3

:: حوار مع الكاتبة اللبنانية ميشلين حبيب ::

   
 

التاريخ : 16/02/2015

الكاتب : عبد القادر كعبان   عدد القراءات : 1325

 


 

من إعداد عبد القادر كعبان من الجزائر

 

ميشلين حبيب واحدة من الأصوات القصصية المتميزة اليوم حيث دخلت حلبة الكتابة بخطوات ثابتة من خلال اصدار باكورتها القصصية "لأننا على قيد الحياة" (2013)،

وهي جملة من القصص القصيرة جدا.

وبمناسبة  تعيينها كمندوبة في لبنان من قبل "الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا"

فتحنا معها الحوار الآتي:

 

 

·       لو طلبتُ من ميشلين حبيب أن تقدم نفسها.. ماذا ستقول للقارئ؟

أنا كاتبة تعشق الكتب وتقرأ ثم تقرأ؛ وأنا قارئة تعشق الكتب ثم تكتب وتكتب. ولا معنى لحياتي ان لم ألوّث الورق وأخلق عوالم وأطير الى أماكن وأخرق العقول وأنهب القلوب. 

 

·       ماذا أرادت أن تقول ميشلين حبيب من خلال مجموعتها القصصية "لأننا على قيد الحياة"؟

تناولت في مجموعتي الأمور الاجتماعية والإنسانية والحياتية بشكل عام وذلك كي أقول اننا على قيد الحياة فكفوا يا ظالمين عن معاملتنا وكأننا أموات تتحكمون بمصائرنا ولأذكر أولئك المظلومين أنهم على قيد الحياة وأنهم لا يزالون يملكون القوة الداخلية للانتفاض والتمرد على الظالم. هناك سخرية قاسية في المجموعة تعكس الظلم اللاحق بالناس بخاصة في مجتمعاتنا العربية وأيضاً الظلم الذي يلحقه الإنسان بأخيه الإنسان وبنفسه.

 

·       أنت من لبنان.. حدثينا عن الحركة الثقافية في هذا البلد الشقيق؟

على الرغم من كل ما تعرّض ويتعرّض له لبنان من ظلم وقهر فإن الحركة الثقافية فيه قائمة بشكل حيوي وقوي ويظهر ذلك في حركة المسرح والبرامج الثقافية التلفزيونية والإذاعية كذلك في غزارة الإصدارات الجديدة والجوائز الأدبية بالإضافة إلى الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية بالإضافة إلى إنشاء جامعات جديدة. هناك أيضاً المتاحف والمهرجانات الثقافية والفنية التي تستضيف فنانين عالميين ومعارض الكتب بخاصة معرض الكتاب الفرانكفوني في بيروت ومعرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي يقوم سنوياً في شهر كانون الأول حيث يستضيف أدباء عالميين ودور نشر عربية وعالمية. هناك دائماً حدثٌ ثقافيٌّ نستطيع أن نذهب إليه في أي يوم من الأسبوع في لبنان وهذا أمر رائع ومشجّع ومنعش ثقافياً.

 

·       مؤخرا عينتك "الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا" كمندوبة في لبنان، فما تعليقك؟

أولاً من الجيد والمفرح معاً أن هناك رابطة عربية للقصة القصيرة جداً تعتني بهذا الجنس الأدبي وتدعمه. وأود أن أنوّه أن الرابطة تعمل بجهد برئاسة الدكتور جميل حمداوي، وهو كاتب وباحث وناقد أدبي، على الارتقاء بهذا الجنس الأدبي إلى مستوى عال وتعمل على حمايته من الشوائب. ثانياً، سررت جداً بتعييني مندوبة للقصة القصيرة جداً في لبنان بخاصة أن لبنان لم يكن معروفاً لديهم من ناحية كتابة هذا الجنس الأدبي.

 

·       ما هي معايير القصة القصيرة جدا في رأيك؟

التكثيف، العمق، المفارقة بخاصة في النهاية التي يجب أن تصدم القارئ وتدهشه فتجعله يفكر ويحلل ويتفاعل ويغوص في ذلك النص القصير بحيث تبقى القصة بقصرها في ذهنه لا تفارقه. وعندما تستوطن القصة القصيرة جداً فكر القارئ وذهنه وعواطفه تكون قد نجحت وحققت هدفها.

 

·       هل يمكن للقصص القصيرة جدا أن تخلق عمقا أدبيا كجنس مستقل بذاته؟

لا شك في ذلك. فالنص الجيد هو جيد بغض النظر عن طوله أو قصره وإنما قيمته الأدبية هي التي تفرض نفسها على الساحة الأدبية والفكرية وعلى القارئ.

