3

:: الإسلام السياسي.. لا نامت أعين الجبناء ::

   
 

التاريخ : 25/08/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1157

 


 

 

تلقّيت عدة رسائل إثر نشر مقالتي التي حملت عنوان: "الإسلام السياسي ووسيلته"، ولكنني توقفت عند ثلاث منها تحديداً، جميعها كانت ذات لغة واحدة وهي الشتم والتحقير، والحديث بفوقية وتعالٍ وكأن هذا الدين لهم لا ينازعهم فيه مخلوق بل وهم من يعرفون ويدركون حقيقته المطلقة، هؤلاء كانوا يرفضون الاختلاف تماماً، ولسان حالهم يقول إن الحقيقة الواضحة الناصحة هي تلك التي تخرج من أفواههم وتكتبها أقلامهم وما عداها أكاذيب وافتراءات.

غني عن القول إن جميع تلك الرسائل لم تحمل أي اسم صريح، بل جميعها أسماء حركية، مثل نور الشمس، ولن أجادل في مدى صحة الاسم، وآخر سمى نفسه أحب الصالحين ولست منهم، أما الثالث فقد كان اسمه غريباً بحق وهو ورود الصباح، هؤلاء، يتحدثون عن الإسلام ويدافعون عنه، كما يزعمون، وفي سبيل الدفاع استخدموا أكثر الكلمات قسوة وألماً، مثل: الانحطاط، الرجعية، التغريب، الهزيمة، أعداء الإسلام، الجهل، صوت نشاز، وغيرها.

لا تكمن المشكلة هنا فقط، بل في عدم وضوح الرؤية لديهم، بل الضبابية حتى في الفكرة التي يريدون الدفاع عنها، لكن بأمثال هؤلاء وسواهم يتّضح لنا حجم وفداحة الخطأ الذي يُرتكب باسم ديننا، حتى بات هؤلاء النكرات والخفافيش هم من يدافع عنه، ويعتبرون كل من ينتقد حركات الإسلام السياسي وعملياتها الإرهابية المتطرفة خارجاً عن الدين وسياج الأمة المسلمة.

هؤلاء الذين يستترون خلف أسماء نكرة، يجوبون الإنترنت تلصُّصاً علينا، لكنهم لا يقوون فعلاً على مجابهة من يسفك الدم البريء ويلوّث قيم ديننا الشريف النقي، وهل نعلم السبب؟ لأنهم متعاطفون مع الإجرام، يبرّرون القتل، والوزر يلقى على ديننا، ويريدوننا أن نصمت..

لا نامت أعين الجبناء.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.