3

:: كيف تحظى براحة البال؟ قصّة تحفيزية ::

   
 

التاريخ : 02/12/2014

الكاتب : ترجمة حسيب شحادة   عدد القراءات : 1328

 


 

 

 

ذات يوم كان رجل تقي وتلامذته في طريقهم إلى قرية مجاورة. عندما وصلوا بحيرة صغيرة، قال رجل البرّ والتقوى: “كنا قد سافرنا مدّة من الزمن وعلينا جميعا أن نستريح قليلا”. ثم طلب من أحد تلامذته جلب بعض الماء للشرب من البحيرة. راح التلميذ إلى البحيرة وعندما انحنى لنشل بعض الماء، عبر البحيرة مركبٌ ممّا أدّى إلى توحيل الماء وغدا غيرَ صالح للشرب. هكذا عاد التلميذ إلى الرجل الصالح وقال له: يا سيّدي، أصبح الماء موحلا في أعقاب مرور مركب ولم يعد صالحا للشرب. طلب الرجل الورع من التلميذ أن يستريح هو أيضًا قليلا. بعد دقائقَ قليلة، طلب الرجل التقي من نفس التلميذ أن يعود إلى البحيرة لإحضار بعض الماء للشرب. ذهب التلميذ إلى البحيرة وأضاء الفرحُ وجهَه عندما رأى الماء صافيا تماما. كان الوحل قد رسب وأضحى الماء صالحا للشرب. وهكذا ملأ التلميذ قِدرا بالماء وأخذها إلى الرجل التقي.

نظر الرجل التقي، وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة، على الماء الصافي في القدر ثم ألقى نظرة نحو التلميذ وقال: “ماذا فعلت لجعل الماء الموحل نقيا؟ إنّك انتظرت فقط.. إنّك أمهلت الماء الموحل بعضَ الوقت ليعود إلى طبيعته الأصلية”. نفس الشيء بالنسبة لعقل الإنسان. عندما يكون العقل مشوّشا بسبب قضية ما علينا التمهّل قليلا. إنّ الأمر سيهدأ ويستقرّ بنفسه. لا ينبغي أن تقوم بأيّ جهد للتهدئة. كل ما عليك أن تقوم به هو أن تدع الأمور تسير على عواهنها، بلا مجهود.  

 

مغزى القصّة

التمتّع براحة البال أو استعادتها مهمّة بلا مجهود. عندما يكون فيك سلام داخلي فإنه يشعّ خارجًا بحيث يشعر به وبنعمه كلُّ المحيطين بك. بالضبط مثل الماء الموحل فإذا كان عقلنا غيرَ مستقرّ وهادىء فلا أحدَ يستطيع الاستفادة منه. إن كان العقل هادئًا ويعمل بسلام فإنّ كل من يُحيط بنا سينتفع منه بالضبط مثل الماء الصافي الذي أروى عطش الرجل الورع وتلامذته.

جامعة هلسنكي

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.