3

:: مجموعة من المقالات ::

   
 

التاريخ : 11/08/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1494

 


مجموعة من المقالات والخواطر الاجتماعية والفكرية والسياسية والتربوية للكاتبة فاطمة المزروعي لم يتم نشرها في "جماليا" حين كتابتها يتم حفظها في أرشيف ركن الكاتبة في الموقع.

 

 

 

الذي لا يكسرك يقويك - فاطمة المزروعي

 

وجود الصعوبات في حياتنا أمر مألوف، ورغم مثولها بيننا إلا أن وقعها قاس علينا، بل قد تسبب للبعض بانهيار وتراجع وتوقف عن الخطو نحو المستقبل. أعتقد أن من يذهب ضحية لأي عقبة تعترض طريقه أو الذين ينهارون مع أول ملامح للفشل، لم يدركوا أن أولى علامات النجاح هي الإخفاقات، وأن الاصطدام بالعقبات ثم التراجع ما هو إلا حالة طبيعية.

إن التاريخ يسوق لنا الكثير من القصص عن علماء أو مخترعين أو مكتشفين أو حتى رياضيين ورجال أعمال ومليونيرات، لم يحققوا النجاح إلا بعد محطات ومحطات من الفشل والإخفاق والتراجع، ومنهم من نشر مذكراته التي وضح خلالها كيف كان يتقبل الصعاب، وكيف كان يواجه الإخفاقات، بل البعض منهم مني بخسائر مادية كبيرة أودت بمدخراته وعاد من جديد للعمل والإنتاج حتى حقق النجاح.

الكاتب الشهير والمؤلف الأمريكي روبرت شولر، له كلمات جميلة في هذا السياق قال فيها: "توقع العقبات، لكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم، وليس المهم ما يحدث لك، بل المهم ما الذي ستفعله بما يحدث لك".

إذن عند قيامك بمشروعك الأول لا تتوقع إلا الصعاب والعقبات أن تواجهك، ولكن اجعلها طوقاً ومعبراً لما هو أهم، ولا تلتفت لها وخذ الحيطة والحذر، ولو قدر واصطدمت بعقبة أو صعوبات لا تفكر كيف وقعت فيها ولم تنتبه لها، وإنما فكر مباشرة في حلها والتغلب عليها، وكن متفائلاً وصبوراً.

*


أن تضحك.. دليل إنسانيتك - فاطمة المزروعي

 

تسرد إحدى الصديقات ألمها من تجهم وتقطيب الجبين من البعض ممن تعرفهم، وكانت شكواها بمرارة واضحة، وتسأل عن سبب كل هذا «الزعل» أو الغضب غير المبرر، وبحق فإن مثل هذا السلوك ماثل في حياتنا اليومية، فنحن نشاهد الكثير من الناس ممن هم فعلاً في غضب واضح ولا تنبس شفاههم بأي بسمة حتى ولو كانت صفراء.

وهذا يحدث ضدك أحياناً دون شيء بدر منك، فقط مزاج وانقلب ضدك، ويصبح لسان حالك قول الشاعر إيليا أبي ماضي: "يا أخي لا تمل بوجهك عنّي، ما أنا فحمة ولا أنت فرقد".

وبحق فإن هناك من يقابلك بوجه متجهم، وفي المرة الأولى تسأل نفسك هل ارتكبت بحقّه خطأ، وتحاول أن تطمئن، ولكنك مع مرور الأيام تعتاد على كل هذا العبوس وغياب الابتسامة. البعض يختار هذه الوسيلة ويعتقد أنها تجلب له الاحترام وتجعل الآخرين حذرين في التعامل معه، وهؤلاء لا يدركون أنهم يصنعون فجوة كبيرة بينهم وبين محيطهم الاجتماعي، وهم أيضاً يتخلون عن خصلة إنسانية بامتياز وهي الابتسام والضحك.

يقول الكاتب الساخر والمؤرخ والنقاد الأسكتلندي توماس كرليل «الضحك من امتيازات العقل، وذلك لأنه قاصر على الجنس البشري». ببساطة متناهية ميزة الابتسام والضحك لا تراها في الحيوانات ولا الحشرات، نضحك لأن لدينا عقول، فلا تتخل عن عقلك وتختار العبوس والغضب، لأنك بهذا تختار التخلي عن عقلك وطبيعتك الإنسانية.. من السهل أن نعبس، لكنه من الصعب أن نرسل الضحكات النقية الصافية.

*

 


إدراك جهلك معرفة - فاطمة المزروعي

 

أتلقى بين وقت وآخر رسائل عبر الإيميل من بعض القراء، وأنهل من تلك الحروف الكثير من المعارف، هذا التواصل يسعدني جداً، لكن وبطبيعة الحال ليس جميع ما يصل وردياً أو جميلاً، فهناك من يعبر عن وجهة نظره بحدة وقسوة بالغة غير مبررة، بل يكتب كلمات أبعد ما تكون عن الموضوعية، هؤلاء يحرمون أنفسهم لذة النقاش والحوار الجميل المفيد، لأنهم لا يجيدون فن الحوار والنقاش وطرح الأفكار.

قبل أيام عدة وصلني إيميل يحمل ملامح مثل هذا الجنوح اللفظي، على الرغم من أن الموضوع لا يحتمل كل هذا الغضب، ورص جميع تلك الكلمات القاسية، هذا القارئ لم يكتب اسمه ولم يوضح أي معلومة، رسالته تبدأ بالاستنكار لاستحضار شواهد غربية، في الوقت نفسه تلقيت إيميلاً من قارئ ثان يفيدني فيه بأن إحدى الشخصيات التي جاء ذكرها في مقالتي دفعته لقراءة كتابه، فكان ملهماً في تطوير الذات، وزوده بالمعرفة اللازمة..

وهذا نموذج من البحث عن الحكمة، فكما قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها». أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

إذن، بين يدينا قارئ رافض ويضيق بالآخر، وقارئ أخذ الحكمة واستفاد، فمن الذي اتبع نهج المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام؟

أتذكر في هذا السياق كلمة للسياسي البريطاني بينجامين دزرائيلي، والذي تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا مرتين، حيث قال: «إدراك جهلك خطوة كبيرة في اتجاه المعرفة». من السهل أن نعظ ونلبس رداء ليس على مقاسنا، لكن من الصعب جداً أن نسأل هل نحن على صواب؟

*


اللغة.. الهوية والمعنى - فاطمة المزروعي

 

أدرك تماماً أنه بات لدى معظمنا فهم وإدراك حول معنى اللغة، وأنها أولى لبنات الهوية وتعزيز وترسيخ الانتماء الوطني، لكننا في اللحظة ذاتها نشاهد ممارسات غريبة تشبه التجديف ضد وجود لغتنا وسموها، بل عندما نتحدث كأننا نستجدي حمايتها أو الوقف معها لأنها واقع ضعيف يحتاج إلى المنافحة عنه، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح، لكن الممارسة ـ الفردية ـ على أرض الواقع مؤلمة وماثلة، ولم تستقِ أو تنتبه إلى التوجه الرسمي العام في البلد الذي يحث على أن تكون لغتنا هي المحور الأول والمنفذ نحو أي تفاهمات واتفاقيات.

