3

:: بيننا من يقرّر الانزواء والابتعاد ::

   
 

التاريخ : 28/09/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1161

 


 

 

 

يقال إن الإنسان كائن اجتماعي، وهذا بطبيعة الحال صحيح، على الرغم من أنه يوجد البعض يقرّر العزلة والانطواء، لكنها حالات فردية ولا تشكل قاعدة.

طبيعة الإنسان أنه يأنس بالآخرين، ويحب المناسبات الاجتماعية ونحوها من المناسبات، طبعاً مع وجود تلك استثناءات، لأنه بيننا من يتذمّر ويشكو دوماً من التجمعات، بل ومن أية مناسبات عامة.

مرد مثل هذا النفور، يأتي نتيجة لحدث محدّد مثل أن يكون بسبب موقف محرج أو خطأ ما سواء في العمل أو في الشارع أو في أي موقع اجتماعي، وهذا ولّد لدى البعض كراهية تامة لأي جهد جماعي. لكن وجود تحفُّظ أو هروب من أي مناسبة جماعية لا تعني أن هذا واقع في أي إنسان. وكما قلت فإن هذه المشاعر دوماً ناتجة لظروف محدّدة أو وفق طبيعة حياتية بعينها أو نتيجة لحدث أو أحداث شخصية وقعت لهذا أو ذاك جعلته بهذا النفور والهروب من المناسبات العامة أو العائلية.

هؤلاء يمكن ملاحظتهم والتعرف إليهم عند عدم مشاركتهم حتى في مناسبات محدودة في العمل أو على نطاق العائلة، والمشكلة أنه تتم القسوة عليهم وتبرير أو تفسير سلوكهم بالتعالي أو بالتكبر، وهذا خطأ، فهم على المستوى الشخصي قد يكونون خلوقين ويتمتعون بحسّ عالٍ من المسؤولية، لكنهم يتعثّرون في جانب حياتي مثل المشاركة في المناسبات.

ونتيجة لأهمية مثل هذه المناسبات في حياتنا، فإن الفجوة والهوّة تزداد مع من يتجاهلها لأنه يعتبر رافضاً للمشاركة في مناسباتنا السعيدة أو حتى الحزينة، أتمنى أن نطور ثقافتنا ونسمع من المختصين في العلوم الاجتماعية والنفسية تفسيرات أكثر علمية ودقة لمثل هذه الحالات والمزيد من التنوير للناس في كيفية التعامل معهم.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.