3

:: الذبيحة ::

   
 

التاريخ : 23/01/2016

الكاتب : ماهر طلبه   عدد القراءات : 1376

 


 

 

صحوت من النوم اليوم حزينا جدا؛ فقد حلمت أن أحدهم قد أكل حمامتي البيضاء.. هذه ليست نكتة.. فأنا أقتني بالفعل حمامة بيضاء، أترك لها عادة "الحبل على الغارب" كما يقال لكي تذهب أينما تشاء وقتما تشاء فى فضاء الله الواسع، تطير كثيرا، وتبتعد كثيرا لكنها دائما ما تعود لعشِّها من جديد تهدل في بلكونتي أناشيد الهوى للذكر الذى تهوى، وترقد في سلام تحت ظلِّ حمايتي..

في حلمي، قصَّ أحدهم عليّ ما حدث.. كيف استغلّ الذابح براءتها.. اقترب دون أن يثير في قلبها القلق، داعبها في حنوّ أبوي.. حتى اعتقدت أنه مثلنا، فقط يهوى البراءة المرسومة على ريشها... ثم تمكّن من رقبتها.. جرّها من ريش رأسها على الأرض وذهب بها.. الباقي وصل اليّ صورا متفرقة، ومشاهد قصيرة لفيديوهات عن عملية الذبح.. تساقطت بين يدي واحدة بعد الأخرى إثر مقابلات مع أفراد أعرف بعضهم.. جيران وأصدقاء، وآخرون محض خيالات ظلٍّ لم أتحقّق من أشخاصهم أبدا في حلمي، وأخيرا بعض الدماء التى اضطرَّ لمسحها بعد أن أتم الذبح.. قال أحدهم إنه نبهه أن هذه حمامتي، لكنه لم يلتفت له، ولم يعرني أنا اهتماما... يبدو أن جوعه كان شديدا، ويبدو أيضا أنه كان يفتقد لحم الحمام الذي يحب طعمه في فمه.. أحاول أن أتناسى الصور الكثيرة التى وصلت إليّ منذ رفعت رأسي عن مخدّتي وخرجت إلى كابوسي.

الآن.. أستعيد صور الذبح – التي تتكرّر في أحلامي-  كلما نظرت إلى عشها الفارغ من هديلها بعد أن اختفت منذ زمن بعيد.

 

mahertolba@yahoo.com


 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.