نفهم أن تستخدم لغة أجنبية للحديث مع وافد لا يجيد الحديث إلا بها، ونتفهم وجود مئات من الجاليات من مختلف دول العالم في بلادنا ومعظم أفراد هذه الجاليات لا يجمعهم إلا لغة عالمية باتت هي محور التفاهم بينهم، لكن لا يمكن فهم سبب تفاهم مواطنين عربيين باللغة الإنجليزية وحديثهما بها، أو أن تشاهد مجموعة شباب عرب اختاروا الحديث مع بعضهم بعضاً بلغة أجنبية، وكأنهم في تحدٍّ على من هو الأكثر تطوراً وتقدماً.

في إحدى الندوات والمؤتمرات الدولية، وقف يتحدث على المنصة ممثل فرنسا الذي بدأ مباشرة كلماته بلغته الفرنسية، معتذراً عن عدم إجادته للغتين العربية أو الإنجليزية، بعد كلمته نهض عدد من المتحدثين العرب وكانوا يلقون خطبهم باللغة الإنجليزية. أعتقد أن الفعل الرسمي والحكومي الذي تمثل في دعم اللغة العربية وإقامة مؤسسات وسن قوانين يجب أن يكون شاملاً وأكثر عمومية حتى نلمس فعلاً حضوراً للغتنا في المحافل الدولية

*


عتبك على الرأس - فاطمة المزروعي

 

تلقيت قبل فترة قصيرة من الزمن رسالة من أحد القراء، كان خلالها يوجه نقداً وعتاباً، لأني لم أتطرق لمواضيع عدة يرى أنها من الأهمية بمكان. وعلى الرغم من اعتزازي وسعادتي بمثل هذا النبض والتفاعل، وأيضاً بجميع الملاحظات مهما كان نوعها وما تذهب نحوه، إلا أنني أجد من الأهمية أن أوضح الدور الذي أحاول القيام به من خلال هذا المنبر، لسبب بسيط جداً وهو أن الكتابة اليومية على الرغم من الالتزام الحاد فيها، إلا أنها تتطلب متابعة دقيقة ورصداً للكثير من الأحداث سواء المحلية أو الدولية، فضلاً عن محاولة التماهي مع النبض الاجتماعي والتفاعل مع القضايا والهموم.

ومن هذه النقطة تحديداً يظهر لهذا الأخ وللقراء أن أحد أدوار هذه الزاوية هو التفاعل والنقاش. وبالمناسبة فهذا هو مطلب أي كاتب، وهو الكتابة عن الناس وهمومهم، لكننا في اللحظة نفسها لا يمكننا المجازفة بالمصداقية وسرد قصص أو نحوها من الأحداث من دون توثيق وتأكد من مصدرها المباشر.

عندما تصلنا رسالة مبهمة من إيميل لا يحمل أي اسم أو رقم للاتصال، كيف يمكن التأكد من صحة المعلومات ومن ثم تبنيها؟ بل لا تعرف عن أي بلد يتحدث في كثير من الأحيان.. إذا لم تكن الكتابة وسيلة لإيصال الصوت والوقوف مع الناس والمجتمع، فما ذا سيكون للكتابة من وظيفة ورسالة.. ولجميع القراء، نحن نكتب في الشمس كما يقال، والمطلوب منكم عند التواصل أن تكونوا أنتم أيضاً أكثر وضوحاً، ولن تجدوا إلا قلوبنا تصغي وتسمع.

*


 ابتعدوا عن هواتفكم - فاطمة المزروعي

 

بدأنا نلحظ ونقرأ دراسات ومقالات تنشر بين وقت وآخر تنصح بأن يجعل كل واحد منا فترة من الزمن تكون بمثابة فاصل خلالها يكون بعيداً تماماً عن هاتفه وعن جميع وسائل التواصل والتطبيقات والبرامج، وبعيداً عن شبكة الإنترنت، لأنه في كل يوم يتعزز وتظهر حقيقة واضحة أن هناك أمراضاً تنبع وتظهر دون التنبه لها، لعل من أهمها وأخطرها أن يحدث إدمان وهو ما يعني عدم تخيلك أو تمكنك من ترك هاتفك، رغم أن البعض لا يسمي هذا إدماناً.

وقد أشارت لهذا الجانب دراسة نشرت في العام 2012 بينت أن نحو 60 في المئة من الذين شاركوا في هذا الاستقصاء أظهروا مخاوفهم وخشية كبيرة من ترك هواتفهم أو حتى الابتعاد عنها.

ولا تنسوا الأضرار التي تصيب العينين والأذنين جراء مشاهدة الأفلام وسماع المقاطع الصوتية باستمرار، فضلاً عما يصيب الأصابع والرسغ عند الكتابة المستمرة على لوحة المفاتيح الصغيرة في الهاتف، بالإضافة إلى أشعة الهاتف نفسه وأثرها على الصحة. ولا تنسوا الجراثيم.

نشرت مجلة وول ستريت دراسة تم خلالها اختبار ثمانية هواتف جوال، ووجدت بأنها محملة بالجراثيم بل وبأكثر من نوع من أنواع البكتيريا، وهناك آلام العنق التي تحدث بسبب وضعية الرأس عند الاستغراق في الكتابة والتمعن والمشاهدة. وما نخلص إليه أن أخذ إجازة كل فترة من الزمن والابتعاد عن الهاتف الجوال ليس بالأمر البسيط أو المتواضع، بل إنه أمر ملح وجدير بأن يكون جزءاً من طريقة حياتنا..

*

 


كن أقل فضولاً -فاطمة المزروعي

 

كلما كبرت همتك وطموحاتك، فإنه تبعاً لهذا ستكون غايتك واسعة وأهدافك عظيمة، وبالتالي فإن عملك سيكون دوماً راقياً لأن الهدف سامٍ ومميز.

نحن ودون تعميم ـ البعض ـ ودون أن نشعر نهتم بالقشور والسطحيات، نهتم بما لا فائدة حقيقية منه، على سبيل المثال: ما فائدة أن تجتمع الصديقات ولنحو الساعة يخصصن حديثهن حول مطعم تم افتتاحه مؤخراً؟! أو يكون محور الحديث طوال الليل لمجموعة من الأصدقاء حول الكرة ومعظمهم لا يمارسون الرياضة بل مترهلون يعانون من السمنة؟

حسناً بعد انتهاء كافة الأحاديث والكلمات المتبادلة والنقاشات التي تصل أحياناً للحدة، ما الفائدة التي خرجوا بها؟ أو ما الحكمة التي تم اكتسابها؟ هل انعكست إيجابياً على حياتهم؟

في المجمل، ألم يستحق لقاؤهم وجمعتهم حواراً ونقاشاً أهم حول قضايا هم في أمس الحاجة إليها؟، هذا يقودني نحو كلمة بليغة قالتها الدكتورة ماري كوري، وهي عالمة فيزياء وكيمياء شهيرة تعتبر أول امرأة فازت بجائزة نوبل، بل هي الوحيدة التي فازت بها مرتين في الفيزياء والكيمياء، تقول: «كن أقل فضولاً بالناس، أكثر فضولاً بالأفكار».

