أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ مَوْجُ اللَّيلِ مُعْتَكِرُ | |
| والفَجْرُ مُرتَهَنٌ ، والوَقْتُ مُحْـتَـكَرُ! |
والرِّيْحُ تَشْكُو، يَطِـيْـرُ الشَّجْـوُ أَغْرِبَةً | |
| تَطْوِي الفَضاءَ، وسالَ النَّجْمُ والقَمَرُ! |
أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشَّكِّ مِن أُفُـقٍ | |
| إلى المَسِيْرِ ، ولا في الظَّنِّ مـُخْـتَـبَرُ! |
هذا المَواتُ تَنامَـى فـي مَحاجرِنا | |
| حتى تَناهَى بنا فـي عُمْرِهِ العُمُرُ! |
يَسْتَـفُّ في هَـبَواتِ الصَّحْوِ قَهْوَتَنا | |
| كما يُسَفُّ بِمَتْنِ القَفْرَةِ الأَثـَـرُ! |
يَدُقُّ فينا عَمُوْدَ البَـيْتِ ، مِن يَدِنا | |
| يُـبَـعْـثِـرُ الشَّمْسَ ، والآماسَ يَأْتـَسِـرُ! |
*** |
أ كُلَّما اعْشَوْشَبَ العُوْدُ الحَرِيْرُ شَذًى | |
| فـي الأُغنياتِ تَداعتْ عِنْدَكَ الذِّكَـرُ؟! |
فاستَعْبَرَتْكَ غَضًا ، يَهْمِي الُحرُوْفَ ، على | |
| جُرْحِ الغَزالِ ودَرْبٍ خاذِلٍ تَزِرُ! |
على النَّخِيْلِ ، تُبَكِّي كَفَّ غارسِها، | |
| تَغرَّبَتْ حِقَـبًا ، واجْـتَـثَّها الصَّبِرُ! |
ما شَلَّ كَفَّكَ فـي أَقْصـَى مَغارِسِها | |
| قد شَلَّ قَلْبَكَ.. والدُّنيا هَوًى غِـيَـرُ! |
*** |
ماذا تُريدُ، ولَوْنُ الصِّدْقِ مُنْخَطِفٌ | |
| في ناظرَيْكَ، ولَوْنُ الكِذْبِ مُزْدَهِرُ؟! |
ماذا تُريدُ ، مِزاجُ الحِـبْـرِ أسئلةٌ | |
| غَرْثَى ، وأَجْوِبَةٌ كالقَحْطِ يَنْـتَـشِـرُ؟! |
ماذا تُريدُ ، مِزاجُ الحِـبْـرِ لا لُغَةٌ | |
| مِنَ الحَياةِ ، ولا دِيْمُ الحَيَا مَطَـرُ؟! |
يا مَنْ إذا أَقْـرَأَتـْكَ الرِّيْحُ يُوسُفَها | |
| أَطْـبَـقْتَ فَوْقَ كِتابِ الصَّدرِ تَدَّكِـرُ! |
أَطْـبَـقْتَ فَوْقَ شِفاهِ البِئْرِ تَشْـرَبُني؛ | |
| ماءُ الطَّوَايَا دَمِيْ ، يَصْفُو ويَنْكَدِرُ! |
ماذا تُريدُ ، وكُلُّ الصَّافِناتِ لها، | |
| مِنْ نَخْوَةِ الخَيْلِ ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ؟! |
*** |
أَمِطْ قِناعَكَ! ثُمَّ احْلُمْ بِما خَبَأَتْ | |
| لَكَ العُذُوقُ مِنَ اللَّذَّاتِ تَبْتَدِرُ! |
واقرأْ قَضاءَكَ! يا مَنْ كُلُّ جارِحةٍ | |
| فيكَ استدارتْ على لَيْلٍ بها الدُّسُرُ! |
أنتَ القَضاءُكَ! ما نامتْ لَـهُ مُثُلٌ، | |
| على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بِـهِ البُكَـرُ! |
كَمْ ذا تُطابِـعُ فِـيْكَ الجُزْرُ جَازِرَها؟! | |
| هَلَّا تَطَابـَـعُ فيما بَـيْـنَـكَ الجُزُرُ؟! |
*** |
مَسْــراكَ يَحْمِـلُ فـي تابُوتِــهِ صُـوَرًا | |
| خُضْـرَ الهَوَى، عُرُبًا، يا حَبَّذا الصُّوَرُ! |
تَـبْـكِـيْكَ فـي سِرِّها ، حَيًّا ومَيِّـتَـةً: | |
| عـارٌ عليكَ دَمِيْ والسَّمْعُ والبَصَـرُ! |
رُوْحُ الشَّهِيْدِ تُرَى غَيْداءَ فاتِنَةً | |
| ورُوْحُكَ السَّمْجُ يَبْقَى فيكَ يَنْـتَحِرُ! |
لا فـي الحياةِ يُعَدُّ ، إنْ شَـبَـا خَبَـرٌ | |
| على الشِّفاهِ ، ولا فـي الَموْتِ يُعْتَـبَـرُ! |
أَعْجَزْتَ وَصْفَكَ: ماذا أنتَ في سَفَرٍ | |
| تُـبْـنَى عليكَ لَـهُ مِن عَظْمِكَ الجُسُـرُ؟! |
وأنتَ فـي شِيَـةِ الثَّاوِيْـنَ مُنْـتَـفِشًا | |
| نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُـرُ! |
إنْ صالَ بـازٌ على أُمِّ البُغَاثِ ، نَـزَا | |
| فَـرْخُ البُغاثِ على الأَفْراخِ يَـنْـتَسـِـرُ! |
أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ فـي بَلَدٍ، | |
