3

:: دموع أبي ::

   
 

التاريخ : 13/11/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1264

 


 

 

يصرخ أحد الآباء على أبنائه وبناته، وهو يستجديهم فهْمَ طبيعة الحياة، ومعنى أن يكرّسوا أنفسهم ووقتهم ونشاطهم وشبابهم للإبداع والتميز والتحصيل العلمي، ويؤكد لهم أن هذا الطريق هو الطريق الأمثل للتميز والتفوق، وبالتالي تحقيق الأهداف والطموحات، دون مشقّة أو تعب أو ضنك، خصوصاً وهم يعيشون رغد العيش.

هذا الأب ومثله الكثير من الآباء والأمهات الذين مرّوا بتجارب حياتية قاسية وعنيفة، لديهم رغبة قوية وحقيقية بأن يجنبوا أطفالهم هذه «المطبات» والأحداث، لأنهم يشفقون على أطفالهم أن يمرّوا بالويلات والحسرات التي مرّوا بها وعانوا منها، لذا هم دوماً يتحدثون بوضوح وصدق ومن عمق القلب.

لن تصدقوا عندما أحكي لكم قصة إحدى أهم الطبيبات، عندما سألتها عن سرّ تفوّقها وتميّزها بل ومهارتها الطبية، فقالت: السبب دموع أبي.. سألتها كيف؟ فقالت: «إن أبي عندما كنا نجتمع أنا وإخواني وأخواتي، كان يحدثنا عن الحياة التي عاشوها من المعاناة سواء هم أو حتى الأجداد، وما مسّه هو أيضاً من هذه المعاناة، وكان دوماً يقول بأنه كان يتمنّى لو أكمل تعليمه الجامعي، لكن لقمة العيش كان لها الأولوية للسعي من أجلها.

كان أبي وهو يحكي تنسكب دموعه، على زمن قاسٍ مضى، أخذ معه أحلامه من التعليم بل والتفوق العلمي، وكان ينظر نحونا ويقول: «والله إنني لا أكذب عليكم، لو تهيأت لي نفس الفرص المهيأة لكم، لكان وضعي وحياتي ومستواي التعليمي أعظم وأكبر، انتهزوا الفرصة، لا تتوانوا عن التحصيل والتفوق، فهذا هو طريقكم».

هذا الأب فعلاً تمكن من التأثير وإقناع أطفاله، لذا فهم اليوم في أعلى المناصب، لكن هناك الكثير ممن لا يقتنعون بحجم الفرص التي بين أيديهم، وسيتعلمون مع الزمن فداحة الخطأ الذي ارتكبوه، وسيندمون ولا ساعة ندم.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.