وبحق نحن بحاجة للاهتمام بالعلم والتدرب على توليد الأفكار، والتركيز على مسيرتنا الحياتية العلمية والمعرفية، وألا نصب الاهتمام بالناس وأحاديثهم التي لا طائل منها، مطعم تم افتتاحه، وفلانة تمدح طبخهم، ثم ماذا؟ بعض المواضيع شحيحة جداً ولا تستحق التوقف ملياً عندها، لنتجاوز القشور ونهتم بما ينفعنا في مسيرتنا وحياتنا.

*

 


بين الفضول والتواصل - فاطمة المزروعي

 

أصاب حياتنا الاجتماعية فيروس من نوع جديد، إذا صحت الكلمة والصفة، يتمثل هذا الفيروس في الحساسية الواضحة من الآخرين، وبالتالي بات هناك نوع من الخلط الواضح بين حسن التواصل ودماثة الخلق من جانب، والفضول والتدخل في خصوصيات الناس من جهة أخرى، ومشكلة أن المتلقي نفسه لا يجيد التفريق بين النوعين.

أسوق هذه الكلمات إثر موقف حدث أمامي مع سيدة كبيرة في السن كنا ننتظر أنا وهي وأخريات لإنهاء خدمة، وهذا الموقف سمح لي في لحظة برصد تباين واضح لمثل هذا الخلل الاجتماعي، فخلال انتظاري شاهدت هذه السيدة المسنة، تتعامل مع الحاضرات بعفوية وطيبة الأولين، فتسلم على هذه وتحدث هذه، وتسأل عن الأخبار والأحوال، بحق سمح لي الموقف مشاهدة ردات الفعل التي كانت متباينة، وأولى الملاحظات أنني شاهدت النساء الأكبر سناً هن الأكثر تقبلاً وتبادلن أطراف الحديث مع هذه المسنة.

لكن وأمام ناظري كانت الفتيات الأصغر هن الأكثر عجرفة وفوقية في الرد، وعدم فهم ما ترمي إليه هذه المسنة.. لدرجة أن إحداهن سمعتها تحدث أخرى وتقول هذه المرأة فضولية!.. هنا مكمن الشاهد أو كما يُقال مربط الفرس، والذي كنت أرمي إليه من تغير كالفيروس في حياتنا الاجتماعية، وهو تفسير حسن التواصل والعفوية والأخلاق والطيبة بالفضول، وهذا خطأ بطبيعة الحال يتورط فيه الجيل الجديد.

نحن بحاجة لتعليم هذه الأجيال معنى العفوية والطيبة في التعامل مع الناس وحسن الكلام والرد، وقبل هذا جميعه احترام الكبير.

*

 


وسيأتي يوم تكتشف - فاطمة المزروعي

على الرغم من عدم تخصصي في الرياضيات، وبالتالي لست دارسة مبدعة في هذا الحقل الحيوي، إلا أنني قررت مع سبق الإصرار والترصد أن أشارككم بفكرة وردت إلى ذهني وأنا أقرأ في هذا المضمار العلمي الرياضي، حيث توقفت عند مقولة لواحد من أهم العلماء في مجال الرياضيات وهو ليونارد يولر الذي يعد عالماً في الرياضيات والفيزياء أيضاً، وكانت ولادته في عام 1707، وهذا يعني أنه عاش قبل أكثر من قرنين من عصرنا، وبالتالي فإن كثيراً من الاكتشافات الرياضية تحققت وباتت منجزات هذا الحقل واقعاً نعيشه.

منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا اكتشف الكثير من العلماء سواء في الرياضيات أو حتى في الفيزياء أموراً نقلت البشرية نحو مصاف جديدة ومختلفة، بل البعض منها ساعد في التطور والتقدم وعالج العقبات، لكن هذا العالم تحديداً ومنذ تلك الحقبة وحتى يومنا أطلق كلمة تنم عن عجز علماء الرياضيات في حل معضلة، ولا تزال هذه المقولة صامدة فلم يتم إسقاطها ولم تتغير، حيث قال: "حاول علماء الرياضيات عبثاً حتى يومنا هذا اكتشاف النظام في تسلسل الأعداد الأولية، لدينا سبب للاعتقاد بأن ذلك هو سر لن يخترقه العقل البشري".

لماذا لا نعرف أولاً ما الأعداد الأولية؟ فإذا عرفناها أدركنا كم أن العقل الإنساني يضيع في أبسط الجوانب وأقلها قيمة، لكنني مؤمنة بأن علماء الرياضيات توجهوا لما هو أهم من فك سر وطلاسم الأعداد الأولية، لا أعلم ما الذي سيفيدنا لو قدر وتمكن العقلي البشري من تحقيق اختراق في هذا المضمار؟

*

 


وإن اختلفت قصص الجحود - فاطمة المزروعي



تختزل ذاكرتنا العربية الكثير من القصص التي تتحدث عن التنكر والجحود، لكن الأكثر وقعاً وألماً هي تلك التي تتحدث عن جحود الأبناء لآبائهم أو أمهاتهم، وإن كنا في هذا الزمن سمعنا بما تجاوز مسألة الجحود للإيذاء.

لكن الرسالة التي وصلتني من قارئة كريمة كانت تختلف تماماً عن هذا الجانب، فقد كانت تتحدث عن جانب آخر يتعلق بالحياة الزوجية، وأقصد تنكر الزوج لسنوات من العطاء والبذل من الزوجة قدمتها بكل أريحية وحب وعطاء لزوجها، ليقابل كل هذا فيما بعد وبعد بضع سنوات بصفعة مريرة يوجهها للزوجة المحبة والتي كانت تنتظر الوفاء والعرفان.

قول القارئة: "لو قدر لي أن أوقد له أصابعي في سبيل سعادته لما ترددت، حتى مهامه الوظيفية وقبلها التعليمية كنت أساعده فيها، كل جزئية من حياته لي فيها بصمة ومكان وأثر لا يمكن للعين أن تخطئه، جميع هذا تلاشى وانتهى واختفى بمجرد حصوله على شهادة الدكتوراه، وبمجرد حصوله على الترقيات المتوالية في عمله، اليوم بات يتطلع للزواج بأخرى، بعض الصديقات يقلن لي من الجيد أنه لم يطلقني، لكنني أقول إنه ذبحني".

هذا نوع من نكران المعروف، وهو نوع منتشر في حياتنا، لكن أيضاً توجد أنواع أخرى هي على درجة من الألم كبيرة، والذي نستنتج من هذا أن التنكر والجحود باتت ممارسة واضحة ويومية في حياتنا، تختلف القصص والأحداث ويبقى أن الإنسان مارس الجحود بحق من يحبه.

*

 


الوهم نصف الداء - فاطمة المزروعي



أعتقد أننا في عالمنا العربي لدينا تسطيح أو عدم جدية في النظر نحو علم النفس والعلاج النفسي، وأنه بسبب هذه النظرة المتدنية بات الكثيرون من المرضى الذين يعانون الوساوس أو المخاوف المتزايدة بسبب اضطرابات التفكير والوهم وغيرها، لا يجدون إلا العلاج الطبي مخرجاً للشفاء وطريقاً وحيداً لا يقبل الشك أو الظن.

