3

:: لوم على تعزية في فقيد وطني ::

   
 

التاريخ : 04/01/2017

الكاتب : توفيق أبو شومر   عدد القراءات : 1582

 


 

 

لامني أحدُ شبابنا في اليوم الثاني من وفاة مناضلٍ وطني فلسطيني، يوم 2/1/2017، بالتأكيد فإن معظم شبابنا لم يقرأوا تاريخنا على الرغم من أن ألفيتنا الثالثة قد وفَّرت لنا كل تواريخ العالم، ويسرته بين أصابعنا.

لامني هذا الشابُّ  لأنني قدَّمتُ التعازي بوفاة شهيد القدس الفلسطيني، المطران هيلاريون كابوتشي، في شبكة التواصل الرقمية.

 

استغربتُ لومه، وسألته:

أيعودُ لومُك لي إلى أن المُعَزَّى به مسيحيٌ، وليس مسلما، أو يعودُ إلى أنَّك تعرف عيبا فيه؟

قال: لأنه ليس مسلما!!

قلتُ: غريبٌ احتجاجُك؟ هل قرأتَ دينك، واستخرجتُ منه فتوى تحظرُ التعزية؟ أم أنكَ استسلمتَ لفتاوى المتفيهقين، ممن حفظوا قشور الدين، وجهلوا لُبَّهُ، روحَه، وغاياتِه؟

إليك قصاصاتٍ من سيرته:

 

هو المطران السوري الكاثوليكي في القدس، الذي توفي يوم 1-1-2017 عن أربع وتسعين سنة، قضاها في البطولات الوطنية، فقد أُلقي عليه القبض بتهمة تهريب السلاح للمناضلين الفلسطينيين 1974 في سيارته المرسيدس الخاصة، التي كان مفروضا ألا تتعرض للتفتيش لأنه يحمل حصانة دينية، وفق البرتوكولات الدبلوماسية، فحكم علية بالسجن اثنتي عشرة سنه، أمضى منها ثماني سنواتٍ في السجن، وأُطلق سراحُه بشرط أن يُغادر إلى روما!

لم يكتفِ بهذا النضال، بل قام بالمشاركة في سفن كسر الحصار على غزة مرتين، على الرغم من كبر سِنِّهِ .

وفي المجال الدولي نجحت وساطته في حادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارة أمريكا في طهران عام 1979 في أطول حصار للدبلوماسيين الأمريكيين، لغرض الضغط على أمريكا لتسليم شاه إيران، محمد رضا بهلوي لمحاكمته في إيران عقب انتصار الثورة الإيرانية، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، حيث قرَّر كارتر تحرير الرهائن بعملية عسكرية، فشلت العملية، وقُتل ثمانية جنود أمريكيين.

 تمكّن المطران هيلاري كابوتشي من مفاوضة الخاطفين، والإفراج عن جثث الأمريكيين القتلي عام 1980 بعد عامين من الأسر.

هذا المناضل الفلسطيني، الحاصل على وسام الشرف الفلسطيني،  لا يستحقُّ العزاءَ فقط، بل يستحقُّ أن يوضعَ في سجل الأبطال الفلسطينيين الخالدين، أليس كذلك؟!!

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.