طبيعة الحياة هي التغير، وهذا واقع لا فكاك منه، فأنت حتى في الشكل الخارجي لن تكون تماماً كما كنت قبل نحو عام، هذا فضلاً عن الأفكار والآراء، صحيح أن البعض يظلُّ محافظاً على أفكاره ويتمسّك بها بشكل محكم، لكن حتى وإن حدث هذا فهذا التمسّك سيزول بانتهاء عمره ووفاته، ومن يأتي بعده لن يكون بالضرورة على خطاه، مرة أخرى هذا واقع ونعيشه يومياً.  

وأثبتت التجارب بأن التغير بحد ذاته ميزةٌ وطريقٌ للتفوق، وأن الجمود وعدم التطلع وفتح الذهن لأفكار حديثة هو في الحقيقة مخالفة لطبيعة الحياة، وبالتالي الفشل أو التراجع، أو تجاوز الآخرين وأنت متوقِّف في الموقع نفسه.

التغيير الذي يجب أن ننشده جميعاً ونتوجه نحوه هو للأفضل، هو للتطوير، هو لمعالجة القصور أو الأفكار القديمة لتطويرها لتتواكب مع روح العصر لنستطيع التميز، لذا اعمَلْ دوماً على تطوير نفسك وافتح ذهنك للتحديث، ولا تقبل أن يأتي نهار وتشرق شمس وأنت تماماً كما كنت بالأمس.

في اللحظة نفسها، لا تجعل الآخرين يحدّدون درجة تحولك أو يفرضون عليك أن تتغير، بل اجعل طبيعة التغييرات إيجابية تخدمك وتساعدك في مسيرتك الحياتية، وليس من أجل الآخرين، وكما قال الشاعر الإنجليزي الشهير وليم شكسبير «أصعب معركة في حياتك عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر».

لا تكن شخصاً آخر، بل كن الشخص الذي تريده أنت…