تجد البعض من المرضى يجلس مع الطبيب ويشرح حالته المرضية وهو في الحقيقة يحتاج لعلاج نفسي لا أكثر ولا أقل، لأنه عضوياً جسدياً لا يشكو من أي علة، ليست هذه المشكلة إنما المشكلة عندما يتفاعل الطبيب المعالج ويقوم بصرف أدوية لا يحتاجها بل قد تؤثر في صحته.

وهناك أيضاً معضلة أخرى أن هذا النوع من المرضى يأخذون من وقت الأطباء المعالجين الكثير فيفوتون الفرصة على من يحتاج العلاج الطبي. حقيقة وجود أوهام بالمرضى، ليست حقيقة لتوها يتنبه لها الطب الحديث بل هي ضارب العمق، وأسوق مثال جاء على لسان الطبيب الشهير ابن سينا، حيث قال: «الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء». فما الذي يفهم من مثل هذه المقولة، سوى أن كثيراً من الأمراض هي نتيجة أوهام ووساوس فقط، وعندما قال إن الاطمئنان نصف الدواء، فهو محق ويعني بمجرد أن يثق الإنسان بصحته ويطرد الخزعبلات العقلية والظنون الشيطانية فإنه سيتمتع بصحة جسدية.
لكن لنعد لأهمية العلاج النفسي ولمنحه المكانة التي يستحقها خصوصاً في عالم اليوم..

*

 


لا أريد رسائل التهنئة - فاطمة المزروعي

 

أعلم أنه تم الحديث مطولاً عن طبيعة التهاني في الأعياد وتقليديتها لدرجة أنها باتت تصلنا رسائل جامدة باردة لا ذوق فيها ولا روح، رسائل نعلم أنها مكررة، بل ربما وصلتنا من أكثر من شخص، تحمل صيغة ولوناً وتصميماً هو نفسه، وكل الذي جرى فعله هو النسخ ثم الإرسال لجميع من لديه في قائمة الأرقام المحفوظة في جهازه.

طبيعة العيد دوماً ثمينة، وهي مناسبة فريدة بكل ما تعني الكلمة، لا أعلم لماذا يتم إفساد فرحته ومناسبته بمثل هذا الهبوط والتواضع في التعبير عن الألفة والمحبة، من دون شك إن التقنيات الحديثة باتت تسيطر على حياتنا وعلى كل مفاصل يومنا، ومن البديهي أن نستخدمها في مثل هذه المناسبات، لكن أن يصل الحال لأن يجري وضعها بهذه الآلية بمعنى أن تصلك تهنئة، ومن أرسلها لم يكلف نفسه حتى عناء تعديل التوقيع، فهذا أعتبره قمة في التواضع في التعبير بهذه المناسبة العزيزة علينا.
جولة واحدة، وقد خفت العيد، على أرشيف الرسائل لديك، واسأل ما الرسالة التي بقي أثرها في قلبك؟ أحسب أنك لن تجد، بل أعتقد بأنك لن تكلف نفسك عناء حتى التفكير والبحث لأنك منذ البداية لم تتوقف عند أي من تلك الرسائل.

أعود للتأكيد بأن مناسبة جميلة وبهيجة مثل العيد، لا يمكن أن نفسدها بالاعتياد والروتين بتهنئة جامدة لا قيمة فيها ولا شعور ولا حتى روح أو ذوق، نعم مع التقنية لكن من دون أن تفسد جوهرنا وبهجتنا، من دون أن نسيء استخدامها بحجة الانشغال والوقت الضيق حتى في العيد السعيد، وكل عام وأنتم بخير

*

 

 


العب دون توقف أيها الكبير - فاطمة المزروعي

يعتقد بعض الناس أن ممارسة اللعب خاصية تتعلق بالأطفال وحسب، وأنه كلما كبر الإنسان ابتعد عن أجواء الترفيه واللعب وباتت حياته أكثر جدية، بل هناك من يعلق عندما يشاهد رجلاً كبيراً يلعب مع أطفاله بمقولات عدة مثل هل جن أو هذا فاضي، وغيرها من الجمل والكلمات التي تحمل نقداً واضحاً لمن يمارس اللعب والترفيه والتسلية.

أتذكر في أحد المراكز الترفيهية وقد كنت بصحبة إحدى الصديقات، حيث أشارت نحو سيدة كبيرة في السن كانت تشارك طفلها إحدى الألعاب، حيث قالت «إن تلك السيدة وهي تركب مع طفلها في تلك اللعب، في الحقيقية هي تستتر به لأنها هي تريد اللعب، وليس صغيرها». توقفت أفكر في كلماتها، قد تكون فعلاً تلك السيدة تريد اللعب والتسلية، ولأنها تخاف نظرة الناس ظهرت وكأنها تلاعب أبنها الصغير، لكن إذا صح مثل هذا التفكير فاللوم لا يقع على تلك السيدة وإنما يقع على صديقتي وعليّ أنا وعلى كل من ينظر نحو التسلية ولعب الكبار بتلك النظرة السقيمة المتواضعة.

في هذا السياق، أتذكر مقولة للمؤلف جورج برنارد شو، وهي تدور في هذا المحور، حيث قال «لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، بل نكبر لأننا توقفنا عن اللعب». وفي هذه الكلمات على الرغم من إيجازها الكثير من العبر والتوجيه السديد الواضح، ببساطة أنت لا تلعب، إذاً أنت هرِم ذهنياً وجسدياً وروحياً.. خففوا على أنفسكم عناء المشقة والمظاهر غير المجدية وتعاملوا مع حياتكم وأوقاتكم بعفوية وبساطة وبترفيه ولعب غير محدود، وستكون ثمار الحيوية والشباب ماثلة بين أيديكم دوماً.

*

 


قانون مكافحة التمييز.. الإضافة الحضارية - فاطمة المزروعي

 

عندما صدر قانون مكافحة التمييز والكراهية، أصيب البعض بالدهشة خصوصاً بعض المقيمين في الإمارات، ومنهم مواطن من الجالية الأوروبية، حيث أوضح أنه دُهش وأصيب باستغراب كبير، لأنه كان يتوقع أن هناك قانوناً ينظم هذا الجانب، يقول «طوال سنوات حياتي التي تجاوزت العشرة أعوام في الإمارات، كان النظام هو الذي له كلمة الفصل، أيضاً لم أشعر بأي تمييز أو أي شعور بالكراهية، لقد عشت في هذا البلد وأعتبره بلد النظام والقانون».

مردُّ استغراب مثل هذا المقيم، هو ما وجده من عدالة ومساواة وعدم ظلم، وعندما صدر قانون مكافحة التمييز والكراهية، يسأل: إذن ما الذي جعلني طوال السنوات الماضية أعيش بعدالة ولم أشعر بأي لفظ أو ممارسة عنصرية أو كراهية توجه نحوي؟ ما الذي كان يمنع الناس؟ هذا المقيم ومثله الكثير يستغربون، ومعهم حق.

