3

:: إحلم، يا رجل! (11) - إحلم لئلّا تندم! ::

   
 

التاريخ : 19/11/2014

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1598

 


 

 

 

       إحلم، يا رجل! تنسَ ما يؤلم!

       أليس كثيرًا ما يؤلمنا، اليوم، وأينما كان!؟

       في البيت، نتألّم من الفَقر، من الأقرباء، من الأصدقاء. في الطّريق، ممّا نرى من مشاهد مؤذية للذّوق وللعين. في المَحالّ، من الخبث والغلاء. في بيوت الله، من الكذب والتّدجيل. في المحاكم، من شهود الزّور والشّفاعات. في المدارس والجامعات، من الادّعاء والجَهل. في أيّ مكان، من الكذب، من الانحطاط والتّكبُّر والتَّنَمُّر والغباوة.

       تسألُ: وعلى هذا، أين يمكن لنا ألّا نتألّم!؟

       ألجواب الصّحيحُ، الصّادق: أيُمكن لنا ألّا نتألّم!؟

       تفترض، هذه الإجابة، أنّه لا يمكن لنا ألّا نتألّم! فكلّ ما في الكون، ممّا يُرى، وممّا لا يُرى، يبعث على الألم، يُثيرُه فينا: نفوسًا وأجسادًا. فكرًا ووِجدانًا.

       في الآلام نولَدُ، وفي الآلام نموت.

        في الولادة ننسى آلام المرأة، ونفرح بالمولود. وحيدةً، تتألّم. وحيدة يأتيها المَخاض. وحيدة تسهرُ، ليلًا، على وليدها، وبالآلام والإرهاق.

       وفي الموت، نعزّي ذواتنا بالاعتقاد أنّ الموت انتقالٌ إلى العالم الآخر، حيث لا عذاب ولا ألم. مُعتبرين أنّنا، في الموت، نتخلّى عن قشورنا المادّيّة، لتلجَ أرواحُنا عالم النّور الّلا انطفاء له.

       وعليه، إحلم لتنسى مثل هذه الآلام.

       نتألّم من الأقرباء؟ ألا تعرف، يا رجل، أنّ الأقرباءَ، أحيانًا، عقارب!؟ أنسيت قول طرفة الجاهليّ:

              وظلمُ ذوي القُـــــربى  أشـــــدُّ مَضــــــاضةً    على المرء، من وقْع الحُســـام المُهَنَّدِ!؟

       ومن الأصدقاء نتألّم؟ كيف لا، وهم أكثر مَن يطعن! فالصّداقةُ باتت لغاية، لمصلحة، لهدف. ليست، في هذه الأيّام، قيمة! يُذِلُّك الصّديق، يبتعد عنك من فور حصولِه على ما يريد. وهو أكثر مَن يؤذي، كونك كنتَ قد جعلْتَه الأقرب إليك!.

       وفي الطّرقات تتألّم! ممّا ترى، ممّا تسمع، ممّا تشمّ، ممّا تلمس، ممّا تذوق... فحيثما كنت، وأينما التفتّ، تقع على ما يؤلم ويؤذي. ولا حاجة إلى الأمثلة...

       كيف ترتاح من ذلك؟ من تلك الأوبئة؟

       بالحلم! إحلم! ترتفعْ فوق هذه التُّرَّهات، السّخافات، الغباوات... وأصحابِها والصّاحبات. فالألم والأذيّة ليسا من الرّجال من دون النّساء! كلٌّ مؤذٍ، كلٌّ مؤلِم! كلاهما أشدّ إيلامًا، أشدّ أذيّة!

       لا تصدّق!؟

       ألقِ نظرة متأنّية إلى البيوت. فكيف تجد أزواج اليوم، ولا تعميم بالطّبْع، في علاقاتهم واحترامهم بعضهم لبعض!؟ وفي تربية الأولاد، رجال الغد، مؤسّسي العائلات، باني الوطن!؟ أيّة عائلة ترجى؟ أيّ وطنٍ يُبنى؟ والحال هي هذه!     

       ألقِ نظرة حيث شئت! لن ترى إلّا القليل ممّا يُفرِح، والكثير الكثير ممّا يؤلم ويؤذي!

       فاحلم، يا رجل! إحلم لئلّا تندم!

ألأربعاء 3/9/2014

 

إحلم، يا رجل! (10)

إحلم، تشرق فيك السعادة!

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.