3

:: الغرب والإرهاب ::

   
 

التاريخ : 29/03/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1269

 


 

 

من دون شك، إن جهود مكافحة الإرهاب تحقّق نجاحات كبيرة، على الأقل في التمكُّن من الحدّ من تأثيراته، لكن ما زلنا نرى على أرض الواقع مشاهد من آثار هذا الإرهاب، بل ما زلنا نرى كيف يمكن لمجموعة تؤمن بالقتل لحسم الخلافات حتى المتواضعة منها، وجماعات تضيق بالآخر، وتريد تصفية ليس الأديان الأخرى وحسب، بل حتى من يعتنق نفس الدين والمذهب، لأنهم ببساطة متناهية مجرمون تعودوا على سفك الدماء.

في كل مرة تحدث فيها تفجيرات وعمليات إرهابية، يسقط على أثرها الضحايا الأبرياء، يتنبه العالم لما يحاك، ويدرك حجم القضية برمّتها، فعندما تجاهل هذا العالم توسع داعش وامتدادها السرطاني من العراق وصولاً إلى سوريا، اعتقدت كثير من الدول أنها غير معنية، وغير مسؤولة، ولم تدرك أنها بطريقة أو بأخرى جعلت نفسها هدفاً لهذه الجماعات، بلجيكا وقبلها فرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول، تجاهلت تماماً هذا الخطر، بل فتحت أبوابها لدخول هؤلاء المجرمين، بحجة أنهم لاجئون ومطاردون من بلدانهم، وأن حقوقهم الإنسانية منتهكة، وعلى الرغم من تحذيرات بلدان هؤلاء المجرمين، وأنه توجد مطالبات قضائية بتسليمهم، إلا أنهم رفضوا أي تعاون، بل الأدهى ساقوا تُهماً لتلك الدول بأنها تنتهك حقوق الإنسان.
الصورة اليوم واضحة جداً ومكتملة الجوانب، استغلال ثلة من الإرهابيين للتسامح وقانون الهجرة والسكن والتنقُّل بحرية ومن دون قيد أو شرط، فكانت لديهم مساحة للتخطيط والمراقبة، بل وشراء السلاح، وصنع القنابل لإحداث أكبر قدْر من الأضرار بالممتلكات وضمان سقوط أكبر عدد من الضحايا.

ما لم يفهمه الغرب، أن هؤلاء فجّروا وقتلوا وسفكوا دماء أحبتهم وأقاربهم وأبناء جلدتهم ومن يدين بدينهم، فكيف اعتقدوا لوهلة من الزمن أنهم في معزل عن كل هذه الكراهية والحقد الأسود؟ ومن الذي أقنعهم بأن الإرهاب لن يضربهم؟

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.