3

:: مجموعة نصوص "نثر وجداني" ::

   
 

التاريخ : 03/02/2014

الكاتب : ميشلين حبيب   عدد القراءات : 1804

 


 

 

 

الكتابة وأنا

تمزّقني الكلمات والأفكار

تمزّق أحشائي حتى تخرج

تماماً مثلما يمزّق الطفلُ أحشاءَ الأم لحظة الولادة

 ليخرج إلى الحياة.

 

الكتابة ولادة وألم وعذاب ومتعة ولذة،

تقتلني لتعيش هي.

نعم سأموت لأكتب،

ولا يهمني الموت؛

سأعصر أنفاسه وأجعلها حبراً لقلمي.

 

لا يهمني أن ينحني ظهري

أو يفرغ جيبي، أو أن أختفي وأذوب

لأكتب كلمات على ورق يصبح أنا،

كلمات تصبح شراييني، وصرخة تصبح فكراً

وقلباً ينتشر بين السطور، وحياة تتوزّع على النصوص.

 

لا يهمني أن أحترق

 لتشتعل أوراقي وتخطّ كلماتي برماد جسدي،

لا يهمني أن أموت لتحيا حروفي وتنطلق نصوصي.

لا يهمني، فبها أنا أحيا.

***

 

حبل غسيل

مِرمي ومَرفوع

مْمَرْمَغْ ومَنصوبْ

مِشْ عارف حَالو مين ولا وَين

حتى مِشْ ضايع من كِتر ما ضاع.

مشلول ومِتْلاشي

ناطِرْ ومش ناطِرْ

مَشْحوط ومْشَحْطَطْ

عَمْ يزْحَفْ مشلول واقف.

وفجأة هَيك بيقول:

" بَسّ خَلَص تبَهدَلت كفايه

مطرحي مش هَوْن

أنا فوق عَطول".

وفجأة صوت بيقللو: " طيِّب طْلاع. لَيش أصلاً شو نافِع إِنتَ تحت؟"

صَرَخْ حبل الغسيل: " لااااااااااا. حرام. آخ. هَيْك كتير ".

ووصْلِتْ غيمِه تَتْشارِك بحفلة التّمِسخُر والمَصير

وعَطَسِت.

تمَرْمَغ التراب بالعَطسَه

و تمَرمَغ المشلول بوَحلْ المصير.

الشمس مش سِئْلانه

نَطَرِت وبُكرا إجِت تِتْغَندَر مع إنّا شايفي حفلة المصير.

تفَوَّهِت بأُفْ طويل رَجَّع التراب وَروَّحْ العطسَه

والغريب إنّو ...

يلّلا بلاها خلّينا ب يللي عَمْ بيصيرً.

يللي كانوا عَ حبل الغسيل، راحو يتْمَرمَطو من جديد

وهوّي طِلِع، طلَّعوو

وناطِرْ يرجعوا يلّلي بيخلّوا شِغِل عندو يصير

وما بيَعْرِف بعدا شو المصير،

ما هُوّي حبل غسيل.

***

 

لماذا أنت؟

كنت أراك في أحلامي؟

لا،

كنت أراك في قلبي تقف شامخاً بطولك الفارع هناك في الأفق.

 ولطالما سألتك: أنت؟

 لماذا أنت؟

كم أحب عندما تضع يدك القوية تحت ذقنك وأنت تفكر

 أو تنظر إليّ عندما أظهر في الباب لأتفقّدك.

وتلك العينان المليئتان بالحنان،

قلت لك وقتها أني لن أرى مثلهما أبداً،

 فقد كنتُ أنا وموسيقاك نغرق فيهما.

ولم أرَ مثلهما.

هل تذكر عندما كنا نحتفل بالصباح على الرمال الباردة

 التي كانت تفرح وتحترق بدفء قلبينا كلما رأتنا؟

هل تذكر كيف جاءت الأمواج ذلك الصباح

تقبّل قدميّ محتفية بالحب الحاضر في قلبي؟

 وأنت،

 رفعتَني يومها بين ذراعيك

ووضعتَ رأسي على كتفك القوي

 وأكملنا الصباح هكذا:

 الرمال تلتهب بحبنا،

 والأمواج تهدر تحية لقلبينا،

 والشمس تلاحقنا مبتسمة لهوانا.

وهمستَ لي: "حبيبتي".

هل تذكر يا "حبيب عمري؟"

***

 

عندما أغمض عيني

ينام الحلم . يتمرد الوهم.

يختلف النهار. يموت الليل.

يخاف الوحش. يزورني الضوء.

يختبىء الوجع. يختنق الهواء.

يسافر الحب. ينحني العمر.

يرحل المجيء. يهوي الأمل.

يهتدي الخيال. ينزح الأمان.

يهوى اللحن. يوقِّع الزمن.

يصمت القلب. ترقص الذاكرة.

يَعْبُرُ الجسد. يرتاح المصير.

يستفيق اسمي.

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.