3

:: وَمْضٌ وعَقائق!- (تشكيلة شِعريَّة من قِصار النصوص (2 من 2)) – رؤى ثقافية 232 ::

   
 

التاريخ : 09/11/2016

الكاتب : أ. د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي   عدد القراءات : 1368

 


 

ـ 1 ـ

أَيا بابَ (غرناطةَ) الداخليَّ، أَغِثْنِـيْ!

وقُلْ (لابنِ زَيدونَ) زِدْنيْ؛

(فوَلَّادةُ) الآنَ تَهْفُوْ إلى عِطْرِكَ الزَّيْزَفُوْنْ!

 

ـ 2 ـ

إِنْ   يـَـرَنِــيْ    لا   أَهـْــوَاهُ  

مُـحْـتَـمِـلًا   مـا  أَلْـقَــــاهُ           

أو   بِـدَمِــيْ   لا   أَفْـدِيـْــهِ

يَسْـبَـحُ  فـي شَـفَـتِـيْ  مَـاهُ     

فَـلْـيَـتَـنَـاءَى   أو  يَـنْـسَـى 

فِـيَّ   سَـتَـرْسُـوْ   مَـرْســاهُ

قَدْ رُفِعَتْ صُحُفُ الدَّعْوَى:             

لَسْـتُ  أَنــا  أَنـا  لَـولاهُ!(1)

 

ـ  3  ـ 

عِطْـرُكِ  امرأةٌ  مُمْطِرَةْ!

وهْيَ تَغْتَسِلُ الآنَ في شَفَـتِـيْ..

آهِ لو عَلِمَتْ:

عَطَشًا عَبَّ مِنْ عُمُرِيْ عُمُـرَهْ!

 

 

 

 

ـ 4 ـ

فـي كُـلِّ ثانِـيةٍ جُـرْحٌ.  وآخِـرُها:     

قَتْلُ الزَّمانِ؛ فلا طِبٌّ، ولا جُرْحُ!

 

ـ 5 ـ

بينَ مَوتي وحَياتي،

فاصِلٌ:

خَيْطٌ رَفيعٌ مِن وِصالِكْ

باحِثٌ عن إِبْرَةِ النَّشْوَى بكأسَينا،

فهاتِيها وهاتِيني وهاتِكْ!

...

رُبَّما جِئنا خَيالًا مِن حُضُورْ:

فاهَ لي صَمتًا..

بجَوَّالِكِ شيئًا..

قالَ شيئًا في عُبُوْرْ!

رُبَّما أَلْقَى رسالَةْ

ولتكُنْ فارغةً حتَّى الثُّمالَةْ

أرجعتْ للنَّبضِ قَلبي من هُنا..

أو مِن هُنالِكْ!

...

هاتِها.. يا فِتنتي،

أَبْقَى على قَيْدِ الحَياةْ..

إِنَّني باقٍ- بِلا أَنْتِ- على قَيْدِ المَهالِكْ!

 

ـ 6 ـ

وأَنـْتِ  كُـلُّ  كِلْمــةٍ   وكِـلْمـةٍ         

      تَلاقَـتـا ، تَساقَـتـا  ذاتَ الشَّـفَـةْ           

            عُنقودُ حُلْمٍ مِنْ رُضـابِ سَكْـرَةٍ       

                  صَحَـوْتُ فيها مِنْ تَواريخِ السَّفَـهْ      

                        أُعِـيذُ قَلـبي أَنْ يَـتُـوْبَ سـاعَــةً    

                              أو أَنْ تَـثُـوْبَ خَـيْلُـهُ لِـفَلْسَـفَـةْ!

 

ـ 7 ـ

وكيفَ، يا شَمسَ الوُجُوْدِ في القُرَى،

يَغيبُ نُورُ الـبَـدْرِ،

وهْوَ الظِّلُّ يَحْسُوْ مِنْ سَناكِ في الدِّنانْ؟!

لا شِعْـرَ في اللُّغاتِ،

لا يَزُوْرُ لَيْلُ «أَلْفِ لَيلةٍ ولَيلةٍ» مَساءَنا،

ولا جمالَ مُطْلَقًا.. ولا مُقَيَّدًا،

ولا خَيَالَ في الـخَيَالِ،

لا،

ولا وُجُوْدَ لِلإِنسانِ في صَفَا الكِيانْ..

