3

:: حقوق الإنسان عندما تعادي الحقيقة ::

   
 

التاريخ : 23/11/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1077

 



 

فوجئت كما أن العديد من الناس من المحيط إلى الخليج فوجئوا وصدموا تماماً مما ساقته منظمة العفو من كلمات عن حقوق الإنسان في الإمارات، ومردُّ هذه المفاجأة ليست الاستغراب مما جاء في بيان هذه المنظمة التي عرفنا وعهدنا بياناتها في الدفاع المستميت خصوصاً عن مجرمي الحرب والإرهابيين.

لن ألقي الكلمات جزافاً وسأسوق ما يثبت أن هذه المنظمة متجنية تماماً على الواقع وجانبت الصواب والحقيقة مع سبق الإصرار والترصد، لكن أولاً، لنتحدث عما تريده هذه المنظمة عندما تورد تقريرها وتستهدف بلادنا.

أولاً، هي تنطلق من التعالي والفوقية، فهي لا تحترم مؤسساتنا القضائية ولا الحقوقية، وهي أيضاً لا تنظر بأي تقدير إلى إجراءاتنا في التحقيق وتسلسل نظام حقوق المتّهم والمرافعات وغيرها، رغم أن هذه القوانين والأنظمة يستظلّ بها ملايين الناس من مختلف الألوان والجنسيات واللغات والديانات، ولم نسمع تذمّراً أو شكوى، بل الجميع تحت مظلّة القانون وفيصل العدالة، إذا صح التعبير، فإذا كانت هذه القوانين كفلت للإنسان العدالة وحققت له مبتغاه في الأمن وهو إنسان وافد غريب لا يتقن حتى اللغة العربية فكيف بابن البلد؟

هذا الإرث الإنساني الحقوقي لا تنظر إليه ولا تريده هذه المنظمة، فما الذي تريده بالضبط؟ سأقول لكم، إنها تريد أن نترك بلادنا مرتعاً للغوغاء كما يحدث الآن في ليبيا، وكما يحدث في العراق وسوريا، وكما يحدث وحدث في الصومال. تريدنا هذه المنظمة أن نقول لمن حاول زعزعة استقرارنا وحاول هدم تنميتنا واقتصادنا أهلاً وسهلاً، تريدنا أن نقول لمن اعتدى على الأمن وسلم الناس وإجماعهم وبيعتهم وخرج عنها بتنفيذ أجندة خارجية لا بأس عليك افعل ما تريد.

الآن، أعود إلى البيان لأثبت الكذب المحض، فبالخط العريض كتبت تقول «لا توجد حرية هنا»، وتقصد في بلادنا الإمارات! حسناً إذاً، ما الذي يوجد بحق؟ مدينة إعلامية كاملة تضم مئات المؤسسات الصحافية والقنوات الفضائية، من الذي يعيش على أرضنا؟ آلاف الصحافيين والكتّاب الأحرار في كل شيء؟ بالنتيجة لو كانت بلادنا منعدمة فيها الحرية، هل كانت محلاً ومقراً لمئات المؤسسات الصحافية والآلاف من الصحافيين، هؤلاء جميعاً مكبّلون وغير أحرار، ومجرمو منظمة العفو الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية هم الأحرار؟ تبّاً لميزان العدالة وتبّاً لحقوق الإنسان إذا كانت ستجردني من مكتسباتي وحقوقي في الحياة.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.