هذا القانون لم يأت ليؤسس حالة من التسامح أو يضع قاعدة لرفض التمييز، لأنها جميعها واقع في عقل وروح كل إماراتي. بلادنا هي التسامح منذ شروق فجرها منذ تاريخها الأول منذ الآباء والأجداد، هي قيم شربناها ومبادئ عشنا وكبرنا عليها.. إلا أن هذا القانون المهم يأتي لندخل به مرحلة من العمل المؤسساتي النظامي التشريعي، لا أكثر، أما الحياة وانتشار الفضيلة الإنسانية، والتبشير بقيم المحبة وروح المواطنة وحقوق الآخرين فنحن ندركها، يأتي هذا القانون ليؤطر ويضع سياجاً قوياً ويقدم المزيد من الحماية لمستقبل حضاري مزدهر مشرق

*

 


التسامح ضد التسامح! - فاطمة المزروعي

 

نمتلك قيما نبيلة متوارثة عن الآباء والأجداد، وهي من صميم ديننا وتربيتنا، ومن لبّ عاداتنا وتقاليدنا.

لعل من أهم هذه الخصال النبيلة التسامح، وتحمل لنا الذاكرة الشفوية الكثير من القصص التي ساد فيها التسامح، ومن قيمة التسامح تتفرع قيم أخرى تتبعه، فبالتسامح تنتشر الرحمة والعفو ويسود العدل، وبه تقوى قيم المساواة والإنصاف، وتنتشر حرية الرأي وتقبل الآخر.

التسامح قيمة مهولة وكبيرة لا تتوفر في أي مجتمع وتنتشر فيه زواياه إلا وكانت النتيجة الحتمية قوة وتفوقاً في الإنتاج وتميزا لهذا المجتمع، لأن قيمة التسامح عندما تسود تلغى الطبقية والمخاوف وتنتشر حرية العمل والتفكير ويبدأ العقل الإنساني بالتفرغ للتفكير في كيفية التطور؛ فالأساسيات الحياتية تم حسمها، والأساسيات هي الأمان والأمن الفكري، ولن يتحقق أمن حياتي أو فكري من دون التسامح.

ورغم وهج قيمة التسامح وأثرها العميق الكبير، إلا أنه لا يمكن إطلاقه وترك العنان له دون حواجز وضوابط وقيود – نعم لا يمكننا التسامح دائما – والسبب ببساطة متناهية أن التسامح المفرط قد يدمر قيمته ومن ثم قد يدمر المجتمع الذي ينتشر فيه، بمعنى أن تسامحنا مع التطرف، ومع الأفكار الشاذة التي تحاول إلغاء الآخر بل القضاء على التسامح نفسه، هؤلاء يجب أن لا يتم التساهل معهم وترك العنان لهم كيفما أرادوا، يتحدثون وينشرون خطاباتهم التي تحمل الكراهية والبغض للآخر، لعل في كلمة للدكتور كارل ريموند، والذي يعد من أهم المؤلفين في فلسفة العلم في القرن العشرين، وخاصة في الفلسفة الاجتماعية والسياسية، دلالة وتوضيح للقصد حيث يقول: " سيقودُ التسامح غير المشروط حتمًا إلى اختفاء التسامح نفسه، ففي حال مدّدنا تسامحنا غير المحدود لیشملَ حتى أولئك المتعصِّبین، وإن لم نكن مستعدين للدفاع عن مُجتمعنا المتسامح ضدّ مخالب المُتعصِّبین، فسنكون بذلك قد دّمرنا حتى المُتسامح وتسامحُه معهم، ولذلك فعلينا أن نُطالبَ باِسمِ التسامح- الحقَّ في عدم التساهُل مع المتعصِّبین، علينا أن نُطالب باِعتبارِ أيِّ حركةٍ تَعظُ بالتعصُّب خارجةً على القانون، وعلينا اِعتبارُ التحريضِ على التعصُّب والاضطهادِ جريمةً، تمامًا مثلما نعتبرُ التحريضَ على القتل، أو على الاختطاف، أو على الدعوة إلى الرجوع للمُتاجرةِ بالعبيدِ جريمة".

وطبيعة الحال أن لدينا في هذا العصر الكثير من الشواهد الماثلة لتسامح بعض المجتمعات وتقديمها لتسهيلات لبعض المتطرفين ومنحهم مساحة للتحرك والقاء خطاباتهم ثم شاهدنا كيف انقضوا على مجتمعاتهم مدفوعين بنار التطرف والكراهية، هذه الحركات لا يمكن بأي حال من الأحول التساهل معها بحجة التسامح وقيم الحرية وسماع الطرف الآخر، لأن هؤلاء ضد الإنسانية ضد الحياة، ولو قدر لهم وأمسكوا بزمام الأمور فإن أول ما سيفعلونه هو قتل التسامح والقضاء على الحريات، ولعل في داعش والقاعدة وغيرهما خير مثال.

نحن أمام قيمة عظيمة لا نحتاج للتبشير بها، يكفي أن نستمد من تراثنا وقيم الآباء والأجداد المواقف والقصص التي تدل عليها، وأيضاً من ديننا الحنيف، لذا لا نريد من أي حركة سياسية أو حتى اجتماعية أن تزعم أنها تنادي وتدعو لنشر قيم التسامح، نحن نعرفه بل هو مغروس في وجداننا، ونعرف أين يتوقف، ومن الذي يهدد قيمنا ومبادئنا، ويريد النيل منها.

*


سلاح الأمم الناهضة القوية! - فاطمة المزروعي

 

