3

:: قد تكون جميلاً ::

   
 

التاريخ : 25/05/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1462

 


 

 

قد تكون إنساناً متميزاً ومحبوباً، أو أن الناس تتقبلك، ولكن المشكلة أنك لا تعلم هذا عن نفسك، وقد تكون نظرة الناس عنك إيجابية، بمعنى أنهم ينظرون نحوك بالتقدير والاحترام، ولكنك لا تنتبه لهذا التقدير والاحترام، ولا تشعر به.

قد تكون إنساناً يتمتّع بخصال حميدة، وصفات رائعة، ويتمتّع قلبك بالنقاء والصفاء ومحاولة بذل العمل الخير للآخرين، ولكنك مرة أخرى لا تنتبه لكل هذا، وفي اللحظة نفسها تحكم على واقعك بأنه متردٍّ أو أنك فاشل في التواصل مع الناس، أو تعاني من عثرات ومشاكل كبيرة ومتعددة.

قد تكون إنساناً أسهمت بشكل إيجابي ومثمر في الدفع بالآخرين نحو مصاف النجاح والتميُّز، قد تكون كلمة كتبتها أو قلتها أنارت لآخرَ الطريقَ أو أرشدتْه نحو الطريق الصحيح، وبرغم هذا تقوم بتسفيه منجزاتك وتكره واقعك، وهذا الواقع في يوم كان طوق النجاة للآخر.

قد تكون كريم النفس وذا قلب متّسع وأبيض كما يقال، لكنك تكره هذه النفس عندما تشعر بالغضب أو تشعر بأنك ارتكبت خطأ بحق الآخرين، وهذه إذا وجدت فهي خصلة جميلة وتحمل دلالات عدة عن الطيبة والخلق الحسن.

ألم يقل في الحكم: «رؤيتك السلبية لنفسك سبب فشلك في الحياة» وهذه الكلمة أو الحكمة لعلها تلخّص جميع كلماتي في هذا المقال، ولكن أتوقّف مليّاً وباعتزاز عند كلمات للممثل الهزلي الشهير شارلي شابلن: «ربما لم يعلّق الآخرون آمالاً عريضة عليّ، ولكني كنت أعلّق آمالاً عريضة على نفسي».

وهذه الكلمة تقودنا نحو الضفة الأخرى من هذا الموضوع، وهو أنه مهما كان رأي الناس فيك سلبياً أو إيجابياً، لتكنْ ثقتك وحضورك النفسي أكبر وأعظم من أي نظرة ومن أي رأي.. قد تكون شيئاً جميلاً فلا تسمح لأحد بإفساده.


 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.