3

:: توظيف فضول الأطفال ::

   
 

التاريخ : 29/10/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1254

 


 

 

 

من نافلة القول إن تجاربنا وخبراتنا في الحياة يكون رصيدهما صفراً مع صرختنا الأولى وميلادنا الجديد، ثم كلّما كبِرْنا تعلّمْنا بالطريقة الصعبة وهي الخطأ ثم معرفة الصواب، هذا قَدَرُنا جميعاً أن نتعلّم وفق هذه الطريقة خصوصاً خلال مرحلة الطفولة. مهما حاولنا أن نجنّب أطفالنا هذا الأسلوب في التعليم فإنه أولاً وأخيراً هو قَدَرُ الجميع للتعلم وفق هذه الآلية التي أمضاها الإنسان منذ الأزل وحتى اليوم.

تحكي إحدى الصديقات عن فضول كبير لدى طفلها وبسبب هذا الفضول يؤذي نفسه مرات عديدة، وفي الحقيقة مهما حاولت هذه الأم وحرصاً على سلامة صغيرها أن تمنعه أو أن تعلمه أن هذا خطأ فإن غريزة التعلم والاكتشاف موجودة، وإن ترك جانباً فإنه يتحول للجانب الآخر أو لشيء جديد مختلف. بطبيعة الحال من المهم أن نراقب أطفالنا وننبههم دوماً ونحذّرهم دائماً بل ونخيفهم خصوصاً في الأمور المصيرية التي فيها حياة وموت مثل اللعب بالغاز أو إشعال النار في المنزل وغيرهما، لكن الذي أقصده هو العالم المحيط بهذا الطفل الذي من خلاله يتلمّسه ويحاول اكتشافه فيقع في الورطة أو المشكلة جهلاً وعدم معرفة.

هناك برامج تعليمية تمّ إعدادها لأطفال في الروضة وما قبل الابتدائية في عدة دول أوروبية تقوم في أساسها على إشباع حاجة الطفل للتعلّم والبحث وسدّ غريزته التي ولدت معه والمتعلّقة بحب استخدام اليدين في كل شيء وكأنه يعود يديه على مهام المستقبل، أقول تم إعداد برامج في هذا السياق فتم الابتعاد عن التلقين والحفظ ووضع مناهج تعليمية تقوم على التعليم باللعب.

بين يدي قصة لعالم فرنسي اسمه جورج شارباك، وهو فائز بجائزة نوبل للفيزياء عام 1992 أخذ على عاتقه تطوير تعليم الأطفال ليدركوا ومنذ الخامسة من العمر معنى العلم وكيف تتم الاختبارات، ومـن أجل هذه الغـاية وضـعَ بـرنـامجاً متخـصّــصاً عنـوانه «ضع اليد في العجين» يهدف إلى إيقاظ حواس التلاميذ على العلوم منذ الصفوف الابتدائية، ويعتمد على مبدأ بسيط وهو لكي يكتشف التلامذة العلوم ويحبّوها يحتاجون إلى فعل مباشر على أرض الواقع، وهكذا منذ الصفوف الأولى يتم التعامل مع الأطفال كباحثين ومبدعين لتنمية معرفتهم العلمية، حيث يعملون ميدانياً وينجزون الاختبارات ويطوّرون حسّ الملاحظة لديهم، هذا البرنامج تبنّته وزارة التربية الوطنية الفرنسية وتم تطبيقه في 350 صفاً في أكاديميات فرنسا الخمس. نحن نحتاج لمثل هذه المبادرات ولمثل هذه الحلول.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.