3

:: لم تكن انتخابات وحسب! ::

   
 

التاريخ : 13/11/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1451

 


 

 

اختتمت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015، والتي شاهدناها هذا العام أكثر مرونة، وجاء تنظيمها وفق معايير احترافية استخدمت فيها التقنيات الحديثة. في هذا الاستحقاق صوت الشعب الإماراتي لاختيار نصف عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بواقع 20 مقعداً من أصل 40. ويميز هذه الدورة أنها جاءت لتحمل مؤشرات حيوية ومهمة عديدة من أهمها الوعي الوطني من جانب الناخبين بأهمية أصواتهم، لذا كانت هناك زيادة في الإقبال، هذه الزيادة شملت النساء، لكن الملاحظة الأخرى الجديرة بالانتباه هي دخول أسماء للترشح وهي تحمل رؤية وخططاً تم تقديمها للناخبين، وتبعاً لهذا شاهدنا جلسات وحوارات عدة بين المرشحين للمجلس الوطني وبين الجمهور الذين سيدلون بأصواتهم ليختاروا ممثليهم، ولقد بذل المرشحون كل ما بوسعهم لإقناع الجمهور ببرامجهم الانتخابية، وحدثت النقاشات والكثير من التساؤلات وتم الرد عليها في خيم انتحابية أعدت لهذا الغرض، لكن الملاحظة الأهم من وجهة نظري تمثلت في زيادة عدد النساء اللاتي تقدمن للترشح وللتمثيل في المجلس الوطني.

وفي المجمل كانت هذه الدورة متميزة في جوانب عدة، ففرق اللجنة الوطنية للانتخابات تنافس في السباق الانتخابي ما مجموعه 330 مرشحاً من جميع الإمارات من بينهم 74 مرشحة، وتمَّت وللمرة الأولى عملية التصويت المبكر لمدة ثلاثة أيام، صوت خلالها نحو 37663 من أعضاء الهيئات الانتخابية، سبقها التصويت خارج الدولة في 94 مركزاً انتخابياً موزعة على السفارات والبعثات الدبلوماسية في معظم دولة العالم والتي صوَّت فيها 1378 ناخباً، ووفقاً للعملية الانتخابية التي جرت هذا العام  فقد تم انتخاب 20 عضواً يمثلون نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، أما مجموع الأصوات على مستوى الدولة فقد بلغت 79157 صوتاً بواقع 61،06% ذكور و 38،94% إناث.

في الحقيقة، كانت هذه الانتخابات مناسبة لقياس مدى الوعي الذي وصل إليه الإنسان الإماراتي، وأركز في هذا السياق على الجمهور الذي رأيناه بكثافة في الخيام الانتخابية يوجه الأسئلة والاستفسارات للمرشحين، وتبعاً لهذا سمعنا حوارات حيوية محورها الوطن والتنمية والإنسان الإماراتي، وهذا الوعي الواضح إيجابي بكل المقاييس، فهو مفيد لأي وطن، فكلما زادت المعرفة الحقوقية والسياسية للمواطن زادت تبعاً لها كافة الجوانب الإيجابية من التطور والتقدم وطرح المشروعات البناءة والمفيدة للمجتمع.

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قال في هذه المناسبة: "سنعمل على أن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين وتترسّخ من خلاله قيم المشاركة الحقّة ونهج الشورى".

وأعتقد أن هذه المقولة من صاحب السمو رئيس الدولة، تبين حيوية الأدوار التي يقوم بها هذا المجلس، وأنها في كل دورة تتطور وتتم تغذيتها بالمزيد من الصلاحيات التي تتقاطع وهموم الناس، ليتمكن الأعضاء من القيام بدورهم في خدمة وطنهم وتحقيق تطلعات من صوَّت لهم واختارهم كممثلين لهم في المجلس، ولا تساورني الشكوك بأن الانتخابات المقبلة ستكون أكثر وهجاً وتطوراً وثراءً، لسبب بسيط وهو أن هذه الانتخابات دخلت فيها تقنيات حديثة مثل التصويت الإلكتروني وغيرها من التسهيلات التي قدمتها اللجنة الوطنية، وأحسب أن جهودهم وخبراتهم في هذا المجال ستتعزَّز وتنمو بشكل أكبر، أما المواطن فقد أدرك أهمية المجلس الوطني وأهمية أن يكون ممثله ذا كفاءة وقوة وعزم وعلم.

وفي جانب المرأة، وبرغم أنه لم تأت نتائج حضورها وفق ما كنا نتطلع ونتمنى، بل لم تتناسب مع واقع المرأة الإماراتية في مجتمعها والتي تتمتع بحقوقها كاملة ولها مشاركة واضحة ومتكافئة مع شقيقها الرجل، ولم تكن النتائج مقبولة وفق منجزاتها وما تحقق لها، فإنني على ثقة بأن الانتخابات المقبلة ستكون أكثر وهجاً وحضوراً، وستحتل المرأة المكان الذي تستحقه مع شقيقها الرجل، لأن وجود المرأة في المجلس الوطني الاتحادي مهم جداً بل وحيوي، فمن المفيد أن يكون للمرأة ممثل وصوت في مجلس تشريعي ونيابي على مستوى الوطن.

مرة أخرى اختُتمت هذه الدورة الانتخابية بنجاح أسعدنا بما حملته من ملامح جميلة وبرَّاقة عن شعبنا الإماراتي، منحتنا رؤية واضحة عن المستقبل وقادم الأيام وعن مدى هذا الوعي بأهمية المشاركة السياسية، وأعطت دلالة على تلاحم الشعب مع قيادته والتناسق والوئام الذي نعيشه كشعب واحد يتطلع للمزيد من الإنجازات بتفاؤل وسعادة.

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.