بات من نافلة القول التحدث عن أهمية العلم وأثره البالغ على الفرد والمجتمع، لكننا اليوم عندما نستحضر فضائل العلم وأثر المعرفة فإن هذا يأتي لتحليل الواقع المتردي الذي تعيشه بعض المجتمعات العربية، من حيث الحروب والتقاتل والتصفيات، فضلاً عن النكبات الاقتصادية والتعثر في التنمية وسوء الإدارة للموارد وتوظيفها لتعود بالفائدة على الناس، وبالتالي انتشار الفقراء وزيادة معدلات البطالة، وهو ما يسبب في نهاية المطاف عزوفاً عن التعلم لأن السعي لسد الرمق وإيجاد الغذاء أولى من ترف الجلوس على مقاعد العلم والدراسة، لذا نشاهد في بعض المجتمعات العربية زيادة في معدلات البطالة بشكل مهول وكبير، وزيادة الأمية وانتشارها بين أطفال في مقتبل العمر تكاد تكون ظاهرة عالمية لها حضور في بقاع كثيرة من كرتنا الأرضية، لا يمكن أن يرافق كل هذه الإخفاقات في التنمية الإنسانية إلا زيادة في معدلات الجهل بكل ما تعني الكلمة. ببساطة متناهية ترتب على مثل هذه الحالة – الجهل - زيادة ملحوظة في نسب الجرائم والانحرافات والخروج عن سياج القانون وأيضاً عن الأعراف والتقاليد السائدة في تلك المجتمعات. عدد من علماء العلوم الاجتماعية والتربوية قدموا دراسات رصدت التناغم الواضح والطردي بين زيادة الفقر وزيادة الجهل والأمية، وبين زيادة الفقر والجهل وزيادة للجرائم  والتجاوزات. بل اعتبروا أن مثل هذا الشذوذ الأخلاقي طبيعي، وهو من ضمن إرهاصات الجهل الذي انتشر، وضياع الأمل وعدم وجود أي حافز للتطلع إلى المستقبل، وهؤلاء الجهلة والمحبطون هم الوقود والقنابل الموقوتة الخطيرة جداً على أمن الأوطان والمواطنين. يقول العالم الكبير آدم سميث مؤلف الكتاب الشهير ثروة الأمم، الذي يعد أول منجز يتناول الاقتصاد الحديث: "العلم هو الترياق المضاد للتسمم بالجهل والخرافات". وهو محق تماماً؛ فلا يمكن أن تبنى حضارة ووطن تسوده القوانين والأنظمة وتنتشر فيه قيم المحبة والسلام دون أن تكون مظلة العلم وافرة ومنتشرة، فمع الجهل تأتي كل الأوبئة والمفاسد والظلام. بالعلم تجد العقول المتوثبة التي تستطيع الاعتماد عليها وعلى أفكارها في البناء والتخطيط والعمل، وبالعلم ستصل رسالتك وتجد شريحة واسعة من الناس يتفهمها ويدرك أبعادها لأنهم يعرفون معنى التطور ومعنى التقدم ومعنى التخطيط الطويل الأمد وقصير الأمد. ببساطة، بالعلم تسير في ركاب مسابقة أمم الأرض، بمواطنين أقوياء لديهم ثقة كبيرة بأنفسهم وبحياتهم. وقبل هذا وبعده، لا يمكن أن يتم تجنيد المجرمين إلا من هو مستعد نفسياً، وهم دوماً يأتون من الجهل، من الغارقين في السوداوية والظلام.. لنعلِ قيم العلم والمعرفة.

*

 


التطرف يشوه الرحمة المهداة - فاطمة المزروعي

تلفحنا يومياً كلمات من مريدي الإسلام السياسي، وأرباب الحركات المتطرفة الإرهابية يرددون خلالها أحاديث تروى عن رسولنا الكريم، تحث على العنف وسفك الدماء البريئة، وهؤلاء يعلمون تماماً أنهم يشوهون قيم ديننا الحق، ويعلمون أنهم يمارسون كذباً عظيماً على رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولكنهم وعلى الرغم من هذا يواصلون تجديفهم وافتراءاتهم، والسبب ببساطة متناهية هو الرغبة في التأثير على العقول وأن الجرائم التي تقترفها أيديهم لها سند شرعي من نبينا رسول الإنسانية والمحبة والسلام.

وغني عن القول إن تلك الأحاديث التي تنسب لرسولنا ويتم خلالها تمجيد القتل وسفك الدماء لا تتجاوز كونها أكاذيب تم اختراعها للتبرير ولتحقيق الأهداف الإجرامية المتطرفة لدى هؤلاء، لذا نحن أمام واجب يفرضه علينا هذا الدين العظيم دين التسامح والمحبة وهو توضيح زيف وأكاذيب هؤلاء الإرهابيين ونشر فسادهم، كذلك على العلماء وطلبة العلم الشرعي التصدي لهؤلاء بالتوضيح والإرشاد والتنبيه لزيف كل من يتقول على رسولنا.

وبحق فإن ما يتم سرده ثم تجييره على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم، يجب أن يوقف ويوضع حد له، لأنه يتنافى مع أحاديث كثير لرسولنا تحدث على المحبة والسلام، وتتقاطع مع الكثير من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، وقول الله تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وقوله سبحانه: «إنْ عليك إلا البلاغ». وقول الله: «وما أنت عليهم بحفيظ». وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحداث المتواترة التي كان واضحاً فيها أن رسولنا كان نبياً للمحبة والتسامح لا القتل وسفك الدماء، فهل نسينا «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ولا نقول إلا حسبنا الله.

*

 


الحظ لا يبتسم لك - فاطمة المزروعي

 

بعضنا يجيد فن التبرير، بمعنى هو قد يلوم العالم بأسره لكنه من المستحيل أن يوجه لنفسه أي نقد أو لوم على أي إخفاق أو فشل، وهذا النوع من الناس، لن تتعب في معرفتهم فهم واضحون تماماً عندما تلاحظ أن أنفسهم عزيزة عليهم ولا يقبلون أي نوع من أنواع النقد أو إلقاء المسؤولية.

من أدواتهم التي يستخدمونها للتبرير، أن فلان أو فلانة عنده من يدعمه أو يساعده، ومرة أخرى ينسون أن يوجهوا أية مسؤولية مهما صغرت نحو ذواتهم، ومن تبريراتهم الشهيرة الحظ، وبأنه لم يبتسم لهم، تبرير الفشل أو الإخفاق وعدم النجاح بعدم محالفة الحظ هو ما يوضح حجم الذاتية لديهم، وأيضاً قصر نظرهم عن طبيعة النجاح والتفوق، وأنه لا يمنح إلا لمن يعمل ويدرس ويجتهد، وليس من يصنع من الحظوظ شعارات يعلقها على إخفاقاته.

للفيلسوف والمربي وعالم النفس الأمريكي الدكتور جون ديوي، كلمة توضح دور الحظ في حياتنا، ومتى يبستم ومتى يبتعد، حيث قال: «الحظ سواء كان حسناً أو سيئاً دائماً ما سيكون معنا، لكنه غالباً ما يميل للذكي ويدير ظهره للغبي». الحظوظ لن تخدمك إذا لم تخدم نفسك، إذا لم تتمتع بالذكاء والمعرفة وكيفية السير في دروب الحياة المتعرجة، لا تتوقع أن تهبط عليك ثروة من السماء أو يأتي من يمنحك شهادة تفوق لسواد عينيك، اعمل وادرس وابذل كل ما في وسعك ولا تضع أحلامك وطموحاتك على كف الحظوظ، وتعتقد تحققها، فهذا مناف للطبيعة وأيضاً للعدالة.

*

 


جدول المهام المنزلية - فاطمة المزروعي



في زيارة لإحدى الصديقات، شاهدت ورقة ألصقت على باب المطبخ، عبارة عن جدول به أيام الأسبوع وعليها أسماء. لم أستطع أن أمنع فضولي من السؤال عن سبب وضع هذه الورقة، فتعالت ضحكات الأم والابنة، ثم أخبرتني الأم، أم محمد، عن سر هذه الورقة أو الهدف منها، حيث بينت أنها توضح مهمة كل واحد من أبنائها وبناتها في مهام التنظيف المنزلية اليومية التي عليه. فما على الابن أو الابنة بعد الحضور من مدرسته إلا التوجه نحو الجدول والاطلاع على المهام المنزلية المنوط به تنفيذها.

