3

:: التستُّر خلف شعارات برّاقة ::

   
 

التاريخ : 17/06/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1106

 


 

 

 

لو سألتَ كثيراً ممن ارتكبوا جرائم بحق المجتمع مثل السرقة أو الاختلاس أو حتى الجرائم التي فيها اعتداء على النفس، فإنك ستجد دوماً تبريراً، لا أحد سيقول لك إنه مجرم، وحتى إن اعترف بالذنب ستجده بطريقة أو أخرى يعود إلى مسألة الجهل أو الخطأ من دون أن يتحدث عن السبب الحقيقي، إلا قلة بطبيعة الحال أدركوا سبب إقدامهم على إيذاء الآخرين.

أسوق هذه الكلمات لتوضيح حالة إنسانية نلتقي فيها كأفراد بأي شكل كان، لكن مثل هذه الحالة يمكن ملاحظتها بشكل واضح في سياسة بعض الدول الجانحة التي لديها مطامع وميولات عدائية ضد الجيران، وهذه المطامع لا تأتي بشكل واضح وسافر، وإنما دوماً تستتر خلف الشعارات البراقة التي يظهر من بين ثناياها حب الخير والتطلع للأفضل للشعوب الأخرى.

وفي الحقيقة، إن الأسباب الحقيقية أكثر وقاحة، وفيها اعتداء وتدخُّل في شؤون الآخرين ولا مبرّر لها أبداً. مثل هذا الإقحام والتدخُّل يتأثّر به البعض ويبدؤون يردّدون الشعارات كالببغاوات، غافلين تماماً عما تمّت حياكته من مؤامرة ضد بلادهم وأرضهم.

فيلسوف الأخلاق والمجتمع الأمريكي الدكتور ريك هوفر، قال كلمة جميلة في هذا السياق، وهي «الغرور والطموح صنعا الثورة، أما الحرية فكانت التبرير» .. نعم، كان لا بد من تبرير الغرور والمطامح الأنانية، كان لا بد أن نقنع أنفسنا أولاً بأن الهدف هو الحرية للناس جميعاً، وليس السبب غرورنا.

في عالمنا دول تمارس هذه الأنانية والغرور بطريقة مشابهة، وتحت شعارات برّاقة.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.