3

:: الإبداع مشاع.. لكن هل من خطة؟! ::

   
 

التاريخ : 23/02/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1209

 


 

إن رسم خريطة فكرية يستدل عليها الكاتب أو المؤلف خلال مسيرته الحياتية، شىء مهم لمتابعة طريقه نحو التميز الأدبي بطريقة أكثر عمقاً، وذكاءً، تلك الخريطة يستطيع أي كاتب أو أي مؤلف أن يدونها منذ بداياته.

ربما تبدو تلك الفكرة جنونية في زمن التطور والإنترنت، فبكبسة زر يستطيع أي شخص الحصول على ما يريده من معلومات، ولكن الوضع هذا يختلف، فالحصول على أي معلومات بطريقة عشوائية في أي وقت، سوف توفره لنا الشبكة الأخطبوطية في لمح البصر، ولكن رسم تلك الخارطة، بكل ما فيها من خطوط وعرة وطرقات وإشارات وعبارات نستدل بها على الكتب الجيدة التي يمكن لنا أن نقرأها ويمكن أن ترفع من مستوانا الفكري، وربما تسهم في إعطائنا قفزات كبيرة، قد تضيف لنا فوق أعمارنا الفكرية أعماراً أخرى.

قد يستهين بعض الأدباء بهذا الموضوع، من هنا نجد الاختلاف، فمن ساهم في رسم طريق مثل هذا مع اختلاف القراءات والمنهج والأسلوب والطريقة التي اتبعها، فقد رفع من قيمة مستواه الفكري بسرعة مطلقة، وساهم من حصيلته الفكرية على جميع المستويات.

نجد بعض المؤلفين الشباب في سن صغيرة، ولكنه استطاع أن يدرك ويرسم في عقليته فكرة واعية ومخططاً وهو يسير في أي مكتبة، أو معرض للكتاب أو حتى عندما يفتح موقعاً لتحميل الكتب، وخاصة في المرحلة التأسيسية للكتابة المبتدئة، فتلك الأساسيات تسهم كثيراً في بناء قاعدة جيدة، وحصيلة فكرية، يستطيع الكاتب أن يبدأ بها مشروعه الكتابي، ومن ثم تطور تلك الحصيلة بالقراءة والتواصل والاطلاع، واختيار ما يناسب ميوله الثقافية وطبيعته الاجتماعية واتجاهاته الكتابية والفكرية. في حين أن هناك بعض المؤلفين ممن بلغ بهم السن عتياً لا يستطيع بعد فترة تحديد ماذا يريد؟ وكيف يطور من نفسه، وهو لا يزال يدور في دوامة القديم والمصطلحات الفكرية التقليدية؟ هذا موضوع ليس عيباً، ولكن الأمر الذي يمكن أن نتخذه أمراً معيباً هو الشخصية الجامدة والروتينية التي ترفض التغير وعدم التأقلم مع الواقع والتطور، وترفض كل شيء جديد.

توجد مقولة شهيرة تحمل هذه الدلالات تقول: "بانتهائك من كتابة خطتك تكون قد نقلت الخطة من حيز اللاوجود إلى حيز الوجود". بل لنستمع للمقولة العميقة للكاتب الأمريكي نابليون هيل الذي عرف بكتبه العديدة التي تتحدث عن التنمية البشرية، إذ قال: "أي شيء يستطيع العقل البشري تخيله والإيمان به، يستطيع أيضاً تحقيقه". ولعل هذه المقولة تلخّص الهدف والقصد والغاية، إن ما تتطلع لتحقيقه وتتخيله، بات واقعاً وما عليك إلا ترجمته والعمل على نقله من حيز الخيال لحيز الواقع، لا أكثر ولا أقل. لذا فإن ما يدور في الذهن من خطط وأفكار يجب أن نعمل على ترجمته إلى واقع بالفعل والعمل، وهذه ليست مهمة شاقة.. ولنتذكر دوماً أن الإبداع مشاع للجميع ولكن هل يوجد لدينا خطة لتحقيقه؟.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.