البجع الوردي تنقله الريح

نحو المدن المأهولة .

أغصان الأشجار تغني

غيم الصيف القار

وتخاف الظلمةْ

 أين وعود الماء.. يا نجباء

كي نسقي زرع الآباء

"أم أن غيوم الكَيضْ كذابة لا تمطر؟" *

***

في كل صباح

تتحرك في لحنٍ أسطوري

كل عصافير الدوري

تتوسد أغصان الأشجار

وتكركر بالضحكات

تبني أعشاش لحاء،

وغبار الطلع على مقربةٍ منها

الأشجار الخدرانة من نور الشمسِ

تمسح أطراف الحزن المتداخل من فأس الحطاب

وتغني خرير الماء

أين وعود الماء .. يا نجباء

 كي سنسقي زرع الآباء؟

نغسل وجه الأرض الجرداء

والأرض  تكون جداول فيحاء.

***

في كل الأصوات

مسحة من فرحٍ معلوم

أو مسحة من حزنٍ مكتوم

وبلا إعلان

تتمازج مثل عصير الرمان

يظهر فن الجوقة الموسيقيةْ

تعزفُ سيمفونيات شعرية

تحكي قصصاً من نوتاتٍ غجرية

في الغابات المبهورات

ترقص بين الأشجار

تجعل من نوع الأغصان

أثوابا فيها رائحة الأرض المسقيةْ

كطعم التين البري

كطعم القُبلاتْ

فتغني، أغصان الأشجارْ

للمخلوقاتْ

لعصافير الدوري

أين حضور الماء .. يا نجباء

في سوح الإنباء

كي نسقي هذي الأرض الجرداء

نخلصُ من هذا الداء

أين الزجل الغاضب في الشعراء؟

من غيمة صيفٍ حرباءْ

*  لعلي العضب بتصريف "أنا مو كَتلج غيوم الكَيظ جذابه ولا تمطر"

ـــ الكَيظ: الصيف بالعامية العراقية

20 / 3 / 2017

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.