3

:: ليس المطلوب حبكم.. وإنما الموضوعية ::

   
 

التاريخ : 13/02/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1150

 


 

 

نشاهد جميعنا كل هذا الكمّ الهائل من الشائعات والأكاذيب التي تُنشر يومياً على مواقع مختلفة في شبكة الإنترنت، وتجد مثل هذه الأكاذيب طريقها نحو بعض وكالات الأنباء التي يفترض فيها تحرّي الدقة والموضوعية، بل وتتفاعل معها حتى بعض المنظمات العالمية، وعندما يتمّ اكتشاف الحقيقة، وأن كل ما تمّ ترويجه مجرّد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فإن كل الذي يحدث صمتٌ وتجاهلٌ، لا أحد يعود لتصحيح الخطأ والتنويه، خصوصاً إذا تحدثنا عن جهات رسمية، فهي لا تكلّف نفسها عناء الاعتذار والتراجع عن مزاعمها أو مساهمتها في الترويج لأكاذيبَ لا أساس لها من الصحة.

يخيّل لك في أحيان أن بعض المنظمات العالمية، وعلى وجه الخصوص تلك التي أخذت على عاتقها رفع شعار حقوق الإنسان، أُنشِئَت لتكون أداة ووسيلة لترهيب دول ومجتمعات معينة، وأقصد بالترهيب الضغط السياسي، أو الضغط للحصول على تسهيلات معينة في مجال محدّد.. والأمثلة لدينا كثيرة وواضحة.

رغم أن بلادنا تعيش نعمة قلما تجدها في أي بقعة من بقاع العالم، ورغم سبْقنا وعُلُوّ مكانتنا على سلّم قياسات الشفافية والسعادة والرفاه الاجتماعي والصحة، أقول إنه على الرغم من كل هذه المعطيات التي تؤكدها أرقام لا تكذَّب، فإنه يحدث تزوير مهول وكبير غير مبرّر، ونشاهد أنباء غير صحيحة وغير موضوعية إطلاقاً يتم ترديدها دوماً وهي تفتقر للحقيقة، يتورّط في هذه الفعل أفرادٌ لم يزوروا بلادنا، ولم يقرأوا عنها أي شيء، وليس لديهم سوى العاطفة تجاه أناس يتّفقون معهم في الإيديولوجيا والهدف والتوجُّه.

وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً عميقاً حول ما الذي يحرك البعض لتوجيه سهام النقد؟ هل هي أحقاد للمنجزات والحسد لكل هذا النعيم وأولها نعمة الأمن التي كما هو معروف أعظم النعم على البشرية قاطبة؟ فهل هؤلاء ساءهم كل هذا الاستقرار والخير والسعادة؟ يعتقد البعض من هؤلاء أنه من أجل أن يقول كلمة الحق يجب أن يحبنا أو تكون هذه البلاد كريمة معه في عطايا دون وجه حق، وهذه الفئات المفلسة تعلم أنها إن اقتربت من جوهر وحقيقة ضوء مبهر هو تطور بلادنا فسوف يحرقهم، لم ولن يكون المطلوب من أي إنسان وضع تحت اسمه صفة (مراقب مجتمعي) أو (متابع سياسي) أو (خبير في شؤون الخليج) أو أي مسمى.. ليس المطلوب أن تحبنا لكي تقول الحقيقة.. المطلوب دوماً الموضوعية فقط.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.