3

:: مبادرة علماء الدين ::

   
 

التاريخ : 11/08/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1217

 



 

 

       يقال إن التنظيم المتطرف داعش هو صنعة صهيونية، وبغض النظر عن وجاهة هذا القول ومدى دقته، فإن أنصاره ومن هو ملتحق في صفوفه ليسوا صهاينة أو أفراداً جاؤوا من كوكب آخر، هم مع الأسف من مجتمعات إسلامية وبينهم شباب في مقتبل العمر تمّ التغرير بهم وإغراؤهم بملذّات الآخرة والأجر العظيم. ولكننا دوماً نقفز على الحقائق ونحاول أن نصدر أي خلل نحو العدو الواضح القافز في الذهنية والذي لا تقبل عداوته أي تشكيك عموماً دون الدخول والخوض في تفاصيل منشأ هذا التنظيم ومن دعمه وموله.

بين أيدينا عشرات المقاطع لأفلام ظهر فيها شباب في مقتبل العمر وهم يعبرون عن السعادة والفرحة لالتحاقهم والقتال في صفوف هذا التنظيم الإرهابي، من شاهدناهم هم من أسر معروفة في مجتمعاتهم تسلل لهم هذا التنظيم وأفكاره المريضة وسيطر على عقولهم وأفكارهم وما كان يستطيع أن ينفذ – بينهم أطباء – لولا أن على الأرض بعض الأصدقاء أو الأقارب ممن يحملون هذا الفكر المريض وأثروا على أقرانهم والمقربين منهم.

ومن هذه الجزئية يأتي الخلل الحقيقي، خلل في مقاومة هذه الأصوات التي تعمل على تجنيد شباب في مقتبل العمر، وخلل آخر في تجفيف منابع الدعم سواء ممن يتعاطف مع الفكر المتطرف أو الذي يعمل على الصعيد الإعلامي ونشاهد عملهم على شبكات التواصل الاجتماعية حيث تتكاثر وتتزايد وتنمو ورسائلهم وتعليقاتهم ومشاهد قطع الرؤوس وسفك دم العزّل والأبرياء جميعها يمكن أن تصلك بكل سهولة، ومعها تعليقات بأن هذه عزّة المسلم وهذا هو الإسلام.

يوجد خلل في القيام بدور التوعية وتثقيف الناس وتزويدهم بكل ما من شأنه إعانتهم على القيام بدورهم الحقيقي في مقاومة هذا التطرف.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمس هذا التقصير شخصياً وصرح في كلمته الشهيرة قبل عدة أيام وقال وهو يخاطب علماء الدين في السعودية بأن فيهم كسلاً، وهو والله محقٌّ تماماً إذ لا يجوز التراخي في عدم مقاومة هذا الفكر المتطرف الحجة بالحجة، وإبراز الدليل الشرعي من القرآن الكريم وسنة رسولنا الكريم على تسامح هذا الدين العظيم وأن كل ما يحدث لا يمت للإسلام بصلة.

هذه السلبية وخيمة وعواقبها وخيمة وشديدة علينا جميعاً وليس على بلاد واحدة، لذا على علماء الأمة أخذ زمام المبادرة ورد هجمات هؤلاء الغوغاء والذود عن حياض هذا الدين العظيم بالكلمة الصادقة وتوعية الناس.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.