تقول هذه السيدة، لست عاجزة عن إحضار بدلاً من العاملة المنزلية الواحدة ثلاث عاملات، لكنني أردت أن نعتمد جميعنا في المنزل على أن نخدم أنفسنا، قلت لها ألا تتوقعين أن يسبب هذا عدم تركيز من أبنائك في دراستهم؟ أجابتني: إطلاقاً، فهم متفوقون، ثم واصلت حديثها تقول: «في هذا الفعل فائدة عظيمة وكبيرة جداً، فهم تعلموا الاعتماد على أنفسهم، ولكن الأهم هي القيمة الإنسانية فقد بات لديهم حس وتقدير للعمل اليدوي، وأيضاً نما حسهم بالمسؤولية حيث تجدينهم حريصين على التنظيم والنظافة».

وبحق فإن أبناءها وبناتها هم مضرب مثال في الصلاح والتواضع، أعتقد أننا أمام أسلوب تربوي جدير بالتمعن والاهتمام، وأحسب أن نتائجه ليست كما قد يعتقد البعض بأنها ستسبب تشتتاً أو إرهاقاً للأبناء، فلدى الشباب والمراهقين طاقات كبيرة من الجميل أن يتم صرفها في مهام وأعمال تشعرهم بالمسؤولية وتنمي حسهم بالآخر، أعجبتني جداً طريقة تربية أم محمد، وأعجبني أكثر جدول المهام المنزلية في وسط منزلها.

*

 


بساطة ما نكتسبه من المعارف - فاطمة المزروعي



في عصر المعلوماتية وشبكة الإنترنت ومحركات البحث، تضاءلت مساحة الجهل، وفتحت آفاق واسعة من المعرفة، لمن يريدها ولمن يسعى نحوها، لمن يريد تطوير نفسه وقدراته وإمكاناته، لكن الذي يحدث مع الأسف أنه يقابل هذه الإمكانات المعرفية الغزيرة الهائلة عزوف غير مبرر، بل جنوح لوسائل من الترفيه والبرامج التي تسرق الوقت والجهد دون طائل معرفي وعلمي.

بل حتى برامج التواصل والتي فعلاً تستنزف الكثير من أوقاتنا باتت عبئاً كبيراً على ثقافتنا، حيث باتت مصدراً من مصادر المعرفة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهناك الكثير في الدردشات وما يصلك من مقاطع الفيديو أو حتى الأخبار التي لا تحمل أي مرجع أو مصدر لها مرجعية تبني عليها أفكارك بل وقراراتك، وهذا خطأ فادح.

أقول إنه رغم هذا الكنز المعرفي الذي بين أيدينا على أجهزة متناهية الصغر، تتسرب نحونا الكثير من الأنباء المزيفة وتمر بنا الكثير من المعلومات الكاذبة، للمزيد من التوضيح أسوق كلمات للفيزيائي والفيلسوف الفرنسي بليز باسكال، والذي توفي في العام 1662م بمعنى توفي قبل عدة قرون عن زمننا، هذا الفيلسوف يقول في ذلك الزمن: «كل الحكم والأمثال الصالحة قد كتبت، ولم يبق سوى وضعها موضع التطبيق».

لن أعلق مطولاً عن مثل هذه المقولة سوى بالتساؤل ما الذي يمكنه أن يقوله هذا العالم المبدع لو أنه عاد وعاش في زمننا الحاضر؟ لعل هذا التساؤل يوضح مدى ضحالة وبساطة المعرفة الحقيقية التي نكتسبها يومياً من هذه التقنيات المذهلة المفيدة.

*

 


لنتعلم وضع الأهداف - فاطمة المزروعي



كثير من مدربي التنمية البشرية وعدد من دورات تطوير الذات وتطوير الأعمال تحث دون كلل أو ملل على وضع خطط وهدف، سواء للأفراد أو حتى للمؤسسات، وبطبيعة الحال فإن تركيزهم على هذا المحور في غاية من الأهمية، فعملية وضع الأهداف تساعد على النجاح وتحقيق الإنجازات والمتطلبات.

على المستوى الشخصي عندما تكون الرؤية واضحة ثم يبدأ العمل لتحقيقها فإنه ودون شك ستكون المسيرة أكثر سهولة وأيضاً اطمئناناً لما سيتم حصده من ثمار في نهاية المطاف. لكن المعضلة دوماً عند الدعوة لوضع الأهداف لا يتم تعليمنا كيفية أن نحدد الأهداف نفسها، بمعنى لا يمكن لأي واحد منا أن يضع كبداية أهدافاً مستحيلة أو وبعيدة المنال لصعوباتها أو حجمها الكبير أو لما تتطلبه من جهد وأموال وغيرهما.

عملية وضع الأهداف يجب أن تكون مرحلية، بمعنى كلما تم إنجاز مرحلة تنتقل لما هو أكبر وأهم، وهكذا حتى تحقق جميع أهدافك، أسوق كلمات من عراب أبل الشهير ستيف جونز، ففي إحدى محاضراته قال: "كنت أملك أكثر من مليون دولار حين كان عمري 23 عاماً، و10 ملايين عندما كان عمري 24 عاماً، و100 مليون عندما كان عمري 25 عاماً. لكن لم يكن لذلك أي أهمية لأنني لم أكن أفعلها من أجل المال".

وهنا جوهر الهدف وقوته، هو سعى لما هو أكبر وأهم من المال، وهو فائدة البشرية وإثراء الإنسانية بمخترع ملهم وعظيم، لذا شاهدنا وهو في سنوات مراهقته تحقيقه للثروة، وكان يمكنه أن يتوقف، لكن هدفه كان أكبر وأعظم. مرة أخرى لنضع أهدافنا بشكل مرحلي حتى نصل لما هو أهم.

*

 

 


هذا هو الذي يمنع انطلاقتك - فاطمة المزروعي

 

إذا لم تثق بنفسك فلا تطلب من الآخرين أن يكونوا على ثقة بقدراتك وأفكارك، لذا لا تلم أي إنسان إذا نظر نحوك نظرة فيها نقص أو تقليل، فأنت في الحقيقة من طلب منه أن يصنفك ويضعك في هذا الإطار.  

لكن مشاعر الضعف وعدم الثقة لا تأتي بعفوية أو بالحظ، فتصيب أناساً وينجو منها آخرون، كلاّ، هي تتلبس من تعرض في طفولته لقمع، فمع الأسف نحن بطريقة أو أخرى نؤثر في أطفالنا وهم في نعومة أظفارهم عندما نقلل من احترامهم لأنفسهم بالإهانة والتجريح، فيكبرون وهم مجردون من الثقة والاعتزاز والرغبة في الانطلاق للإبداع.

ولا تنسى المدرسة وما يحدث فيها من ممارسات قاسية ضد الطفولة وتلك العقول الرطبة التي تنظر للعالم بتفاؤل وعفوية وبراءة، فتصدم بالقسوة والعنف فتهرب نحو الخوف والتردد والخشية وتُربّى وفق هذه العقلية.

تحدث الممثل الكوميدي الشهير شارلي شابلن، عن الثقة بالنفس فقال «لا بد للمرء أن يكون واثقاً من نفسه، هذا هو السر، حتى عندما كنت أعيش في ملجأ الأيتام، وحتى عندما كنت أجوب الشوارع بحثاً عن لقمة خبز أسكت بها معدتي الجائعة، حتى في كل تلك الظروف القاسية، كنت أعتبر نفسي أعظم ممثل في العالم».

