3

:: البلد سينفجر ::

   
 

التاريخ : 30/11/2013

الكاتب : شوقي مسلماني   عدد القراءات : 1256

 


 

1 (البلدُ سينفجر)

السفيرُ اللبنانيّ الأسبق إلى أستراليا الدكتور لطيف أبو الحسن، هو ابن عمّ المسرحيّ الكوميدي الراحل الكبير نبيه أبو الحسن، مكث سفيراً في أستراليا حوالي 14 سنة، أي أطول فترة قضاها سفير لبنانيّ إلى شبه القارّة الأستراليّة على الإطلاق، وذاته كان يتندّر "إنّهم" على ما يبدو قد نسوه، فلم يطلبوا نقله، كلّ هذه السنوات. كان دبلوماسيّاً من طراز رفيع، يطلّ في التلفزيون الأسترالي، عبر حوارات ومقابلات حول لبنان والشرق الأوسط. كان واسع الإطّلاع. استغلّ إقامتَه الطويلة في كانبرا، ودرس في جامعتها، وقدّم أطروحةً عن ابن خلدون. وأذكر إنّه قال لي مرّة إنّ أهمّ الدراسات عن ابن خلدون هي من صنيع الألمان، ومن القوميين الألمان تحديداً. كانت بيننا صداقة. ذاته قدّم هديّة، هي شجرة أرز، بالنيابة عن لبنان، إلى أستراليا، وذلك في ذكرى مرور 200 سنة على تأسيس الأمّة الأستراليّة الناشئة. وكان لهذه الهديّة وقع طيّب، فجعلها الأستراليّون عند مدخل برلمانهم. أتذكّره الآن، في هذه الساعة المتأخّرة من الليل، وأنا الذي لم أره أو أسمع منه، منذ أن "تذكّروه" قبل عشر سنوات. وانقطع كلّ اتّصال. أتذكّره الآن يقول لي، كما في مرّة: "هل تتخيّل بلداً إفريقيّاً فقيراً، فيه 100 قبيلة وإثنيّة ودين ومذهب، ماذا سيكون حاله إذا طبّقوا على قبائله وإثنياته وأديانه ومذاهبه مبدأ حريّة تقرير المصير؟. البلد سينفجر". أين أنت الآن أيّها الصديق، يا سعادة السفير المثقّف، والأديب والمحترم، الدكتور لطيف أبو الحسن؟.

**

 

2 (قرنان) 

والمغلَق هو للمناطحة. قرنان متّصلان بالعنان: قرنٌ أبيض، والآخر أسود!. 

**

 

3 (وجهة نظر)

منسوب للإمام علي بن أبي طالب: "العمر يومان، يوم لك ويوم عليك..". ومِن وجهة نظري، فإنّ مَن يصبر على هذه الحقيقة القاطعة، المطلقة، هو ذاته الفرقة "الناجية"!.

**

 

4 (أبو الأقيشر الأسدي)   

"إنما نشرب من أموالنا، فاسألوا الشرطيّ: ما هذا الغضب"؟.

**

 

5 (اسكندر حبش)

"أيّ أرض

يمكن لها أن تُكمّلنا؟ 

أيّ أرض

يمكن لها أن تنتظر؟ 

 

هو جسد

يجرح ما تبقّى

من شتاء

 

وكلّ هذا الثلج

الذي بقي

يخرج

مِن

صوت

 

من يكمل هذه القصيدة

التي لا تريد أن

تُكتب"؟.

**

 

6 (إشارات)

قالَ هاتفٌ:  

"إنّ الله يملأُ السماءَ

في الليلةِ هذه" 

 

تسكّعتُ

في الشوارع

بثيابٍ بالية   

آخِرُ عمل! أُبعِدتُ عنه

كأنّ الرسول بطرس قد تخلّى عنّي

رأيتُ جائعين

يأكلونَ القططَ

ومدناً

تأكل الجائعين

 

اغرقْ

واغرقْ وحيداً  

عندموا وضعوا الإشارات

رأيتُ  

ولمّا أزالوها

رأيتُ

 

الليل ينقلب نهاراً  

وعلى مهل  

السماءُ زرقاء صافية

فوق حديقة الحيوانات

الفقراء يزحفون

على الركَب

يلتهمُ البرازُ المدينةَ   

وأناسٌ

يلتهمونَ البراز

 

اغرقْ

واغرقْ وحيداً

البرازُ الذي سيجعلك تتأسّف    

هو غداً

مِنْ

عملِ اليوم.

Phil Doyle  فيل دويلي ـ شاعر أسترالي.  

Shawki1@optusnet.com.au

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.