3

:: الحضارة المعجزة هدفُ التطرّف ::

   
 

التاريخ : 09/09/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1069

 


 

 

دوماً يطبّل المتاجرون بالدين، وكل من يتّخذه وسيلة لتحقيق مآربه، على شعارات رنّانة مثل سقوط الحضارة الإسلامية. وفي الحقيقة إن الحضارة الإسلامية لم تَنْهر، ولم تتلاشَ، ولو حدث مثل هذا فعلاً لما وجدت كل هذا الحضور للعامل المحرك والسبب في نشوئها، وهو الدين الإسلامي وشريعته الغراء.

مشكلة المتاجرين بديننا أنهم يعتقدون أنه حكرٌ عليهم، ولذلك يُخرِجون الجميع من إطاره، فهم لا يهتمّون بوجود علماء وأطباء ومخترعين ومبتكرين يتّخذون من الإسلام ديناً ومنهج حياة، لذا فهم يعيشون ذاتية مقيتة يكفّرون كل شيء، ويعادون كل شيء، ميزة ديننا أنه رحمة للبشرية بأسرها، لذا فهو يلتحم ويندمج في كل مجتمع دون حروب أو كراهية، بل بطيبة وتسامح.. لهذا أعتبر أن حضارتنا لم تَنْهر ولم تتلاشَ أبداً.

الباحث اليهودي فرانز روزانتال تحدث عن الحضارة الإسلامية فقال «إن ترعرع هذه الحضارة هو موضوع مثير ومن أكثر الموضوعات استحقاقاً للتأمل والدراسة في التاريخ، ذلك أن السرعة المذهلة التي تشكلت وتكوّنت فيها هذه الحضارة أمر يستحق التأمل العميق، وهي ظاهرة عجيبة جدّاً في تاريخ نشوء وتطور الحضارة، وهي تثير دوماً وأبداً أعظم أنواع الإعجاب في نفوس الدارسين. ويمكن تسميتها بالحضارة المعجزة، لأنها أسّست وتشكّلت وأخذت شكلها النهائي بشكل سريع جدّاً ووقت قصير جداً، بحيث يمكن القول: إنها اكتملت وبلغت ذروتها حتى قبل أن تبدأ». ولذلك لن نسلم إرثنا وحضارتنا وقيمنا وهدي رسولنا، صلى الله عليه وسلم، لثلّة من المتطرفين تريدنا أن نعادي البشرية بأسرها، بل سنعمل على دعم قيمنا ومبادئنا لمصلحة الإنسانية جمعاء، تماماً كما هو ديننا للجميع.

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.