3

:: كيف تُوقف شخصاً يريد الموت؟ ::

   
 

التاريخ : 06/03/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1154

 


 

 

 

لم يعد خافياً أن التغلب على المتطرفين والإرهابيين بات اليوم مسألة وقت، فقد عرفت وسائلهم وأساليبهم الدنيئة، ولذلك فقد افتقدوا عنصر المفاجأة التي كانوا سابقاً يجيدون توظيفها، فيحدثون ضجيجاً يستغلونه ويسخرونه لخدمة أهدافهم والتغرير بكثير من الأبرياء.

الوضع اليوم تغير تماماً، وبات هناك وعي ينتشر ويتّسع كل يوم، إن هؤلاء أعداء للحياة، وإن من يدعمهم ويتبنى أجندتهم يحمي أطفاله وأبناءه منهم، بل وصل الحال أن نسمع من يلقي خطبه ملتهبة بالكراهية ضد الغرب وأمريكا، ويشاء القدر أن يرسل ابنه أو ابنته للالتحاق في كبرى الجامعات الغربية لمواصلة تعليمهم.

وبما أننا نتحدث عن التناقضات الصارخة في خطاب الإسلام المختطف أو ما يعرف بالإسلام السياسي، أتذكر قصة روتها لي قبل فترة من الزمن إحدى الصديقات من دولة خليجية، تقول: إن شقيقها استمع في يوم لخطبة جمعة، خصصها الخطيب المُفوَّه للحديث عن أمريكا، وأننا يجب أن نقاطع المنتجات الأمريكية، ولكن كيف تتم هذه المقاطعة، أخذ هذا الخطيب يشرح للمستمعين شروط المقاطعة بأنها شاملة وعامة، وتتمثل في عدم شراء أي مستلزمات من الصناعة الأمريكية، سواء كانت أدوية أو معدات أو أجهزة أو سيارات أو حتى أغذية، وذهب يؤكد أن هذه المقاطعة ستؤثر في الاقتصاد الأمريكي، بل قد تؤدي لانهيارهم اقتصادياً، لذا حثَّ الناس على سرعة البدء ونصر دين الله، والغريب في الأمر أنه عند خروجه من باب المسجد ركب سيارة صناعة أمريكية، وليس هذا وحسب، بل كانت آخر موديل.

هذه التناقضات باتت معروفة عن كل من يتاجر بالدين، ويستخدمه لنصرة قضاياه الشخصية ورغباته ونزواته، لذا دوماً أول طريقة يمكن محاربة الإرهابيين بها هي زيادة وعي المجتمعات بأكاذيبهم وخططهم وطموحاتهم.

المشكلة دوماً في هذا السياق تكمن في ثلّة من المغرَّر بهم ممن تمّ غسلُ أدمغتهم، وبأن طريقهم نحو النعيم وجنات الخلد لا تأتي إلا بتفجير أنفسهم وقتل أبرياء من الأطفال والنساء. هؤلاء المرضى مَن الذي يوقفهم ويُبلغهم بفداحة الخطأ الذي يرتكبونه؟ لذا دوماً أعود وأؤكد أن مكافحة الإرهاب تتطلب حزمة من الإجراءات، في مقدمتها تجفيف منابعه الفكرية بالقضاء على أي من مدارسه والمتعاطفين معه، ثم تجفيف منابع الدعم المالي الذي يتلقاه، وأيضاً القضاء على مواقع في شبكة الإنترنت تعتبر صوتاً له وداعماً إعلامياً له، ولا ننسى تكثيف الجرعات المعرفية للمجتمعات، ونشر قيم الإسلام الصحيح النقي، إسلام التسامح، دين رسولنا الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.