3

:: ما الذي يحدث لديننا؟ ::

   
 

التاريخ : 14/05/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1221

 


 

 

 

 

 

 

لنا في التاريخ القريب عدة أمثلة لزعماء كانوا ينافحون ويدافعون عن بلادهم من سطوة المستعمر بالمقاومة السلمية، فلم يدعوا للعنف وسفك الدماء ونجحوا، ولعلّ غاندي خير مثال في هذا السياق. أيضاً شهوة الانتقام وتصفية الحسابات ليست من طبيعة المصلحين الذين يبنون دولاً وأمماً قوية، ولعل نيلسون مانديلا خير مثال.

لكن لماذا أستحضر هذه النماذج عن التسامح والعفو، وهو جزء من قيمنا وتراثنا وديننا، وهو موضوع رئيس اهتم به رسولنا الكريم، فهذا هو قدوتنا وحبيبنا الرسول صلّى الله عليه وسلم خير مثال، فهو كان سلمياً مع القرشيين فمنع صحابته في مكة من أي محاولة لاستفزازهم. ثم إنه عليه السلام أطلق كلمته الشهيرة التي دونتها كتب تاريخ البشرية قاطبة عندما قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، رغم أن هؤلاء هم من آذوه وعذبوا صحابته، لكنه كان عليه الصلاة والسلام يتوجّه لبناء أمّة من التسامح والغفران، أمّة قوية بتماسكها فلا أحقاد ولا ضغائن.

هذه القيم الجميلة العظيمة مغيبة تماماً عن الساحة في عالمنا العربي والإسلامي اليوم، والأسباب واضحة وبديهية لأن بيننا فئات ومجموعات تتخذ من الإسلام ستاراً وبه كذباً تضرب وبشريعته إفكاً تقتل، ويرجعون شهواتهم لاقتحام المدن الآمنة وتخريب البيوت المطمئنة وتشريد الأبرياء والعزّل إلى دين السلام والمحبة.

اذهب إلى ليبيا ومصر واليمن وسوريا وغيرها الكثير من دول العالم تجدهم يدمّرون مقدّرات الإنسان، يهدمون المستشفيات ويقتلون الأطباء، تجدهم يفجّرون امتدادات الكهرباء فيعيش الآلاف من الأبرياء في الظلام، تجدهم يجيزون قتل الإنسان والانتحار فيما يسمى بالعمليات الانتحارية، تجدهم يبيحون اختطاف الأبرياء من البنات القصّر والنساء، كما فعلت جماعة بوكو حرام في نيجيريا عندما اقتحمت عدة مدارس ثانوية للفتيات واختطفتهن وحتى اليوم لا يُعلم مصيرهن.

هذا جميعه يتمّ وهؤلاء الشرذمة المجرمة وهذه الجماعات الظالمة ترفع راية الإسلام وترفع راية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. إنه لشيء مؤذٍ لديننا ولرسولنا، فيه انحراف عن كتاب الله عز وجلّ القائل: «لكم دينكم ولي دين»، وقوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».

هذه السرقة العظيمة لديننا من هذه الجماعات، وهذا التشويه البالغ يجب أن يتوقف، ويجب أن نعمل على محاربة هذه الجماعات بمزيد من التعليم ومزيد من الرقي ومزيد من التوعية بأساليبهم المنحرفة الهدّامة، ولعلّ مثالاً على ظلاميتهم أن عملهم دوماً سرّي، ودوماً يعتمد على الجريمة وسفك الدم الإنساني.. حمى الله بلادنا وبلاد الإسلام من كيدهم.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.