3

:: كُن عصاميّاً ولا تكن عظاميّاً ::

   
 

التاريخ : 07/06/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1154

 


 

 

 

الطموح والعمل والإنتاج لا تتعلق بالوصول إلى منصب أو لتحقيق جاه ومال، بل هي في المقام الأول تصب لذات وعمق الشخص نفسه، بمعنى أن فيها تحقيق الشعور والإحساس بأن هناك فائدة تصب وتفيد الآخرين بها، إذا وضع كل واحد منا نصب عينيه هذا الجانب والوصول إليه فثق بأنه سيحقق كل طموحاته وتطلعاته وآماله، مروراً بتحقيق المنصب والمال. وهما نتيجة وليسا هدفاً.

هناك جانب آخر في مسيرة البعض منا، وهو أنه يلجأ إلى أبيه أو جده أو حتى اسم عائلته في محاولة الوصول إلى بعض من التطلعات وتحقيق النجاح، وعلى الرغم من أن الفرد إذا كان متسلحاً بالعلم والخبرة والطموح فهو سيحقق مراده ومقصده، أياً كان، وكما قال الشاعر:

إن الفتى  من يقـــــــــــول هــــا أنذا      ليس الفتى من يقول كان أبي.

ولكن بحق نحن أمام معضلة حقيقية، حيث إن لدى البعض ممارسة دائمة وهي استدعاء تاريخ الآباء والأجداد وتوظيفه لخدمته ومحاولة تجير هذا التاريخ لمصلحته وتحقيق رغباته، وغني عن القول إن هذه الممارسة واضحة في كثير من البقاع من عالمنا العربي، وننسى تلك المقولة «كُن عصاميّاً ولا تكن عظاميّاً» والتي تعني أن تعتمد على نفسك ومقدراتك وطموحك وليس الفخر بالآباء والأجداد، فهم وتراثهم ثري ومنجزاتهم واضحة وإفادة دون شك، لكن يبقى الدور عليك وعلى ما ستحققه أنت، بل الحمل أكبر لأنه ينتظر منك ما لا ينتظر من غيرك.

نعم، لنسر على نهج وطريق وجدية الآباء والأجداد، ولا أن نعتمد على ذكراهم دون عمل على أرض الواقع

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.