3

:: احتفظ بالدرجة وسأحتفظ بحلمي ::

   
 

التاريخ : 09/03/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1388

 


 

 

 

عندما نسمع بقصص ملهمة لمن انتصر على العقبات التي تعترضه أو حقق نجاحاً مبهراً، فإننا نشبّهها بالغرائب في عالم معقّد وصعب. وأمام واقعية هذه القصص أو مثول نتائجها أمامنا يبرّر البعض بأنها المصادفة أو لعبة الحظّ هي من وقفت مع هؤلاء الناجحين وساعدتهم، ولكن لو أمعنّا النظر بشكل جيد سنكتشف أن الحلم والأمل ثم العمل على تحقيق هذه الطموحات ثم الإصرار عليها وعدم اليأس هي عوامل النجاح، وبالتالي من غير المقبول أو المنطقي أن يتم وصفها بالمستحيل أو من الصعب تصديقها.

عندما تسمع بقصة طفل كان يحلم بمزرعة كبيرة وهو يسكن في سيارة من شدة الفقر، وتجده يؤكد على امتلاكه لهذه المزرعة منذ نعومة أظفاره ولذا يجتهد في دراسته، وهذه قصته، مؤثرة وبليغة تقول: كان «مونتي» في المدرسة عندما كلفهم المعلم بكتابة الذي يرغبون في تحقيقه عندما يكبرون. قام الطالب «مونتي» بكتابة مقالة سرد خلالها آماله وطموحاته التي تمثلت في رغبته امتلاك مزرعة هائلة ليتمكن من تربية الحيوانات وخصوصاً الخيول التي كان يعشقها. المعلم أعطى «مونتي» درجة متدنية جداً، وقال المعلم وهو يعلّل السبب إن هدفك بعيد عن الواقعية. فكيف لصبي فقير يعيش على سطح شاحنة، من شدة الفقر حتى أنه لا يملك منزلاً، أن يضع له هدفاً كبيراً مثل امتلاك مزرعة، هذا الهدف غير واقعي. بعد فترة يظهر أن المعلم شعر بتأنيب الضمير فعرض على «مونتي» أن يمنحه فرصة الكتابة مرة أخرى من أجل الحصول على درجة أعلى وأكبر. لكن «مونتي» رد عليه قائلاً: «احتفظ أنت بالدرجة، وسأحتفظ أنا بحلمي».

غني عن القول إن السنوات مضت وتمكن خلالها «مونتي» من تحقيق حلمه وامتلك بالفعل مزرعة شاسعة في كاليفورنيا، يعتني ويربّي فيها الحيوانات والخيول التي يحب.

القصص متنوعة وعديدة التي تحكي عمن بدأوا من الصفر، وكانت أحلامهم عظيمة وكبيرة ولا يمكن تحقيقها بكل المقاييس المادية، ولكنهم بالعمل والعلم والتخطيط، وصلوا وتربّعوا على هرم أحلامهم، لتغدو حكاياتهم قصصاً تروى في تحفيز الذات وإعلاء الهمم. وأعتقد أننا يجب أن نتعلم الجهر بأحلامنا وطموحاتنا ومن ثم نكافح لتحقيقها، إذا كنا نخجل من آمالنا وأحلامنا فمن باب أولى أن تتحطّم وتنكسر في أول تحدّ من تحديات الواقع الصعب، لقد قال مونتي وهو طفل لمعلمه: احتفظ بدرجتك وسأحتفظ بحلمي. ونحن بحاجة أن يكون لنا نفس الإصرار والتحدي.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.