3

:: ما قل ودل عن مغامرة نتنياهو الأخيرة ::

   
 

التاريخ : 19/01/2015

الكاتب : نبيل عودة   عدد القراءات : 1323

 


 

 

 

لم أتفاجأ من المغامرة العسكرية أمس (18-01-2015) لحكومة نتنياهو ضد حزب الله، كنت أتوقع ان احتدام المعركة الانتخابية في إسرائيل سيدفع هذه الحكومة الفاقدة لتوازنها السياسي الى مغامرة عسكرية جديدة في سوريا يعزّز فيها نتنياهو "شخصيته الأمنية" حتى على حساب سقوط ضحايا من المدنيين او العسكريين الإسرائيليين، وتُبرزه كسياسي "قوي وصلب" في مواجهة التّحديات السياسية لدولة إسرائيل.

المفاجأة هو اختيار دورية لا تشكل خطرا عسكريا مثل قوافل الصواريخ مثلا. حزب الله في سوريا يقاتل ضد داعش أساسا. هل إسرائيل خائفة من قتاله لداعش؟ ألا يخدم هذا القتال ضد داعش مصالح الأمن الإسرائيلي، وأمن الشرق الأوسط على المدى البعيد؟

ما الدافع لنتنياهو لهذه المغامرة التي لا احد يعرف النتائج المترتبة عليها؟

فقط الأغبياء يظنون ان إسرائيل سجلت هدف الفوز وانتهت اللعبة.

هل تعريض امن المواطنين في الشمال وخلق توتر أمنيٍّ مُكْلِفٍ جدا ومُقْلِقٍ للمواطنين داخل الخط الأخضر هو ضمن التفكير السياسي السليم؟  

أليست هذه إشارة الى فقدان الوعي لحكومة فقدت أي حق لها، سياسي او اجتماعي بمواصلة قيادة شعبها من أزمة الى أزمة؟

هل تظن انها بذلك ستسقط التسونامي العالمي المنتظر بعد الانتخابات بفرض معظم دول العام لعقوبات اقتصادية ومقاطعة على إسرائيل نتيجة سياستها الاحتلالية؟

حتى جنرال سابق (غالنت) الذي كان مرشّحا لمنصب قائد الأركان للجيش الإسرائيلي، لمّح الى علاقة المغامرة العسكرية لحكومة نتنياهو بالمعركة الانتخابية داخل إسرائيل.

الآن ستقول أميركا ان إسرائيل تدافع عن نفسها.. الإسطوانة المملة التقليدية. تدافع عن نفسها من حزب يقاتل حاليا ضمن قوة دولية لها هدف تصفية تنظيم إرهابي يشكل خطرا على الشرق الوسط والعالم كله. تماما كما دافعت عن حق إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزّة بحجة انها تواجه صواريح حماس.. طبعا غزة غير محاصرة، بحصار أسوأ ألف مرة من الاحتلال المباشر، وسكانها ما شاء الله العالم مفتوح امامهم وهوايتهم إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تزوّدهم بالنفط والغاز والطعام!!

لا يوجد حصار الا في عقول الفلسطينيين.

إسرائيل تدافع عن نفسها ضد السلطة الفلسطينية التي ذهبت الى المحكمة الدولية في هاج.. بعد ان تبين ان إسرائيل لن تتحرك عن مواقفها الاحتلالية والاستيطانية.. ابو مازن ليس رجل سلام لأنه لا يعترف بحق إسرائيل باستيطان كل فلسطين، وحقها ان تمارس القتل اليومي ضد الانسان الفلسطيني وضد أشجاره المثمرة، وان تصادر ما يحلو لها من أراض، وان تبني الأسوار العازلة التي حولت البلدات الفلسطينية الى شبة سجون كبيرة. كذلك يصرُّ ابو مازن ان لا يعترف بيهودية الدولة وإسقاط حق حتى المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل من أي حقوق قومية.

المقلق ان دولا عديدة لا يمكن اتّهامها بالغباء تتصرف وكان الجميع على ضلال الا حكومة إسرائيل. المقلق اكثر ان عالمنا العربي صامت صمت أهل القبور، لا ينبس ببنت شفة لجعل المواقف المعادية للشعب الفلسطيني التي تغرّد بها واشنطن وكندا وقبيلة ميكرونيزيا العظمى تكون اكثر حذرا وتوازنا ولا أقول تخرسها.

سلسلة تصرفات إسرائيلية وتغطية من دولة عظمى وملحقاتها، لا يمكن الا ان تكون مركبا كارثيا لكل الشرق الوسط، لا أتجاهل ان تنتقل المواجهات مع حزب الله او تنظيمات أخرى الى خارج منطقة الشرق الوسط بعد المغامرة الأخيرة بقتل قادة من حزب الله.

عندها سينطلق الصراخ عن اللاسامية التي تزداد انتشارا في العالم... طبعا إسرائيل المسالمة لم ترتكب أي حماقة!!

إسرائيل الرسمية، وسائر المعلقين السياسين والأمنيين يعترفون ان حزب الله (وايران ايضا) غير معني بحرب ضد إسرائيل، لماذا هذا الجنون لدفعه لرد الفعل؟

إسقاط هذه الحكومة المغامرة ليس مصلحة للمواطنين الإسرائيليين فقط، بل مصلحة دولية لأمن الشرق الأوسط خاصة والعالم كله عامة!!

nabiloudeh@gmail.com

 

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.