مِنْ دُوْنِ أُنْثَى،

فَجَّرَتْ في ذِمَّـةِ التُّفَّاحِ شَهْقَـةَ البَـيَانْ!

 

ـ 8 ـ

قـاتِـلٌ   مُـسْـتَـرْحـِـمُ            

بِـالهَـوَى   مُسْـتَـلْـئِـمُ

صـادَنِـيْ ، والحُـبُّ لا           

 يَصْطَفِـيْ   إِذْ  يَظْلِـمُ!

 

ـ  9 ـ

عِـشْ  للمَسَرَّةِ  والمَحَبَّـةِ سَرْمَـدًا

وانْشُرْ كِتابَ «خَلِيَّةِ  الأَحبابِ»!

واحملْ بُـرُوْقَ فَـيالِـقٍ  بِعَـبيرِهـا

هَـتَـكَتْ مَطايا دَوْلَـةِ  الحُـجَّابِ

كُـنْ كالطُّفولةِ مِنْ دِماءِ حُروفِها

أَبـَـدًا تُـفَـتِّـقُ  شَهْوَةَ   العُنَّـابِ!

 

ـ 10 ـ

«مُبَلَّـلُ» الذِّهْنِ، لا «مُبَلْـبَـلُـهُ»،     

هـذا  الذي شَمْـسُـهُ  تُظَـلِّـلُـهُ!

 

ـ 11 ـ

هِـيَ  أُمُّــهُ ، لـكِـنَّــهـا

في آخِـرِ التَّفسيرِ : بِنْـتُ

مَـوْءُوْدَةُ الـمِـيلادِ ، مـا

ءُ حَـياتِها كِسَفٌ ومَوْتُ

أَنـَّى تَـكُوْنُ  الأُمُّ   أُمـًّـا 

وهْيَ فِي عَيْنَيْكَ  أَمْتُ؟!

 

ـ 12 ـ 

هَلَّا رَوَيْنا الآنَ

سِفْرًا صَحَّ عنْ 

كَرَمِ اليَهُوْدْ؟!

عَنْ (حاتِمِ اللَّاوِيِّ)

يَـنْحَرُ ضَيْفَـهُ لِـخُيولِـهِ

ويُعلِّـقُ الشِّعْرَى بِأَذنابِ الجُنُوْدْ!

عَنْ حاتِمِ الحَتْمِيِّ

-وَفْقَ مِزاجِنا النُّوْكِيِّ-

يَطْعَنُ أَرْضَنَا،

ويُعِدُّ مِنْ غاباتها قِطَعَ الغِيارِ لجَيْشِهِ المَهْزُومِ؛

كَيما يَطْعَنُوا فِينا البَقِيَّةَ مِنْ تَواريخِ الصُّمُوْدْ!

 

ـ 13 ـ

لَئيمٌ، متَى بالتْ على النَّارِ أُمُّـهُ،

أَتـاكَ أَبـُوهُ عاريًـا يَتَزَلْـزَلُ!

 

ـ 14 ـ

يَقُوْلُ الغَيَارَى بِقَحْطِ الُمـدُنْ:

لِـنَغْفُ قَليلًا..

سَـيَـنْـبُتُ في راحتَينا الوَطَنْ!

ويَـنْـبُتُ في راحَتَينا الوَطَنْ،

ولكِنْ..

على شَكْلِ زَقُّوْمَةٍ،

طَلْعُها تَفْتَلِيْـهِ رُؤوسُ الشَّياطينِ لَيْلًا،

لِـتَغْرِسَ في خُصُلاتِ اليَـتامَى، صَباحًا،

عُيُوْنَ الوَثَنْ!

 

ـ 15 ـ

عَقِيْدَةٌ شِعارُها:

أَنْ «لا» إلـٰـهْ

إلَّا الذي عَقَدَ الكَواكِبَ والنُّجُوْمَ قِلادَةً

في جِيْدِ حَوَّاءِ الحَياةْ!

 

وأُمَّةٌ شِعارُها:

«نَعَمْ.. و.. سَمْ..»

