3

:: النخبة عندما تسقط ::

   
 

التاريخ : 08/02/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1057

 



 

 

تستغرب كثيراً أن تتورط نخب علمية أو ثقافية أو إعلامية في خطاب خاطئ تماماً، أو تردد أخباراً لا تمتُّ للواقع بأدنى صلة، أو تتبنى آراءً ومواقفَ دون التأكد من خلفياتها وممّن يقف وراءها. ومكمن الاستغراب من هذا التورط أن النخب في أي مجتمع يفترض بها التقصّي والبحث لا بل المسؤولية، فتجدها مستقلة بوجهات نظرها التي تقوم ببنائها على الحقائق.

في عالم اليوم لم تعد وسائل البحث مضنية أو شاقة، وكما يقال ـ الله يخلي لنا العم «غوغل»، الذي من خلاله يمكنك البحث ومعرفة تفاصيل أي معلومة، ليس هذا فحسب بل يمكنك زيارة موقع الجهة المسؤولة نفسها ومراسلتها والتأكد من مصدر المعلومات لإثبات صحتها من عدمه.

أسوق هذه الكلمات لأنني أشاهد وأقرأ مثلكم تماماً على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء أدبية أو أسماء معروفة في مجتمعاتها تردد وتعيد التغريد، وقد تقوم بإضافة تعليق على بعض القضايا الخليجية والإماراتية، دون التأكد من صحتها أو من مصداقية مصدر هذه المعلومات.

وفي الحقيقة فإن هذا الجانب ملموس، سواء بحسن نية من تلك الأسماء أو بسوء نية، وعندما أقول بسوء نية فهذا ليس تجنياً على الواقع، بل إن الواقع يرفد قولي ويدعمه. أحد تلك الأسماء كتب معلقاً على خبر يتحدث عن عجز هائل تعانيه الدول النفطية الخليجية، قال: «لديهم سوء في إدارة هذه الثروة.. إلخ». سألته هل سبق لك زيارة الإمارات؟ فأجاب: لا.. هل تتابع أخبار الإمارات؟ فأجاب ليس لدي وقت.. فقلت له: إذن على أي أساس كتبت ما كتبت؟ هل تعلم أن دولة الإمارات تُعَدُّ واحدة من أكثر دول العالم نمواً وقوة اقتصادية؟ هل تعلم أن الإمارات يعد شعبها من أسعد شعوب العالم قاطبة؟ ما المعايير أو الأسس التي على ضوئها كتبتَ ما كتبت؟!. وطلبت منه أن يزور مواقع منظمات دولية محايدة تماماً ليتعرّف إلى الحقائق بلغة الأرقام، لكن كان ردّه سلبياً تماماً وبعيداً عن الواقع والموضوعية.

أمثال هؤلاء بلادهم أنهكتها مطاحن الأحزاب والتقاتل على المناصب، فلا تنمية ولا اقتصاد، بلد مثقل بالديون، ويأتي يتحدث عن الآخرين بسلبية معتقداً أنهم مثله..
هذا وأمثاله لا تحركهم الموضوعية ولا الإنصاف، بقدر ما تدفعهم أجندتهم في رؤية دول عالمنا كافة تعيش في فوضى ودمار، هذا وأمثاله يعيشون بواقع من الأكاذيب، هم نخب متواضعة في مجتمعات متدنية من الجوانب كافة ومنها قلّة المعرفة والفقر في الموضوعية.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.