3

:: الهموم.. وفسحة الأمل ::

   
 

التاريخ : 11/04/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1029

 


 


 

 

 

لا شك أن هذه الحياة تتنوع فيها الهموم الإنسانية، وتكثر فيها الطموحات المنكسرة للبعض وقد يسبب هذا الانكسار موجة من الحزن والقنوط والألم المستمر، وآخرون يعيشون في معمعة المرض فيلاحقون الدواء، لا يشغل بالهم وتفكيرهم إلا أوجاعهم للتخلص من الداء، وهناك من تعثرت مشاريعه وأعماله التجارية، ويحترق داخلياً وهو يشاهد ما بناه من مشروع مزدهر يدرُّ أرباحاً ينهار ويبدأ في الإفلاس.

وهناك من تعثر في أولى خطواته وتراجع، وهناك من أخفق في تعليمه ودراسته رغم استذكاره وجدّه واجتهاده، ومن بيننا فتياتٌ حلِمْنَ بفارس الأحلام والزواج وتأسيس أسر مستقرّة مترابطة قوية، بل حتى بأفكار كيفية تربية الأطفال وتنشئتهم، تجدها ماثلة في مخيّلة إحداهنّ وتفكيرها، وهذا جميعه قُضي عليه بمجرد مضيّ أشهر قليلة من الزواج، وأمام أولى مطبات الرحلة الزوجية ينهار هذا العشّ السعيد، فتهجُم عليها الخيبة وانهيار السعادة، وأيضاً تعاني الخوف من نظرات الناس وما يقال عن المطلقات.

قائمة همومنا تطول وتتنوع، حيث نشاهد الهموم القاسية العنيفة، ونرى أيضاً هموماً متواضعة وبسيطة ولا تستدعي كل هذه الحسرة والندامة.

من بين هذه الهموم الحياتية للآخرين يجب علينا أن ننظر لدواخلنا، ونشعر بحجم كل هذه الغبطة التي تحيط بنا، ثم نقدرها على أكمل قدر، لنعلم أنه لا يوجد من هو خالٍ من الهمّ، أو من ينشد التميّز والارتقاء وقد تكسّرت مجاديفه، أو من يتطلع لتحقيق حلم حياته وبسبب شيء متواضع انهار هذا الحلم. يجب أن نعظم تطلعات الآخرين التي فشلوا في تحقيقها لأسباب قد تكون خارج عن إرادتهم، لندرك جميعاً أنه لا يوجد من هو يتنفس دون همّ، دون أن تسيطر عليه وتزوره الأحزان بين وقت وآخر، لا بد أن ندرك أن هذه طبيعة الإنسان، ولنتذكر قوله تعالى «لقد خلقنا الإنسان في كبد».

وما نصل له أننا جميعاً يجب أن نحصّن أنفسنا ونحاول أن نحميها من الوقوع بمثل تلك الآلام النفسية القاسية التي قد تسبّب أذىً لنا، يجب أن نوطّن هذه النفس ونعلّمها أن ما يصيبها وما تتعرّض له في مسيرة الحياة، أمر اعتيادي والجميع يخضع له بطريقة أو أخرى. عندما نطعم ونوطن أنفسنا على الاستعداد لمثل هذه الهموم الحياتية، فنحن في الحقيقة نكون قد أيقظنا عملاقاً كبيراً داخل هذه النفس وهو الأمل، نكون قد منحناه القوة الحقيقية في مواجهة أية صعاب حياتية قد تواجهنا..

لنقوِّ الأمل بالله، ولنُحسِنِ التفاؤل في الحياة.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.