| سَرَى الهُمَامُ على الَجاراتِ يَـثْـتَـئِـرُ! |
ما هانَ يومًا على الدُّنيا وآهلِها | |
| كَمَنْ يَهُوْنُ وفيهِ الأرضُ والبَشَـرُ! |
ولا استراحَ على رَأْدِ الزَّمانِ ضُحًى | |
| مَنِ استراحَ وسارتْ دُوْنَهُ السِّيَـرُ! |
*** |
أَعْرِبْ لَهاتَكَ أو أَعْجـِمْ ، فقد هَرِمَتْ | |
| كُلُّ القَناديلِ ، لا زَيْتٌ ولا شَرَرُ! |
لا النَّـثْـرُ يَبْعَثُ في الأَجداثِ مُنْـتَفِضًا | |
| مِنَ التُّرابِ ، ولا ذا الشِّعْـرُ والعِـبَـرُ! |
عَمِّدْ لِسانَكَ ، أو حَرِّرْ ، فما لُغَةٌ | |
| عادتْ لها شِيَمُ الأَعرابِ تَنْكَسِـرُ! |
لا تَلْـتَـفِـتْ أَبَـدًا ؛ قِطْـعُ السّـُرَى حَجَــرٌ، | |
| يَحْصِبْكَ منهُ لسانٌ ، أو يُصِبْ نَظَرُ! |
حَصِّنْ حِصانَكَ ، لا هانَ الخيولُ! غَدًا | |
| يَأتـيكَ دَوْرُكَ ؛ فالجَزَّارُ يَنْـتَظِـرُ! |
*** |
لكنَّها ثَـوْرَةُ التَّكْوِيْنِ فـي جَسَدي، | |
| كَمْ تَسْتَـفِـيْـقُ ، وتَعْلُو حَوْلَها السُّوَرُ! |
أليس مِنْكَ لنا حُلْمٌ يُصافِحُنا، | |
| إلّا الفَناءُ ، وإلّا النَّـوْحُ والكَدَرُ؟! |
كُلُّ الهَزائمِ ، فـي أَوْهَى بَـيارقِـها، | |
| هَزِيْمَةُ الذَّاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَـرُ! |
*** |
ماذا تَقُوْلُ.. متَى؟.. مَلَّ القَصيدُ، وما | |
| عادَ الطَّرِيْـقُ على التَّسْــيارِ يَصْطَـبـِرُ! |
هذا خِطابُكَ فـي الصَّيْفِ العَتِـيْـقِ ، لَكَمْ | |
| صافَـتْ سَـنابِلُ لَيْلٍ مِلْؤُها تَـتَـرُ! |
يا حاديَ العِـيْسِ.. هذي عِـيْسُنا بَلِـيَتْ | |
| مِنَ الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصـرُ! |
يا حاديَ العِـيْسِ.. إنِّي لا أَرَى!، وأَرَى | |
| في صَوْتِكَ الآلَ ، يَطْفُو ثُمَّ يَنْحَدِرُ! |
ماذا تَقُوْلُ تُـرَى : «إنَّ المَدَى زَبَدٌ، | |
| والدَّرْبُ مُبْتَسِمٌ ، والغَيْثُ مُنْهَمِرُ؟!» |
ماذا أَقُوْلُ أَنَا : «إنَّ السُّـيُوفَ دَمٌ، | |
| والعِرْضُ لُؤْلُؤَةٌ ، والجَيْشُ مُنْـتَصِـرُ؟!» |
ماذا أَقُوْلُ هُنا ، إنْ شِئْتَ قُلْتُ إذنْ: | |
| «لَنْ يَأْتِـيَ الدَّوْرُ والجَزَّارُ يُحْتَضَـرُ».. |
لكنَّ مِن خَلْفِهِ أَلْفًا على كَتِفي؛ | |
| ما دُمْتَ نَحْنُ فما لِلْجَزْرِ مُزْدَجَرُ! |
*** |
لـَمْلِمْ شَتاتَكَ! وَجْـهُ اللَّيلِ مُعْتَـكِرُ، | |
| والصُّبْحُ مُرْتَهـَـنٌ ، والوَقْتُ مُـحْـتَـكَـرُ! |
واقرأْ قَضاءَكَ! يا مَنْ كُلُّ جارِحةٍ | |
| فيكَ استطارتْ على فَجْرٍ بها الدُّسُرُ! |
قد هانَ جِدًّا على الدُّنيا وآهلِها | |
| مَن هانَ يومًا وفيهِ الأرضُ والبَشَـرُ! |
مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ فَعِلُنْ | |
| مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ فَعِلُنْ |
*** |
|
قُمْ فالتَقِطْكَ- فَتًى- واضربْ سبيلَكَ! قُمْ! | |
| نَوْءُ السِّنِـيْنِ بِنَـوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ! |
قُمْ فالتَقِطْكَ؛ أساطير الرُّؤَى الْتَحَمَتْ | |
| بِنَـافِـرِ الدَّمِ : تَـرْفُـوْهُ ويَـشْـتَجـِرُ! |
قُمْ، أَيُّها المارِدُ ، اسْتَخْرِجْ خُطاكَ ، وقُـلْ: | |
| «في وَجْهِ هذا السَّوادِ البـَحْرُ والسَّفَـرُ!» |
*** |
|
يا قُرْطُبِيَّاتِ ما يأتـي ، أَتـَـيْتُ غَدًا، | |
| ولم أَجِدْكِ ، سـآتـيْ والهَوَى بَصَـرُ! |
يا أيُّها المَسْجـِدُ الأَقـْصـَى : السَّلامُ دَنَا؛ | |
| فادْخُلْ ، عليكَ سلامُ اللهِ ، يا عُمَرُ!... |