3

:: الفوضى في رأسك فقط ::

   
 

التاريخ : 16/08/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1144

 


 

 

 

تلفحك الكثير من المواد الإعلامية المحملة بهالات من الخطأ والنظرة المنحرفة وتصلك على مختلف الأنواع والأشكال، من الخبر إلى المقالة وصولاً للتغريدات على تويتر أو على شكل كلمات في فيسبوك وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي، ويتواصل هذا التمدّد المتشائم حتى يصلك على هاتفك الجوال من خلال برامج الاتصال مثل واتساب وغيره كثير.

ما تميز مثل هذه المواد الإعلامية هي الكمية العالية جداً من الإحباط والتشاؤم، فهي لغة مبنية تماماً من الإحباط وانكسار الطموح، المشكلة في كثير من هذه الرسائل التي يتم تداولها هي ضياع من قام بتأليفها أو كتابتها بمعنى أنه لا جدوى من محاولة النقاش والحوار مع هذا المريض النفسي الذي كتبها، وعندما أقول مريضاً نفسياً فأنا أعني هذه الكلمة تماماً، لأن أيَّ إنسان واعٍ ولديه أحلامٌ وطموحاتٌ وآمالٌ عريضة ورؤيةٌ واضحة وتطلُّعٌ للمستقبل، لا يمكن أن يكون ضبابياً سوداوياً، ولو كان بهذه الحالة فإنها ستكون عابرة، أما أن يظهر من يكون سوداوياً على نفسه ويتجاوزها ليحاول إسقاط هذا الظلام حتى على مجتمعه وأمته، فبماذا يمكن أن تصف هذه الحالة؟

على سبيل المثال يتكلم أحدهم ويقول الشعوب العربية في فقر وبطالة ويسوق الكثير من التُّهم وضياع الآمال بعمومية واحتقار لأي نجاح في شعب أو مجتمع آخر.. لكن من العجيب بحقّ أن يظهر كاتبٌ معروفٌ يصنَّف بأنه مفكرٌ وينشر مقالاً بعنوان: "الفوضى تطرق أبواب العرب"، يسوق خلاله تحليلاً طويلاً يخلص فيه إلى أننا في عالمنا العربي مقبلون على فوضى لا تحمد عقباها، وأيضاً يكيل التُّهم لعدة دول عربية ويغمز ويلمز، ويتّهم هذه الدولة أو تلك بالمحاباة مع إسرائيل ويستشهد بمقولات منكرة لا اسم فيها أو لون، ومن نقلها له أيضاً مشوّه المصداقية، كأن يسوق تهمة على لسان مسؤول أمريكي دون ذكر اسمه، من هذا المسؤول؟ لا أحد يعلم.. والهدف النيل والتقليل من الآخرين فقط لأن سياستهم ومسيرتهم لم تعجبه.

ليست هذه المعضلة أو المشكلة كما يقال بل توصيف الفوضى التي ستطرق أبواب العرب بأنها قادمة وعلى الجميع، سواء تلك الدول التي اكتوت بنار ما يسمى بالربيع العربي أو المستقرة اجتماعياً وتنموياً واقتصادياً ويوجد فيها رفاه وتقدم، بل إن هذه الدول تحديداً برأيه هي الأكثر قتامة في مستقبلها، لماذا؟ لا أحد يعلم السبب، سوى أنها، كما يظهر، تتبع مسيرة تنموية ويوجد فيها رفاه اجتماعي واستقرار سياسي لم تناسبه.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.