بِلا أُنـُـوْفَ أوجِبَاهْ!

 

تُـرَى: أ نحنُ  غيرُنا؟

...

.. مُـخَوْزَقُوْنَ في حُروفِ الاِشتباهْ!

 

 

ـ 16 ـ

وأُرِيْدُ أَنْ أَمْشِيْ

إلى أَمْسِيْ

وأَحملُ فِـيَّ نَهْـرَ الثَّورةِ الأُخرَى

...

ولكنْ ثَورتيْ الأُولَى

على بالي

تُنادِيني

تَـمَشَّى، يا ابنَ بِنْتِيْ، فَوْقَ رِمْشِي

صَوْبَ نَعْشِي

في دَمِ التُّفاحةِ الكُبرَى

...

تَنَامَى فِـيَّ شَكِّي في انتماءاتي

أنا لستُ الأنا

لستُ السِّوايَ هنا

...

فكَذِّبْ سُوْرَةَ النُّوْنِ..

أو انْزِعْ مِنْ ثَرَى المعنَى كَرَى عَيني

لعلِّي أَنْ أَرَى في صِدْقِكَ المَسْرَى!

...

فآتِيْـنِـيْ

خُلاصَةَ ما رَأَتْ عَيني

مِنَ الماضي.. مِنَ الآنِـي

...

لأُحْيِيْني

وتهطِلَ شَمْسِيَ الذِّكْرَى!

 

ـ 17 ـ

- ويبدو أنَّني أَيقظتُ فِتنةْ..

وأنَّ جميعَ أفرادِ القَبيلةِ غاضِبونَ. 

إِذَنْ:

·       فمَنْ لي هاهنا، يا (عُرْوَةَ بنَ الوَرْدْ)؟

·       أَ تدري أنَّ قَوميْ أصبحوا أَعْتَى؟

·       وأنَّهُمُ بمَنْجًى مِنْ فَتًى صُعلوكْ؟

...

- فطُوبَى يومَ كانَ الوقتُ مِن فِضَّةْ..

وكانَ الفِعلُ مَبْـنِيًّا على المَعلومِ،

كانَ الصَّمْتُ عَنْ حَقٍّ هُوَ المَبْنِيْ على المَجْهُوْلْ!

 

ـ 18 ـ

مَـتَى  تَصْحُـوْ  غَـزالتُـنـا  صَباحًا

عـلى كَـتِـفِ العُـرُوْبَـةِ   والإِبـاءِ؟

ولَسْنَـا  أُمَّـــةً   شَـتَّى ،  رَضِـعْنـا

بِـأَثْـدَاءِ    التَّـكَـالُـبِ   والعَـداءِ؟

تَـرَى الوَجْهَـينِ مُـفْتَرِقَــيْنِ جِـدًّا

وإنْ أَضْحَى  إلى الشَّمْسِ التَّرائي!

 

ـ 19 ـ

«اللهُ أَعْشَـقُ»!.. لا جَمالَ، سِوَى اسمِهِ،

يُنْجِيْـكَ مِنْ مَوْجِ «السِّوَى» الطُّوفانِ

اِرْحَـلْ  بكُلِّـكَ  فـي  شَـذاهُ  مُهـاجِـرًا

مِنْ  مَكَّـةِ  الشَّكْـوَى  إلـى  الرَّحْـمانِ

كُـنْ  أَيْنَ  شِـئْتَ ؛  فإنَّ جامِعَكَ  الذي

جَمَعَ  النَّـدَى   بالنَّـارِ  فـي الإِنـسـانِ! 

(1)           هـٰذه الأبيات جاءت على وزن (الهجيني القصير)، المشهور في الشِّعر العامِّي في شِبه الجزيرة العربيَّـة.  وهو يُوافق مجزوء البسيط، إلَّا أن الحَذَذ- وهو: حذف الوتد المجموع من آخر التفعيلة- يدخل عَروضه وضَرْبه، فيُصبح وزنه على: (مستفعلن- فاعلن- مستفْ/ مستفعلن- فاعلن- مستفْ). 

 

 

وَمْضٌ وعَقائق!

(تشكيلة شِعريَّة من قِصار  النصوص (1 من 2))

رؤى ثقافية

أ. د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.