وهذا الذي نحتاجه، الثقة بالنفس ثم الإصرار على تحقيق الأهداف والأمنيات والهويات، والابتعاد عن أي منغصات أو مثبطات، ولكل من يعاني عدم الثقة بالنفس راجع حساباتك وألقِ الماضي خلف ظهرك لأنه يعوق ويقف أمام تحقيق الإنجازات والتميز والنجاح.

*

 

 


القوانين مهمة والموظف أهم - فاطمة المزروعي



تكثر النظريات الإدارية التي نسمعها ونقرؤها يومياً، وكثير من قادة المؤسسات والشركات والقطاعات الوظيفية في مختلف المواقع الذين لديهم هاجس التطوير والتقدم يعملون دوماً على الأخذ بآخر السبل التي من شأنها أن تقدِم العمل وزيادة الإنتاج، وهناك البعض ممن يراهن على القوانين وصرامتها في المهارة الوظيفية، وهؤلاء يغفلون تماماً عن عناصر جوهرية في تميزه.

أولاً، بصفته قائداً ومديراً للمنشأة وهي الموارد البشرية أو إذا صح التعبير فريق العمل الذي معه والذي يناط به تنفيذ توجيهاته وخططه، هناك تسطيح أو تغافل عن الأهمية القصوى لمن يعملون معنا وأثرهم الكبير في تميز الأعمال، وبالتالي تميز المنشأة وقوة حضورها.

قد تضع قوانين صارمة للحضور والانصراف، لكن موظفيك سلبيون دون فاعلية فلا أفكار جديدة ولا حماس ولا مبادرات، قد تضع قوانين قوية تتعلق بالاجتماعات وحضورها، لكنهم باردون كسالى يحضرون وينصرفون دون أي جديد.
حول فريق العمل وأهميته يقول والتر الياس ديزني مؤسس ديزني الشهيرة ورجل الأعمال «يمكنك أن تحلم وتبتكر وتبدع أعظم الأفكار في العالم، لكنك بحاجة إلى فريق لتحويل الأفكار إلى نتائج، يمكننا الوصول إلى القمر إذا ما وقف بعضنا على أكتاف بعض».

وهناك الكثير من الناجحين في مضمار المال والأعمال، ممن يؤكدون هذه الحقيقة، وهي أهمية أن يكون لديك فريق من الموظفين متميزين بحس الإبداع والتفكير والحماسة والحيوية، هؤلاء هم من سينتج لك النجاح من خلال جلسات منتظمة للعصف الذهني، القوانين التنظيمية في المنشأة مهمة، لكن الأهم روح الموظف.

*

 

 


إما متدين أو سياسي - فاطمة المزروعي

الجريمة، أيّاً كان مرتكبها، هي فعل يستحق العقاب، نحن متفقون تماماً على هذا الجانب، لكن هناك مجرمين يتميزون عن غيرهم بأنهم بالإضافة لجريمتهم ألحقوا الضرر بأمور جوهرية تمسّ أناساً كثيرين، بل قد تمسّ مجتمعاتهم وأوطانهم. هناك عدة أمثلة وعدة شواهد في هذا السياق من بينها أرباب وأتباع ما عرف واصطلح على تسميته الإسلام السياسي، هؤلاء يلبسون رداء الدين ووقاره وهيبته وربانيته أمام الناس، ولكنهم يسخرون هذا جميعه لتحقيق هدفهم الرئيس في التسلط على الرقاب ونشر الفوضى، وفعلهم وما اقترفته أيديهم ماثل وواضح في عدة بلدان عربية.

أسوق مثالاً مما ذكر عن الازدواجية عند هؤلاء أنهم في فترة تعالت الأصوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية ـ من حق الزبون أن يقاطع السلعة التي يريد ـ المهم أن أحد هؤلاء ومن على المنبر كان يحرم ويحث المصلين على عدم شراء أي منتج أمريكي، وعندما خرج من المسجد بعد انتهاء الصلاة، ركب سيارته الأمريكية الفارهة آخر موديل، ولا ننسى من سمى نفسه بالداعية الرباني الذي يشتم أمريكا والغرب ليل نهار، ونفاجأ أن بناته يدرسن في لندن.

ما يجب أن نعلمه أن هؤلاء مجرد طامحين طامعين وهم أبعد ما يكونوا عن الدين.. رحم الله عالم التفسير القرآني الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قال «أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة». وأعتقد سبب هذه المقولة لأن للدين قدسية أعظم وأكبر من الجوانب الدنيوية، ويفترض على من يحمله التجرد والإخلاص وعدم التطلع لتحقيق مكاسب أو أرباح تتنافى مع قيم الدين الحنيف.

*

 

 


قيمة الأفكار واستعمالها - فاطمة المزروعي

 

في أحيان كثيرة تمر بنا العديد من الأفكار، البعض من هذه الأفكار يعتبر مبدعاً وخلاّقاً وغير مسبوق، لكننا في غمرة السعي وعملنا الروتيني نحكم على تلك الأفكار بالموت والتلاشي، وفي الحقيقة فإن طبيعة تفكيرنا اليومي له دور كبير في مثل هذه الحالة، فنحن نذهب لأعمال محددة، والبعض منا لا يُطلب منه الابتكار بل هو غير مرغوب، ومهمته الوظيفية تقوم على إنجاز معاملات ورقية روتينية لا أكثر ولا أقل، فلا تتطلب أي جهد ذهني.

هؤلاء مع مرور الأيام والشهور والسنوات، يكونون قد حولوا آلية التفكير لديهم لشيء روتيني أيضاً، حكموا على عقولهم بالدوران في دائرة لا فكاك منها، هذا التفكير الاعتيادي الروتيني يجعل العقل رتيباً خاملاً لا يقوى على الاستنتاج أو التطلع أو الإبداع وتوليد الأفكار، وهذا لم يأت بسبب العقل وإنما بسبب من يحمله، فهو الذي أراد من عقله أن تكون إمكاناته وفق هذا الإطار لا أكثر ولا أقل.

بينما يوجد البعض الآخر متوثباً دوماً، عقله أشبه بالكمبيوتر الذي يعالج المعلومات ويضع الاستنتاجات، هؤلاء دوماً لا يستقبلون الكلمات والتوجيهات بل يحللونها ويحاولون تطويرها وتلافي عيوبها، فهم يشغلون العقل بالتفكير ليقوم بوظيفته الحيوية وهي توليد الأفكار وحل المشكلات.

ولو أمعنا النظر جيداً فإننا لن نجد فرقاً بين الفئتين سوى أن الأولى هي من قررت أن تصبح روتينيه عادية، والأخرى متوثبة مشتعلة، وهما في الحقيقة في نفس مستوى الذكاء والظروف.. وعلى الرغم من هذا فإن الفكرة لا فائدة منها إذا لم يتبعها عمل وتنفيذ لتطبيقها على أرض الواقع، وهذا تحدٍ آخر أمام الجميع، يقول المهندس والمخترع الأمريكي الشهير توماس إديسون «قيمة الفكرة تعتمد على استعمالها».

*

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.