3

:: السفهاء عندما يزعمون أنهم دعاة ::

   
 

التاريخ : 04/04/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 991

 


 

 

 

لا يعلم البعض من الناس أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح قولاً وفعلاً، وليست كلمات تقال وشعارات يتم ترديدها وفق مناسبات محددة، ونلتمس لهذا البعض العذرَ، خصوصاً إذا كان بعيداً عن الإسلام ولا يعتنقه أو لا يعرف المجتمعات الإسلامية العفوية الحقيقية نظراً إلى أنه يعيش في مجتمعات بعيدة، ويقتات على معلومات عن ديننا الحنيف تبثها وسائل إعلامهم، وفي كثير من الأحيان لا تكون دقيقة.

أقول: إننا نلتمس لهؤلاء العذر، ونلوم أنفسنا أفراداً ومؤسساتٍ على الغياب وعدم توضيح الصورة الحقيقية لهذا الدين العظيم.

لكن ما قولكم عندما تجدون البعض من المسلمين ممن يحسب أن دينه يقوم على الإجبار وأخذ الناس بقوة وإلزام كل إنسان باعتناقه؟ لكن قبل هذا لنسأل لماذا وجدت مثل هذه القناعة بأن هذا هو ديننا وهذه طريقة مسيرته؟

لعلّنا جميعاً نتّفق على سبب جوهري وأوضح، ولا يحتاج إلى أي تعب أو إرهاق في البحث والتّقصّي، وهو أن مثل هذه الآراء الضبابية ضد ديننا الإسلامي مردُّها الأساسي والأصلي يعود إلى ما نتج عن جمعيات وتيارات تتّخذ من هذا الدين غنيمة، فتوظفه ليكون شعاراً لها، وهي أبعد ما تكون عنه وعن روحه، فالقتل انتشر لأن جماعات العنف والإرهاب تمارسه، وحتى تضفي شرعية على أعمالها الدنيئة الإجرامية تكذب وتزعم أنها من الإسلام.
هذا واقع مع الأسف موجود في عالمنا العربي والإسلامي، شوّهت جماعات الإسلام السياسي كل قيمة حقيقية لهذا الدين الحنيف وقيمه وعمقه وإنسانيته، وتصدّى لمهمّة تبليغ رسالته والدعوة له فئات أبعد ما تكون عن الإنسانية والطيبة والحكمة والمعرفة والعلم بجوانب العظمة في إسلامنا.

قرأت قبل فترة من الزمن كلمات كتبها أحد الصحافيين يعيش في إحدى البلاد الإسلامية قال: «رافقت مجموعة يسمّون أنفسَهم دعاةً، في رحلة نظمتها جمعية إسلامية، قبل سنوات عدة في منطقة نائية من أفريقيا، ففوجئت بقسوتهم مع الناس، وخصوصاً النساء، كلماتهم كانت حادة وجافة لا لين فيها ولا ترغيب، لقد شاهدت أطفالاً يرتدون في أعناقهم تعويذات، فيقوم هؤلاء وبقسوة بقطعها من رقاب الصغار بعنف وتأفّف وإلقاء تُهم الجهل عليهم».

في هذا السياق تذكرت قوله تعالى: (ادْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). هذه هي مصيبتنا الكبرى، أن يقوم أنصاف المتعلمين بصناعة الكذبة بأنهم دعاةٌ وأناسٌ متميزون بتديّنهم، ثم يمارسون أعمالاً لا تمتّ لديننا بأي صلة، فيقال: هذا هو الإسلام. أما من ستذهله كلماتي، فأحيله إلى تويتر، ليتصفحه جيداً.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.