3

:: فزعت فيه بآمالي إلى الكذب ::

   
 

التاريخ : 27/06/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1131

 


 

 

 

قصتنا مع الأخبار المؤلمة بليغة جداً، وردّة الفعل تأتي في بعض الأحيان بطريقة غير متوقعة، والآلام الحياتية متعدّدة ومتنوعة، فإذا استحضرنا الموت كمثال وما يسببه في حياتنا من أثر وما يشكله من واقع لا مفرّ من جوانبه الحزينة وما يثيره من فقد وشوق، فإن الكلمات تطول، لأن الموت هو الأكثر سطوة على قلوبنا.

هناك من لا يتقبّل هذا الفقد فلاذ نحو الأمل ولكنه في ما بعد تحول إلى أمل مرضي يتمثل في رفضه لحقيقة وفاة أبيه أو أمه أو ابنه أو ابنته أو أي عزيز عليه، ومن دون شك أن البعض يصاب بالمرض وتنتابه حالات من الحزن الطويل الذي ترافقه كآبة واضحة تؤثر في جميع جوانب حياته، وهناك من يدخل في موجة من البكاء المتواصل التي تفقده التركيز فيكون ذا شخصية مهتزة. وإن كانت مثل هذه الحالات مؤقتة أو طارئة أو كما يقال عابرة، إلا أنها لدى البعض تستمر وتؤثر في حياتهم المستقبلية.

قرأت قبل أيام عدة أبياتاً جميلة تعبر عن إنكار ورفض الأخبار الحزينة، بل تلمس كذبها حتى لا يبقى مجالاً للإنكار، هذه الأبيات للمتنبي، يقول فيها:

 

 

طوى الجزيـــرة حتــى جـــــــاءني خبر

فزعت فيـــه بــآمـــــــــــــالي إلى الكــذب

حتـــى إذا لم يدعُ لي صدقُه أمـــلاً

شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

ولعل البيتين يصفان بشكل واضح وجلي المشاعر النفسية التي تتلبّس بالبعض عندما يسمع خبراً مؤلماً، وهو أن يكذّبه أو يشكّك في صِحَّته ثم دِقَّته ثم التسليم به.

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.