3

:: هيئات حقوق الإنسان فريسة للتضليل! ::

   
 

التاريخ : 28/01/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1042

 


 

 

 

أستغرب فعلاً وبشكل كبير، عندما أقرأ عن منظمة دولية حقوقية ترخي سمعها وتهبط لمستوىً متدنٍّ خلال جمعها المعلومات عن بلد ما، ثم تقوم بناء على تلك المعلومات الخاطئة بإصدار بيان تهاجم فيه هذا البلد أو ذاك دون سند حقيقي أو نقل للواقع بشكل متجرد، هذه الممارسة تذكرني دوماً بحالة نعيشها في منطقتنا مع بعض إخوتنا العرب، خاصةً ممن يعيشون في إحدى الدول الأوروبية عندما تسمعهم، يسمُّون أنفسهم معلّقين أو سياسيين، يتحدثون وينتقدون بلاداً متطورة وتعيش نهضة حضارية مميزة بل تجاوز بلدهم الأم في كافة الجوانب، ينتقدون سياستها الاقتصادية ويقللون من منجزاتها التعليمية ويشككون في الرعاية الصحية ويزعمون عدم وجود مظلة ورعاية اجتماعية. والمشكلة الحقيقية أن وطنهم وبلادهم ترزح في أتون الفقر والحاجة وتزايد أعداد البطالة وتدهور اقتصادي وتفشّ في معدلات الفساد الإداري وارتفاع لأرقام الجريمة. وأمثال هؤلاء الذين يسمون أنفسهم محللين سياسيين أو اقتصاديين نشاهدهم يومياً على مختلف الفضائيات التي هي أشبه بأبواق من الكذب والصراخ لا أكثر ولا أقل، بعيدةً عن المصداقية وعن فنون الإعلام الراقي ومدرسة الإعلام المحملة بالمبادئ والقيم.

هذه الفئات ما الذي تستند إليه، خصوصاً إذا بدأت تحاول التجني على الحقيقة الماثلة أمام الجميع، عندما يتناول الشأن الاقتصادي ويقلل من قيمة السياسات الناجحة بينما مؤسسات وهيئات دولية تمتدح وتصدر تقاريرها السنوية الموثقة بلغة الأرقام، وهو يغالط نفسه ويغالط الحقائق، ليس هذا وحسب إنما يزيف ويلوي الحقائق. هؤلاء هم الذين يغذّون المنظمات الحقوقية بالكذب والزيف والتهويل، وهم الذين يصنعون المادة السامة التي تبثّها هذه المنظمات ضدنا في كثير من الأحيان.

سأضرب مثالاً، عندما يظهر واحد ممن يسمّون أنفسهم متابعين للشأن الخليجي، أو محللين للشأن الخليجي ويبدأ يتحدث عن حقوق الإنسان وفي ثنايا حديثة يعطي مثالاً بوضع العمالة الآسيوية وأنها مظلومة في بلادنا، ويتجنّب الحديث تماماً عن بلد آخر صدرت نداءات عن وضعٍ مزرٍ للعمالة التي تشيّد مشاريعها، ونعلم لماذا يتجنّب الحديث عنها لأنه وببساطة يقيم ويعمل فيها، بل هو يتجنب الحديث عن وطنه الأم وسجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان. بينما هذا وأمثاله يتجاهلون إعلان سفير دولة آسيوية أن مواطنيه الذين يقضون أحكاماً بالحبس لدينا رفضوا أن يعودوا لبلادهم لإكمال محكوميتهم وفضلوا قضاءها هنا في الإمارات لأن السجون أفضل من بلدهم في جوانب عدة، والذي أعلن هذا هو سفير نفس البلد بمعنى ليست منظمة خارجية ولا داخلية، بل هو ابن جلدتهم وهو المسؤول المكلف بحماية جاليته والسهر على خدمتهم. ثم يأتي من يدعي أنه محلل سياسي ويحاول أن يقلل من مبادئنا العربية الأصيلة وقيمنا الإسلامية الخالدة. أمثال هؤلاء ليتهم يتحدثون عنا بالصدق ويكونوا أكثر أمانة في نقل المعلومات للمنظمات الحقوقية الدولية. أيضاً ليتهم يتحدثون عن التدهور الاقتصادي والفقر المتفاقم وسوء الأحوال المعيشية في بلدهم بدلاً من محاولة النيل من وطن يتربع وباعتزاز في صدارة الدول في الشفافية وقوة الاقتصاد. وطن يتربع في المركز الأول في كونه الأفضل من حيث السياحة والراحة والعدالة وحرية العمل.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.