3

:: حياةٌ هانئة بين دَفَّتَـــي كتاب - نقطة على الحرف - الحلقة 1282 ::

   
 

التاريخ : 13/11/2016

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1273

 


 

 

بين تظاهرتَين كُبريَيْن في بيروت هذه الأَيام: الدورةِ الثالثة والعشرين من معرض الكتاب الفرنكوفوني بشعار "نقرأُ معًا" (ختامُهُ اليوم الأَحد)، والدورةِ الستين من "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" بعد أُسبوعين، قرأْتُ في صحيفة "الغارديان" البريطانية خبرًا من دولة الإِمارات العربية المتحدة ذا صلة بالكتاب، أَبرز ما فيه صدورُ "قانون القراءة"، لتحفيز المواطنين على اتّخاذ القراءةِ عادةً يوميةً، ما جعَلَ الكاتبَ البرازيلي العالـمي بابلو كويلُّو يكتب إِلى حاكم دُبي رسالةَ تقديرٍ وإِعجابٍ لدعمِهِ "صورةَ الكتابِ الحضاريةَ في المجتمع".

بين بنود هذا القانون: توفيرُ الكتُب في مراكز التَسوُّق باللغتَين العربية والإِنكليزية، وتحفيزُ هذه المراكز بتقديم مساحاتٍ لإنشاء فروع مكتبات عامة فيها، إِعفاءُ الكتُب من الرُسوم والضرائب، توزيعُ الكتُب على طلبة المدارس، منحُ "حقائبَ معرفيةٍ تحوي باقات كُتُب لجميع المواليد الجدُد في الإِمارات فور ولادتهم، توزيع الكُتُب على جميع الأَطفال المقيمين والمواطنين، ضرورةُ الحفاظ على الكتُب وعدمُ تلْفِها بل صيانتُها وإِعادةُ استخدامها أَو التبرُّعُ بها للمكتبات الخاصة أَو العامة، تقديمُ حوافزَ إِلى القطاع الخاص لتشجيعه على الاستثمار في إِنشاء المكتبات، إِفساحُ الجهات الحكومية لموظفيها وقتَ قراءةٍ ضمن ساعات الدوام الرسمي، توفيرُ مكتبات عامة ومرافقَ للقراءة في جميع مناطق الدولة، جعلُ المقاهي تقدِّم موادَّ قراءةٍ لزبائنها، إِلى جانب خدماتها التجارية.

وفي الخبر ذاته أَيضًا أَن "مؤَسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، من ضمن رسالتها "نشرَ المعرفة أَداةَ تحسينٍ لحياة البشر"،  قرَّرَت تخصيص دعمٍ بقيمة خمسة وعشرين مليون درهم إِماراتـيّ لِدُور النشْر المحلية، بشراء مجموعاتِ كُتُب من إِصدارات هذه الدور، سعيًا إِلى شراكة بين المؤَسسة ودور النشر لإِطلاق سلسلة برامجَ ومشاريعِ قراءة، ولتشجيع قطاع النشر المحلي وتطوير صناعة نشر حقيقية منافسة في دولة الإِمارات لتصبح مركزًا معرفيًّا وثقافيًّا في المنطقة. 

بلى: بين تظاهرتَين كُبريَيْن للكتاب في بيروت هذه الأَيَّام، يُسعِدُ أَن نقرأَ عن مبادراتٍ تشجِّع اقتناءَ الكتاب، ونَشْـرَ الكتاب، وتوزيعَه على الـمتلقّي في وسائلَ شتى ووسائطَ مختلفةٍ بين الكتاب الورقيّ والكتاب الرقميّ والكتاب المصوَّر والكتاب المخطوط والكتاب المطبوع. المهمّ أَن يبقى الكتاب حاجةً في حياتنا يوميةً، فلا ينقضي نهارٌ بدون رُجعى إِلى كتاب، ولا نَؤُوب إِلى النوم بدون كتابٍ ينتظرنا حَـدّ المخدّة.

وبين الكتابِ تأْليفًا، والكتابِ قراءةً، والكتابِ صناعةً معرفيةً، يَعْذُبُ العمر بـحياةٍ تَمضي إِلى رحلة الأَيام هانئةً سعيدةً بين دَفَّــتَــي كتاب.

***

يتمُ نشْرُ هذا المقال في موقع "جماليا" بالتزامن مع بثِّه في إذاعة "صوت لبنان" بتاريخ 13 ت1 - 2016

email@henrizoghaib.com

www.henrizoghaib.com

www.facebook.com/poethenrizoghaib

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.