3

:: حواء - قصص قصيرة جدا ::

   
 

التاريخ : 27/12/2013

الكاتب : ماهر طلبه   عدد القراءات : 1309

 


 

 

حواء

بكى وقال لها: أمي ماتت.

فضمته إلى صدرها وقالت: أنا أمك.

وأخرجت ثديها وأرضعته حتى غفا.

.. بكى وقال لها: مات أبي.

فضربته على وجهه وقالت له: كن رجلا واذهب لتحمل نعشه.

في المساء دخلت غرفته عارية..

 

هيلين

حين أظهر في وجهها السيف، كشفت له عن ترسها، فاندفع لطعنها حتى نزف حممه الساخنة فاستسلمت على صرخاتها المدينة.

 

أُمّيّة

دعاها إلى منزله لتقضي السهرة معه..

فأمضت ساعتها الأخيرة قبل اللقاء أمام مرآتها عارية.. تتجمل وتتزين وتمحو كل زكرياتها السابقة عن جسدها، حتى صار ورقة بيضاء لامعة تصلح للكتابة.

لكنها اكتشفت حين فتح الباب لها فى نهاية الأمسية مودعا.. أنه لا يملك قلما يخط به على جسدها حروفه.

 

حلٌّ مؤقت

لأنه لم يقابلها إلا في الخيال، ولم يرَها إلا وصفا، دقق كثيرا في ملامحها المغطاة بالغيب، وجرب عليها كثيرا من الملابس المحفوظة دائما على رفوف عقله، ليقترب.. وكلما ضاقت بزيها الجديد أو ضاق به هو، نزعه عنها وتركها حرة كما خلقها ربها.. عندها كانت تتجسّد له زجاجة مغلقة.

 

صوت الباب

تناهى إلى سمعه أن الباب يصدر صوتا كالأنين، فذهب من فوره إلى صديقه النجار.. حدثه كثيرا عن الإشاعات المنتشرة في البلدة، عن الأحزان التي تقتل قبل الأوان، عن الألم الذي يسببه الفراق، والأبواب التي تغلق ولا نستطيع فتحها.. وتذكر امرأته في مدفنها.. فقال له: "بابي يصدر أنينا"

 

مكاشفة

كانا منفردين

قال لها: أنا عضو فى تنظيم سرى

قالت له: وأنا عضو

لم يفهم المغزى السياسي، فانصرف.

 

mahertolba@yahoo.com

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.