3

:: ألمرأة زهرة العمر! - إحلم، يا رجل! (6) ::

   
 

التاريخ : 26/09/2014

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1541

 


 

 

 

       إحلم! تُنقِذْ نفسَك!

       مِمَّ تُنقِذُها!؟

       من كلِّ ما هو إليكَ، يُسيءُ! فالحلمُ، غيرُ المرَضيّ، دواءُ الواقِعِ الّذي يشدّ بك إلى أوحال مادّيّة، تُعيدُك إلى التَّقَهْقُرِ، التَّخَلُّفِ، انعِدامِ الطّموحِ، الحزنِ، اليأس، الكآبة...

       والعمرُ، هَشٌ نَسيجُه، مهما طال؛ دقيقٌ، مهما عرُض؛ واهٍ، مهما تجبّر! وما الاحتفالُ بـ"عيد مولدِنا"، إلّا محاولةٌ غيرُ واعيةٍ، غالبَ الأحيانِ، لنسيانِ انقضاءِ سنةٍ من عمرنا، ولاقترابنا، سنةً، من المُحَتَّمِ الحقيقيِّ الأكثرِ إثارةَ أوجاعٍ ذهنيّة. فالجسدُ قشرةٌ خارجيّة نخلعها، حين تتمُّ دورتُنا!

       إحلم بالفرح، تنسَ الحزنَ، تَعِنُّ على بالك الحياة؛

إحلم بالغد، يهربْ منك اليأسُ، فتُخَطِّط بطموح؛

إحلم بالكَرَم، تتخلَّ عن الحِرْص، فتمتلك مالَك؛

إحلم بالجَمال، تتغاضَ عن البشاعة، فترتاح نفسُك؛

إحلم بالحبّ، يَنْقَ قلبُك ونَواياك، فتسعد، وترتقي...

وهل الحياةُ، في المفهوم العامّ، إلّا للطّموح، فتمتلك مالَك، وتتحرّر نفسُك، فلا يمتلكُك مالُك، ترتاح نفسيًّا وذهنيًّا، وتصل إلى السّعادة، ما يُريحُك، كلّيًّا، فتعمل على ارتقائك، ومعك ارتقاء الآخر، فيتصالح الفرد مع نفسِه، وتاليًا مع الآخر! فالفرد واحدٌ كثير!

ألحزينُ، مهما كان سببُ حزنِه، مُتَشَرْنِقٌ على ذاته، غارقٌ فيها، يختنقُ، ويخنق مَن معه، ومَن حواليه.

أليائسُ، مهما كان سبب يأسِه، مائتٌ سَلَفًا، مُعْتِمُ النّفسِ، مُنطفئُ الرّؤى، مُنزعِجٌ مُزعِج.

ألحَريصُ كثيرًا على ماله، يُسيطرُ مالُه عليه، فيُعَوِّقُه إعاقةً تامّة. يُقفِلُ على نفسه أبوابَ الحياةِ ونوافذَها، فيتوقّف عن الحياة، ويوقفُها عمّن حواليه.

ألبَشِع، لا يرى إلّا البَشاعة الّتي من نتائجها التَّكَبُّرُ الغُرورُ الحسدُ الحِقْدُ، فلا ينجح، ولا يريدُ نجاحَ أحدٍ، وإنّما ينزعج من نجاح الآخر، فيعمل على إفشاله.

ألنّقيُّ قلبُه، والسّليمةُ نواياه، مرتاحٌ مع نفسه، مُريحٌ الآخرَ، فتكون الحياةُ مريحةً للجميع. للإنسان إجمالًا، وتتراءى جميلة في عينيه، تُسعِدُه.         

إحلم، يا رجلُ، إحلم! فالحلم يُنقِذُك من التّفاهة، الغَباوة، الأنانيّة، ويدفعك نحو الحُبِّ الّذي به يكون الخلاص. أومنُ أنّ الحُبَّ خلاصُ العالَم!

فحين أنت تحلم، تبتعدُ عن تفاهات الواقعِ وسخافاتِه، فلا مُيوعة ولا سَفْسَطات. بهذا تبتعد عن الغباوة. فالغَبيّ لا يعرف حقيقةَ نفسِه، والجاهلُ نفسَه، جاهلٌ بشكلٍ عامٍّ، يحاول تَفاصُحًا فيسقط في العيِّ الأكبرِ، ما يجعلُه مُقيمًا في الّلجْلَجَة التّافهة السّخيفة العاجزة عن التَّثَقُّف والتّثقيف والإبانة. هذا العجز يؤدّي إلى فراغ، والفراغ إلى العدَميّة، نقيضِ الوجودِ والكينونة.

والإنسانُ، لا يمكنُه، بين الكَينونةِ والعَدَم، إلّا أن ينحاز إلى الكينونة. وهذه الكينونةُ، لا يصلُ إليها الإنسانُ إلّا عن طريقِ الحلم!

إحلم، يا رجل! ترفُّ حياتُك بالسّعادة... والمرأةُ زهرتُها!

 

ألسّبت 23/8/2014

*

إحلم، يا رجل! (5)

ألحلم علاج البشاعة!

إيلي مارون خليل

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.