3

:: تَكْتُبُ لأول مرة ::

   
 

التاريخ : 08/01/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1414

 


 

 

قبل فترة من الزمن، تلقّيت مسوّدة كتاب أدبي لإحدى الفتيات، وقد كانت تعتزم نشره في أقرب فرصة، عندما وصلني منجزُها شعرت بالحماس، كون مؤلفته فتاة تخوض أولى تجاربها الأدبية، هذا أولاً، أما ثانياً فلأنها دارسة في الطب، وفي سنتها النهائية، فازددتُ تقديراً وإعجاباً بها وبمقدرتها على الكتابة والتأليف أمام ضغوط دراسة الطب التي لا تخفى.

عندما بدأت في قراءة منجزها هالني ما احتواه من أخطاء جسيمة، وهذا طبيعي، لكن أن تكون هذه الأخطاء بسبب عدم المعرفة وغياب الثقافة، فهنا يكون الخطأ مضاعفاً، ولكونها طالبة طب، وتتحدث في مجال بعيد عن مضمارها، جاء الخطأ مضاعفاً.

لم تكن الأخطاء في الصياغة اللغوية ولا في تركيب الجمل، لأن مثل هذه الهفوات ستكتسب ويمكن بمراجعة المنجز وتعديله وإصلاحه، ولا ألوم أي مؤلف حين يقع في مثل هذه الأخطاء، لكن هي لم تكن مطَّلعة على موضوع منجزها الذي اختارت أن تكتب حوله.

قررت الاجتماع معها، أبلغتها أنها تكتب في مجال لا تفقه فيه شيئاً، وهي بعيدة عنه، لذا ظهر عملها مشوهاً تماماً، شعرت بغضبها وبتغير ملامح وجهها، فبادرتها بمقترح أن تكتب نصّاً أدبياً يدور عن الطب والعلاجات والمستشفيات، فتهلّل وجهها وقالت مباشرة إن لديها العديد من الأفكار.

اتفقنا أن تكتب حول بيئة دراستها وتدريبها، وتبعث نحوي كل فصل على حدة للمراجعة، بحقّ، حدث اختلاف تام، كانت النصوص التي تصلني منها في غاية المهارة والثقة، ليس هذا وحسب هي نفسها شعرت بنشوة وسعادة وثقة أكبر.

ما أصل إليه أن كثيراً من فتياتنا وشبابنا، يريدون جهداً بسيطاً لتوجيههم، وفي أحيان فقط يمكن الإشارة لهم للطريق وهم سيتكفّلون بالمسيرة وحدهم، لذا يجب عدم البخل عليهم، ودعمهم بالتوجيه والنصح والإرشاد.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.