3

:: التعامل مع الانفعال ::

   
 

التاريخ : 28/11/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1022

 


 

 

 

       تتطلب بعض المواقف التي تمرّ بنا الكثير من الحكمة والصبر و«طولة البال» كما يقال، اندفاعنا لمعالجة الموقف الذي يحدث وبشكل مباشر قد لا يكون حكيماً في كل الأحوال، خصوصاً إذا كان الحدث استفزازياً ومثيراً للمشاعر الانفعالية.

ما يحدث في كثير من الأمور محاولاتنا التدخل والمعالجة بشكل متعجّل وسريع، وهذا خطأ أعتقد أن الكثيرين يقعون فيه بحسن نية. عندما تشاهد مشادّة بين صديقين وأنت طرف ثالث كصديق للاثنين، اندفاعك ومحاولاتك لحلّ خلافهما بشكل متعجّل وآنيّ قد يسبب تصدعاً لعلاقتك الأخوية بهما، فعندما تندفع للإصلاح وهم في ثورة الخلاف المحتدم ستقع بينهما في المنتصف، وكل واحد منهما سيحاول شدّك وكسب تعاطفك معه، ولن تستطيع الإفلات لأنه ستوجه لك تساؤلات مباشرة من كل طرف منهما مثل: ألم تسمع؟.. هو الذي بدأ..

أو يقال لك أنت كنت جالساً وسمعت ماذا قال هل يرضيك؟ لذا فإن المطلوب في هذه المرحلة منك محاولة أن يصمت كل واحد منهما لا أكثر. بعد يوم أو يومين يمكنك البدء في محاول تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وأيضاً إظهار خطأ كل واحد منهما تجاه الآخر. بمثل هذه المعالجة ستكسب الطرفين أولاً، ثم إنك فعلاً ستسهم في عودة المياه إلى مجاريها، فضلاً عن درس لكل منهما قد يستفيد منه مستقبلاً.

ما يحدث دوماً في خلافاتنا أنها تبدأ صغيرة، وبسبب كلمة عفوية أو حديث عابر يتحوّل المجلس للصراخ والضجيج والأصوات المرتفعة، وتبدأ القلوب بالغليان، لأن الحاضرين لم يحسنوا التصرف بل مرة يقفون مع هذا الطرف، ومرة يقفون ضده. وهذا يسبب زيادة في الانفعال والتوتر.

وبالمناسبة، فإن المجالس النسائية ليست بمعزل عن مثل هذا الجنوح وعن مثل هذه الأحداث والانفعالات، وإن كانت نادرة ولا تصل للأيدي.

وفي كل الأحوال نحن بحاجة لدورات تدريبية في كيفية السيطرة على انفعالاتنا وكتم الغضب، وكيفية التعامل مع المؤثرات والاستفزازات المختلفة، لأننا في الواقع نتعرّض يومياً لسيل من مثل هذه المثيرات التي قد تجنح بالبعض، ولا يعرف كيف التعامل معها فتسوء الأمور. دورات في المدارس والجامعات خفيفة وسريعة تستخدم فيها أساليب حديثة، قد تسهم وتساعد في تخفيف أي احتقان قد يحدث، وستجنب الجميع أيَّ شرٍّ قد يقع نتيجة لقلة الخبرة في مثل هذه المواقف. وبالنتيجة فإن الانفعال لا عمر له أو مكان، لذا من المهم العمل على المزيد من التوعية والإرشاد في هذا المجال النفسي المهم.

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.