3

:: من يحسن الاستماع يحسن الحديث ::

   
 

التاريخ : 02/12/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1134

 


 

 

 

في اليوم الواحد تمر بنا كمية هائلة وكبيرة من المعلومات، وتبقى الطريقة التي نتعامل مع هذا الزخم المعلوماتي هي التي تحدد مدى الفائدة التي نجدها. مع الأسف الذي يحدث دوماً هو التجاهل، ليست هذه المعضلة رغم أثرها البالغ علينا وعلى كثير من قراراتنا الحياتية بل لها أثر مستقبلي، فنحن بممارسة «التطنيش» – إذا صحت الكلمة – نرتكب خطأ يتعلق بالفائدة والخبرة الحياتية، ذلك أننا نفوت على أنفسنا فائدة التعلم.

أعود لأقول إن هذه ليست هي المعضلة الكبيرة التي قد يكون لها أثر مباشر وآني قد يضر فعلاً بنا وبجودة تفكيرنا وبمخرجات قراراتنا المختلفة. لأن المشكلة هي من وجهة نظري تتعلق بالاستماع، وأقصد بطريقتنا في تلقّي المعلومات من الآخرين. من المؤكد أننا نستمع لهم لكننا مع الأسف لا نصغي ولا ننتبه ولا نولي كلماتهم العناية التي تستحقها، وتكبر مثل هذه القضية لتصبح سلوكاً يومياً مع الجميع داخل منازلنا، فلا نستمع لشكوى أطفالنا ولا نرخي السمع والانتباه لوجهات نظر زوجاتنا أو العكس بطبيعة الحال أن لا تنتبه الزوجة لكلمات الزوج وشريك الحياة.

أيضاً نحن لا نولي توجيهات مرؤوسينا في العمل العناية الكافية، نحن نسمعهم لكننا لا نستوعب أو نفهم الذي يرمون له، وهذا مكمن المشكلة وخيطها الأول. أبعاد هذه المشكلة تتعلق برغبتنا الدائمة في الحديث، نحن نحب أن تكون لنا الكلمة في المجلس وبين الناس فنتحدث ونكاد لا نصمت، نطرح الهموم ووجهات النظر لكننا كما نريد من الآخرين أن يستمعوا لنا ويصغوا لكلماتنا لا نعاملهم بالمثل فنولي كلماتهم العناية والاهتمام.

ما يحدث مع الأسف وبشكل دائم أننا جميعاً نتحدث وجميعنا أو معظمنا لا يصغي بل لا يفهم ولا يريد أن يفهم، نحن بهذه الممارسة فعلاً نضيع وقتنا فيما لا يفيد، وكذلك نجتر كلمات بعض، وقبل هذا وبعده نكرر الأخطاء فلا نستفيد من خبرة بعضنا البعض، ولا من تجارب بعضنا البعض.

توجد مقولة لا أعلم لمن: «من يحسن الاستماع يحسن الحديث». وأعتقد أن هذه المقولة صحيحة تماماً. فلنحاول أن نستفيد من بعض ومن تجارب وخبرات بعضنا البعض.

يقول الكاتب الأمريكي رالف والدو إيميرسون: «كل إنسان يتفوق علي في شيء ما، ولهذا علي أن أتعلم منه شيئاً».

فليكن لدينا حسٌّ قوي بالاستماع وأخذ الفائدة ممن يتحدث أمامنا ثم حسٌّ أقوى بالمسؤولية عند الحديث.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.