 

·       في الشبكة العنكبوتية تنتشر التجارب القصصية القصيرة جدا التي تفتقر الى الإبداع، ألا يسيء ذلك الى المشهد الأدبي بشكل عام؟

بكل تأكيد، فهي تضلل الناس كما أنها تسيء إلى خط ونهج القصة القصيرة جداً. وهذا أحد أسباب إنشاء الرابطة العربية للقصة القصيرة جداً والتي تعمل الآن على غربلة نصوص القصة القصيرة جداً الموجودة في الساحة الأدبية ووضع معايير معينة تقيّم بحسبها النص الجيد وغير الجيد. كثيراً ما يخلط من يكتب أو يقرأ بين الخاطرة والقطعة الشعرية والقصة القصيرة جداً. يجب أن تستوفي القصة القصيرة جداً عناصر القصة الأساسية. ثم إن قطعة شعرية أو خاطرة لا تعد قصة قصيرة جداً أبداً؛ يمكن أن تتضمن القصة القصيرة جداً شاعرية معينة لكن لا يمكن اعتبار الشعر ولا الخاطرة قصة قصيرة جداً.

 

·       حركة النقد اليوم تنحاز للأسماء المعروفة عموما دون مواكبة كتابات وطموحات الشباب الذين يحملون هم التجديد والتطوير، فلماذا لا يقوم المبدعون أنفسهم بعملية التنظير والنقد؟

أو لماذا لا يتوقف النقاد عن ذلك الانحياز ويقومون بمواكبة أعمال الشباب وغيرهم ممن يقدمون أعمالاً جديدة. إن النقاد بموقفهم ذاك يسيئون إلى الأدب أكثر مما يخدمونه إذ أن الحركة الأدبية لم تكن حركة راكدة في أي زمن أو عصر كان، لذلك تملك البشرية الكثير من النتاج الفكري والأدبي فإن كانوا يهتمون أو يحرصون على تقديم أدب جيد ومهم فعليهم الالتفات إلى النتاج الأدبي الشبابي المعاصر والجديد. أما بالنسبة للمبدعين الجدد أرى أنه بإمكانهم تقييم أعمال نظرائهم إذ يمكن لذلك أن يشكل حافزاً على تقديم الأفضل.

 

·       لك تجربة في كتابة قصص الأطفال، حدثينا عن هذه التجربة بإختصار؟

الكتابة للأطفال تجربة ممتعة ومميزة تختلف عن أي تجربة أخرى، وهو عالم أعشقه وأرتاح فيه وأتمنى أن أنقل إلى الأطفال أجمل ما في هذا الأدب لأنه جميل مثلهم فهم يستحقون الأفضل من الخلق والأبداع لأنهم يفهمونه ويتفاعلون معه جيداً. فالأطفال أفضل وأجمل الشعراء. كتبت سلسلة تعليمية باللغة الإنكليزية تتألف من 23 كتاباً لأطفال الروضة قمت بنشر البعض منها بنفسي؛ وهناك قصص للأطفال كتبتها باللغتين العربية والإنكليزية لكنها لم تنشر بعد. لم أجد الدار المناسبة لنشرها خاصة تلك التي باللغة الإنكليزية. لا أعلم لماذا  تتردد دور النشر عندنا في نشر النصوص الإنكليزية.

 

·       هل يمكن كتابة قصص قصيرة جدا للطفل؟

قصص الأطفال بحد ذاتها قصيرة نظراً لعمر الطفل وقدرته على الاستيعاب وكذلك قصر مدة الانتباه لديه. ذلك ممكن طبعاً لكن للناشئة.

 

·       ماذا تكتبين حالياً؟

أنا حالياً بصدد كتابة مجموعة جديدة من القصص القصيرة جداً وأحضّر لنشر مجموعة من النصوص النثرية الوجدانية والتي هي أقرب إلى قصائد حرة كما أعمل على مجموعة من القصص القصيرة، لكن الترجمة أخذت حيزاً مهماً من وقتي هذا العام.

 

·       كلمة ختامية ترغبين في قولها للقراء؟

أشكر قرائي بشكل خاص وكل من تواصل معي وتفاعل مع نصوصي وكتاباتي بعامة. ولأولئك الذين لا يعرفون القصة القصيرة جداً، أتمنى أن يتعرّفوا على هذا الجنس الأدبي وانتقاء الأفضل منه وعدم الوقوع في شرك النصوص السخيفة. جميل التعرف على هذا النوع الأدبي الجديد والأجمل هو الاستسلام إلى النص الأدبي الحقيقي الذي بين أيدينا بشكل عام فليس هناك أجمل وألذ من متعة القراءة والتلذذ بالأدب الذي هو وحده قادر على إشباع وإرضاء ذاك التوق إلى الجمال الموجود في داخلنا.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.