لا شك أن هناك قفزة غير طبيعية حدثت في عالم اليوم تتعلق بالمعلومات والمعارف، ولا شك أيضاً أننا في كثير من الأحيان نغفل عن الكيفية الصحيحة لاستغلال وانتهاز مثل هذه القفزات وتوظيفها لصالحنا، ولعل تعاملنا الاعتيادي التقليدي مع العديد من الصعاب التي نواجهها خير مثال ودليل في هذا السياق، فنحن مازلنا، في بعض الأحيان، نفكر ونقدم حلولاً بعيدة كلياً أو جزئياً عن الواقع، وفي أحيان أخرى تكون حلولاً غير مبتكرة، بل متخلفة إذا صح التعبير.

نحن على سبيل المثال ننسى أن الهواتف الذكية التي نحملها أشبه ما تكون بالكنز الثمين، الذي قد يمدّنا بأسباب التميز وسرّ التفوق، بواسطة مثل هذه الأجهزة نستطيع أن نكون ملمين بكثير من الحقائق وبين يدينا الكثير جداً من التجارب والخبرات، ولكن المعضلة دوماً تبقى في كيفية الاستخدام وطريقة التوظيف والتعامل، والسبب في هذه المعضلة هو عدم قناعتنا أو رغبتنا بأن نتغير ونتوجه نحو هذا التغير. يقول المؤلف والفيلسوف الإيرلندي جورج برنارد شو، «التقدم مستحيل بدون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شيء».

والذي يحدث في عالمنا اليوم أن التقنيات عالية لكننا نرفض أن نغير طريقة استخدامها والتعامل معها، البعض حتى اليوم ينظر للهاتف الذكي بأن وظيفته إجراء مكالمات هاتفية لا أكثر، بطبيعة الحال هذا خطأ، والخطأ الأكبر هو عدم الإلمام بالكيفية التي نستخرج الجواهر الثمينة من هذه التقنية لنسهل حياتنا وأعمالنا.