3

:: أنا الواقف أدناه ::

   
 

التاريخ : 11/04/2014

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1359

 


 

 

 

أنا الواقفُ أدناه...

في أوّل الكلام، في منتصف الكلام وفي آخر الكلام.

أنا الواقفُ في شمس كلّ هذا الكلام.

ما وقفتُ مرّةً في ظلّ.

الظلُّ بدء موتٍ، الظلُّ هروبٌ إلى اللاكلام، إلى الغبش الخادع، المراوغ، المناور، الساعي إلى إخفاء ضعفٍ بشريّ، هو فينا جميعًا، في مواجهة نكرانه.

 

أنا الواقفّ أدناه.

أدرك بكامل وعيي أنني أغامر، أقامر برصيدي.

قد أضاعفه، وقد أخسره، وأخسر الوقوف في الشمس، في عزّ الكلام.

لم أقلّد من سبقني، ولم أقف مثله.

مقاس قامتي يخالف مقاس قامته، ولو قليلاً، ولو بتفصيل غير ظاهر.

لكلِّ واحدٍ منّا بصمته.

ما من بصمة تشبه أختًا لها، ولو كانتا من أب واحد، وأم واحدة.

 

أنا الواقفُ أدناه،

أعرف تمام المعرفة ما يتأتى من الوقوف طويلاً.

أعرف أن لقدرة الجسد على الوقوف نهاية، ومع ذلك أقف... وسأظل.

كتبت على نفسي وعدًا، بأن تكون نفسي قدر ما هي موجودة، وأن تقف في الوهج، في اللهب، في الصقيع، في الزمهرير، ولا تتدثّر بما ليس منها، ولا تخلع عنها ما هو منها.

النفس أمّارة بـ... إذا خَرَجت عن سيطرة العقل وعن سيطرة القلب.

 

أنا الواقفُ أدناه،

مشيت طويلاً، ومشيت أزمنة. أنا الواقفُ أدناه في أوّل الكلام، في منتصف الكلام... وفي آخره، ولو نقطة تنهي فصلاً، تنهي حكاية، تنهي صياغة حياة أدركتها بكامل قواي.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.